موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٢ يوليو / تموز ٢٠١٦
حريق في كنيسة مار شربل للسريان الأرثوذكس في القامشلي السورية

الحسكة - وكالات :

أعلن المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في مدينة القامشلي السورية عن "قيام مجهولين بالإعتداء على كنيسة مار شربل للسريان الأرثوذكس، في بلدة الوطوطية، التي تبعد مسافة 13 كم عن مدينة القامشلي، شمال شرق سورية، وذلك منتصف يوم الأحد 17 تموز".

وأوضح المرصد أن "الاعتداء تمّ بقنابل المولوتوف، وأدى إلى حرق أجزاء من الكنيسة، إضافة إلى الأيقونات والأثاث. كما قام المعتدون بسرقة صناديق التبرعات الموجودة في الكنيسة".

لكن الوكالة السورية الحكومية الرسمية ’سانا‘ قالت أن ماسًا كهربائيًا أدى إلى نشوب الحريق في الكنيسة، مخلفًا أضرارًا مادية في الهيكل وبعض الصور والتماثيل. ولفتت إلى أن "تقييمًا سيجري للوقوف على الأضرار التي خلفها الحريق، وإعادة ترميم المواقع المتضررة".

في سياق متصل، وفي حوار له مع موقع ’إيلاف‘ الإلكتروني، أكد جميل ديار بكرلي، مدير المرصد الأشوري لحقوق الانسان، أن حماية المسيحيين وحماية وجودهم في الشرق واجب على شركائهم في الوطن "المسلمين قبل غيرهم، وخصوصًا وأن خروج المسيحيين من المنطقة ستكون له آثار سلبية على النسيج الوطني السوري".

وقال: إن ما يحصل "من تعديات سافرة على المسيحيين لم يعد يسكت عنها، وأن من يتآمر على وجودنا في المنطقة لم يترك لنا شيئًا من المقدسات إلا ودنسها، فمطارنة وكهنة يخطفون ويقتلون، كنائس وأديرة ومقابر ومنازل تدمر وتنتهك حرمتها، مواطنون يختطفون ويسبون ويقتلون ويعتقلون، والآلاف من العائلات تهجر قسرًا".

وأشار إلى "أن المسيحي في الشرق اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما الموت على مذابح الصراعات الإقليمية والطائفية في المنطقة، والتي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، أو الموت والغرق في البحار سعيًا لحياة آمنة لهم، ومستقبل أفضل لأطفالهم في دول الغرب، التي صمت آذانها وعيونها وحدودها عن جرائم الإبادة التي يتعرض لها المسيحيين".

وحول فاعل الحريق وهويته، قال مدير المرصد "هو من يريد أن يخلي المسيحيين من المنطقة، وبالتالي الاستيلاء على اراضيهم وممتلكاتهم، ولكن لا توجد جهة محددة حتى الآن، لأنه في هذه الايام لم نعد نعرف من هو صديق المسيحيين ومن هو عدوهم".

وأضاف بكل أسى "لم نعد نستغرب أي اعتداء على المسيحيين وعلى كنائسهم وعلى ممتلكاتهم في الشرق الأوسط، كونهم أصبحوا لقمة سائغة في ظل الصراع المذهبي الدائر في الشرق الأوسط، ومع الأسف تزداد شكوكنا بعد كل حادثة بعدمية الوجود المسيحي في المنطقة، وسط كلّ هذا التخاذل الدولي والغدر المحلي".