موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الجمعة، ١٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
تصديق الحكم بإعدام المسيحية الباكستانية آسيا بيبي المتهمة بالتجديف

بيروت - إيلاف :

أيدت المحكمة العليا الإقليمية في لاهور بشرق باكستان، الخميس، حكمًا بإعدام المسيحية آسيا بيبي، بعدما أدينت بالتجديف والإساءة للدين الاسلامي، بحسب ما قال محاميها.

وكانت بيبي، وهي الأم لخمسة أبناء، اعتقلت في العام 2009 بناء على مزاعم بالتجديف أثناء مناقشة مع عاملتين مسلمتين. وحكمت عليها محكمة ابتدائية في نانكانا صهيب، الواقعة في إقليم البنجاب، وهو أكبر أقاليم البلاد، بالإعدام قبل 4 سنوات. لكنها استأنفت الحكم أمام محكمة لاهور العليا، فأيدت لجنة قضاة مؤلفة من عضوين العقوبة القصوى. وقال نعيم شاكر شودري، محامي بيبي: "نشعر بخيبة أمل من هذا القرار، لكننا سنرفع التماساً لمراجعة الحكم لدى المحكمة العليا الباكستانية ضد قرار محكمة لاهور".

وتعتبر مزاعم التجديف مسألة حساسة للغاية في باكستان ذات الأغلبية المسلمة، بعد سن قوانين التجديف في عهد الحاكم العسكري السابق ضياء الحق، في ثمانينيات القرن الماضي. وقال شودري: "ناقض المدعون شهاداتهم مرارًا منذ ادعائهم على بيبي، وكنت أتوقع من المحكمة العليا في لاهور حكمًا مخالفًا، لكننا سنستمر في النقض، وسنرفعه إلى المحكمة العليا الباكستانية".

من جانبها، قالت منظمات حقوقية إن المتطرفين الإسلاميين في باكستان يسيئون استخدام قانون التجديف الباكستاني، ويسخرونه لتسوية حسابات خاصة. فهذا القانون لا يعرف مفهوم التجديف بدقة، ويمكن إخفاء العديد من أدلة النقض، خوفًا من ردود فعل متطرفة عنيفة. كما أن لا عقوبات تردع شهادات الزور في مثل هذه القضايا.

وبحسب هذه المنظمات الحقوقية، بعض المتهمين يتعرضون للقتل فورًا، ومن دون محاكمة عادلة. وإن تم توقيفهم، تستغرق محاكماتهم سنوات، بسبب تسويف القضاء والشرطة، كما هي الحال في قضية بيبي. فرجال الشرطة والقضاة يمتنعون عن إطلاق سراح من يظنونه بريئًا في مثل هذه الحالات، كي لا يتعرضوا لأي رد فعل غاضب من قبل الجموع المجيشة إسلاميًا.

وكانت بيبي نشرت كتيبًا في العام الماضي، روت فيه ما حصل لها، وكيف انتهى بها الحال في السجن، على وشك الموت شنقًا. كتبت: "أنا آسيا بيبي، محكومة بالاعدام لأنني كنت عطشى، ومسجونة اليوم لأنني شربت من كوب تستخدمه النساء المسلمات، اللواتي يعتبرن الماء الذي تشرب منه أي مسيحية نجسًا".

وفي هذا الكتاب، تروي بيبي كيف تعبت من أن تكون مواطنة من الدرجة الثانية في عيون مواطنيها الباكستانيين، فقط لأنها مسيحية وهم مسلمون، ومن الدعوات المستمرة التي توجّه إليها كي تعتنق الاسلام، وكيف قررت يومًا أن تقف بوجه الجموع لتدافع عن دينها المسيحي. لكن النساء في مكان عملها هاجمنها، فاضطرت إلى الهرب والتواري خمسة ايام.

وحين عادت، تعرضت للهجوم ثانية، لكن في هذه المرة كال الناس لها الشتائم، واتهموها بالاساءة للنبي محمد. وتعرضت للضرب، وجرها الرجال لتمثل أمام شيخ أبلغها بأن سبيلها الوحيد إلى النجاة هو اعتناقها الاسلام، وإلا تموت.