موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ مايو / أيار ٢٠١٩
خمسُ مستويات من الحياة الراعوية في الكنيسة

بغداد - الأب ألبير هشام نعّوم :

<p dir="RTL">أودّ أن أتشارك معكم اليوم في خمس مستويات في القيادة المسيحية كنتُ قد قرأتها في كتابٍ، واحتفظ بها كورقة عمل أينما أذهب في الحياة الراعوية. وهي تتكلّم عن مستويات فيها يتبع الناس القيادي لدوافع مختلفة، ويؤكد الكتاب ضرورة الانتقال فيها من مستوى إلى أعلى. أنقلها أولاً كما وردت في الكتاب:&nbsp;</p><p dir="RTL"><strong>1) يتبعك الناس لأنهم مجبرون على ذلك:</strong> لن يتعدى نفوذك مسميات وظيفتك. كلما أطلت البقاء هنا كثرَ عدد الذين يريدون ترك المؤسسة وضعفت الروح المعنوية. يبدأ الناس في تحجيمك ووضع حواجز من حولك.</p><p dir="RTL"><strong>2) يتبعك الناس لأنهم يريدون ذلك: </strong>بعيدًا عن سلطتك الرسمية. هذا المستوى يجعل من العمل متعة. ولكن البقاء فيه لمدة طويلة دون الارتقاء لأعلى، يجعل الذين لديهم حوافز قوية للعمل يصبحون قلقين.</p><p dir="RTL"><strong>3) يتبعك الناس لأجل ما عملته للمؤسسة:</strong> هذا هو المستوى الذي يجعل معظم الناس يشعرون بالنجاح الذي تحقق. إنهم يحبونك ويحبون ما تفعل.</p><p dir="RTL"><strong>4) يتبعك الناس بسبب ما عملته شخصيًا لأجلهم: </strong>تحدث هنا تنمية طويلة المدى. التزامك بتطوير القيادات سوف يضمن نموًا مطردًا للمؤسسة والبشر. يجب البقاء في هذا المستوى.</p><p dir="RTL"><strong>5) يتبعك الناس بسبب شخصيتك وما تمثله: </strong>هذه الخطوة مدخرة للقادة الذين أفنوا سنوات عمرهم في تنمية الناس والمؤسسات وقليلون يحققونها. ولكننا نحاول في أغلب الأحيان أن نطلبها منذ أول لحظة نتسلم فيها القيادة، ولذلك لا ينتابنا إلا الشعور بالفشل!</p><p dir="RTL">يمكن تطبيق هذه المستويات الخمس على الحياة الراعوية في الكنيسة، على علاقة الراعي بالرعية. فعلى الراعي اليوم أن يمتاز بشخصية قيادية وإلا وقع في ذات الاخطار التي تحذر منها المستويات الأولى. فالقيادة اليوم سمة أساسية في المكرّس، ومن دونها يفقد رسالته ودعوته.</p><p dir="RTL">وهذه المستويات الخمس تجعلنا أيضًا نعيد النظر في نوعية النشاطات التي نقوم بها في رعايانا ومؤسساتنا الكنسية: فهل وصلنا إلى المستوى الرابع فنجعل الناس يشعرون أن الكنيسة تعمل شيئًا لأجلهم، لينموا في الحياة مع المسيح؟ وهل نصل إلى المستوى الخامس أي نجعل الناس تشارك في النشاط لأنه يجسّد شخص المسيح لهم؟</p><p dir="RTL">أما المستويات الثلاث الأولى، فنجاحها قصير: فقد يكون الناس مجبرين للاشتراك في النشاط، ثمّ يريدون المشاركة في النشاط، ثمّ يشاركون لأنهم يقيّمون ما تعمله الكنيسة من نشاطات... الخ، ولكن الأهم من كلّ ذلك أن يشعر المؤمنون بقرب الكنيسة منهم وأنها تعمل من أجلهم. إنها أفكار تجعلنا نعيد النظر في عملنا الراعوي.</p>