موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٧ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
بطاركة الشرق يحثون العرب على أخذ زمام المبادرة في الحرب على الدولة الإسلامية

جنيف - رويترز :

حث بطاركة الشرق، يوم الثلاثاء، الحكومات والمرجعيات الدينية في الدول الإسلامية على شجب اعتداء تنظيم الدولة الاسلامية على الأقليات الدينية وأخذ زمام المبادرة في اجتثاث قوتها في العراق وسوريا.

وقال البطاركة في مؤتمر صحفي في جنيف إن ردود فعل الدول العربية على قتل وطرد مئات الآلاف من المسيحيين والمجازر التي استهدفت جميع الأقليات الدينية والعرقية كانت "فاترة".

وقال البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، إن وضع المسيحيين والأقليات الأخرى جراء المجازر والفظائع التي ترتكبها الدولة الاسلامية مزر، مشيراً إلى أن مستقبل المسيحيين في المنطقة بات على المحك.

وحث البطريرك اغناطيوس قادة الدول العربية والجامعة العربية على المواجهة وفعل شيء ما.

ودعا المطران سيلفيانو توماسي، المراقب الدائم للكرسي الرسولي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إلى المؤتمر السابع والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحت عنوان: "المسيحيون في الشرق الأوسط... المواطنة، حقوق الإنسان والمستقبل".

وقال البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل للكلدان، أن نحو 10 آلاف مسيحي في العراق قتلوا على يد المسلحين المتشددين في حين طرد 170 ألفاً آخرون من موطنهم في الشمال.

وحافظ المسيحيون على وجود كبير في الشرق الأوسط على مدى نحو ألفي عام. غير أن الدولة الإسلامية أجبرت نحو نصف مليون مسيحي على مغادرة الأراضي الواقعة تحت سيطرتها في سوريا والتي عاشوا فيها دوما بسلام مع جيرانهم المسلمين.

وقال البطريرك ساكو "نحن نطلب من الزعماء الدينيين في دول الشرق الأوسط اصدار فتوى شرعية تحرم قتل أي شخص وليس فقط غير المسلمين. حتى الآن كان صوتهم فاتراً جداً".

وفي بيان مواز قال تجمع بطاركة الشرق إن عقيدة الدولة الإسلامية مناهضة لحقوق الإنسان وهي تشكل خطراً على النسيج الاجتماعي في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.

وقال البيان "إذا لم يتم تدمير هذه الجماعة بفعالية وتشجب أعمالها بقوة فإن هذه العقيدة ستدمر النظام الكامل لحقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن الأولوية القصوى هي لهزيمة الدولة الاسلامية و"التخلص من سياساتها الإجرامية".

وعبر البطريركان في المؤتمر الصحفي عن قلقهما من الهجوم الجوي الذي تعتزم الولايات المتحدة شنه على الدولة الإسلامية، وقالوا إن هذا الأمر قد يعزز الدعم الشعبي العربي للمقاتلين الإسلاميين.

وقال البطريرك ساكو إن الوضع يحتاج لقوات برية إذ ان القصف الجوي ليس حلاً لكن ربما ينبغي أن يكون هؤلاء الجنود عرباً ويجب أن تشارك الجامعة العربية في هذه المعركة خصوصاً أن هذا الأمر هو مسؤولية الدول العربية بشكل أساسي.

ولم يجد الدبلوماسيون الأمريكيون في جهودهم المحمومة في الأيام القليلة الماضية لبناء ائتلاف عسكري دولي ضد الدولة الإسلامية سوى القليل من الدعم الملموس من دول المنطقة. ويعتقد أن دول المنطقة تخشى الانغماس في حرب طائفية بين المقاتلين السنة للدولة الإسلامية وخصومهم الشيعة.

غير أن البطريرك اغناطيوس قال إن التردد سيد الموقف لدى القادة السياسيين والمرجعيات الإسلامية في البلدان العربية التي تشابك فيها الإسلام والدولة بشكل وثيق منع الاعتراف بحقوق الإنسان للمسيحيين وغيرهم من الأقليات.

وقال البطريرك إن الدولة الاسلامية ولدت في هذا الإطار الذي يخلط بين الدين والدولة. وأضاف "يقول لنا اصدقاؤنا العرب إنهم يريدوننا أن نبقى ولكن علينا أن نسألهم: ما الذي تفعلونه لوقف تطرف إخوانكم المسلمين".