موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٢٤ أغسطس / آب ٢٠١٥
تنظيم "داعش" يطمس الهوية والثقافة والتاريخ في كل موطئ له

تدمر - أبونا ووكالات :

دمر تنظيم "داعش" الإرهابي معبد بعل شمين الشهير، والذي يعود تاريخه إلى ألفي عام، في مدينة تدمر الأثرية السورية، التي يسيطر عليها منذ أيار الماضي، وفق ما أكده المدير العام للآثار والمتاحف السورية لوكالة فرانس برس، مشيراً إلى أن المعبد قد دمر بشكل كبير.

عملية التفجير جاءت بعد أيام قليلة من عملية ذبح عالم آثار في مدينة تدمر قام بها مسلحو التنظيم. ولم يكتف تنظيم "الدولة الإسلامية" بالاعتداء على البشر بل امتدت سلسلة عملياته التخريبية لتطال تحف التاريخ وصروحه في أي منطقة تطأها أقدام عناصره.

وتعد مدينة تدمر، الواقعة وسط سوريا، إحدى أقدم المدن التاريخية في العالم، وتنتشر الصروح المختلفة فيها على مساحات واسعة وتعود معالمها الحضارية إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين. وقد ازدهرت بشكل خاص في عهد الملكة زنوبيا ونافست الحضارة الرومانية وقتها، وأدرجتها منظمة اليونيسكو عام 2013 على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر.

والجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش" سيطر على مدينة تدمر الأثرية في صورة تكررت سابقاً مع استهداف الآثار العراقية منذ شباط الماضي، حيث نشر التنظيم شريطاً مصوراً لرجاله وهم منهمكون في تحطيم الآثار الآشورية والكلدانية وتحفها النادرة الموجودة في متحف الموصل.

وتعد مدينة نمرود، التي قضى عليها التنظيم، إحدى أهم عواصم الإمبراطورية الآشورية القديمة، وهي من أبرز الاكتشافات الأثرية في القرن الماضي. وتقع هذه المدينة التاريخية على ضفاف نهر دجلة، وقد أسست في جنوب الموصل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وأصبحت في القرن التاسع قبل الميلاد عاصمة الإمبراطورية الآشورية الحديثة.

وكان مصير مدينة الحضر الأثرية، في محافظة نينوى، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد مماثلاً لنمرود، حيث جرف مسلحو التنظيم المدينة التي تصل مساحتها إلى حوالي كيلومترين، وذلك في آذار الماضي، ناهيك عن سرقة العملات القديمة الذهبية والفضية التي كانت تستخدم من قبل الملوك الآشوريين القدامى.

وخلاصة الأمر، فإن تنظيم "داعش" الإرهابي ينتهج مسالك التخريب وطمس الهوية والثقافة في كل موطئ له سواء في الشرق أو في دول الشمال، هكذا وصفت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو، الوضع الكارثي الذي طال المواقع الأثرية، وصنفته تحت بنود جرائم الحرب.