موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
برنامج "قوتنا بوحدتنا" لرولا سماعين يعزز قيم العيش المشترك
عمّان – أبونا :

تبث قناة A1Jordan الفضائية ليل السبت من كل أسبوع برنامج "قوتنا بوحدتنا"، من فكرة وإعداد وتقديم الزميلة رولا سماعين، الصحافية المتخصصة في حوار الأديان وقضايا العيش المشترك. والبرنامج هو الأول من نوعه في تاريخ الإعلام المحلي، وحسب مصادر في القناة، فإنه يحظى بنسبة مشاهدة جيدة وقبول بين الجمهور.

وسماعين تكتب في هذا الموضوع لصحيفة الجوردان تايمز الناطقة بالإنجليزية منذ أكثر من عشر سنوات، وهي أول من تخصص فيه كقطاع إعلامي مستقل بهدف نقل التجربة الأردنية في حوار الأديان وواقع الوئام الديني في الأردن للعالم عبر الصحيفة، نظرًا لطبيعة جمهورها وقرائها.

وقد طرح البرنامج الذي يخرجه يوسف خضر في حلقاته السابقة لهذا الموسم عددًا من القضايا وجوانب القضية، بما فيها القضايا العالقة والإشكالية، مع تركيز على المبادرات التي أطلقها الملك عبدالله الثاني، وأبرزها "رسالة عمّان" و"كلمة سواء" و"الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان".

واستضافت سماعين أصحاب مبادرات فردية، وخصوصًا الشباب، لتعزيز العيش المشترك الإسلامي المسيحي. وأجرت حوارات لتقييم التجربة الوطنية في هذا المجال مبرزة خصوصيتها. وتقول الزميلة سماعين بهذا الصدد: "ما أنجزته من خلال الجوردان تايمز هو الذي لفت انتباه التلفزيون لعملي، وقد تلقيت عدة عروض اخترت من بينها A1Jordan لتشابه الرؤيا بيني وبين المخرج والقناة".

أما المخرج خضر فيقول: "كنت أبحث عن موضوع مميز تنفرد به القناة، وهو يعني أن تجتمع الفكرة المبدعة وموهبة المضيف والإعداد الجيد وتميز ضيوف الحوار مع رؤية إخراجية متفردة، وقد حققنا الكثير من ذلك بحمد الله وقدمنا شيئًا جديدًا للجمهور، خصوصًا أن المرحلة تتطلب أن يساهم كل من موقعه في محاربة التطرف والكراهية ورفض الآخر، وهي المعركة التي يقودها الأردن على مستوى العالم".

وقد استضاف البرنامج العديد من الشخصيات. يقول الأكاديمي والإعلامي ووزير الإعلام السابق الدكتور نبيل الشريف: "هذا البرنامج باعتقادي غير مسبوق في طريقة طرحه للأمور، ويتناول قضايا في غاية الأهمية وهي تعزيز قيم العيش المشترك وثقافة التسامح، وكما نعلم فإن هذه القيم من المزايا التي عرف بها الاردن تاريخيًا، واذا أردنا لهذه القيم أن تنتشر ويصبح لها رواد في المنطقة والعالم فلا بديل لدور الإعلام في إبراز هذه المعاني". وأضاف: "توفرت لي الفرصة الجميلة للمشاركة في هذا البرنامج الذي تقدمه الصحفية اللامعة رولا السماعين ودار الحوار حول الإعلام ودوره. وفي ما لمست وعايشت، فقد تم تناول الموضوع من قبل الإعلامية مديرة الحوار، وضيوف البرنامج بشكل ميسر وسلس، غطى جوانب الموضوع باحترافية عالية".

أما الناشط الشبابي سلطان الخلايلة، رئيس جمعية سند للفكر والعمل الشبابي، فيلفت إلى أن "مشاركته في برنامج قوتنا بوحدتنا كان له أثر كبير، حيث عمل على ايصال أفكار مؤسستنا الشبابية، ورؤيتنا للمشاهدين ومشاركتي مع منذر النعمات، مدير جمعية دار الكتاب المقدس، عملت على صياغة أنموذج من مبادرات وفعاليات تمثل العيش المشترك من جانب شبابي. وعملت أيضًا على التشبيك معهم لعقد أنشطة قادمة تعمل بجوانب ايجابية لخدمة وطننا وتعزيز هذا المفهوم ومحاربة الفكر المتطرف".

وساهم خبير التخطيط الاستراتيجي الدكتور أيمن بو رمان، في حلقة من هذا البرنامج تناولت دور المناهج التعليمية في حماية وتعزيز النموذج الأردني في العيش المشترك ونبذ ما يشوش عليه أو يعيقه، من زاوية استراتيجية مدروسة علميًا. وقال تعليقًا على مشاركته: "لقد سررت بالمشاركة في البرنامج المميز (قوتنا بوحدتنا) والذي يعتبر من البرامج الرائعة التي تركز على الوحدة الوطنية وتهدف الى إيصال رسالة إعلامية هادفة لكافة شرائح المجتمع".

أما القس ديفيد أيوب الريحاني، رئيس وأمين عام كنيسة جماعات الله الأردنية، فيقول: "أول ما سمعت بعنوان البرنامج ’قوتنا بوحدتنا‘ أعجبت به. وبعد أن هنأت الإعلامية رولا سماعين على اختيارها لهذا الاسم، أجابت بأنها اقتبسته من أقوال جلالة الملك عبدالله الثاني لتبني عليها المواضيع المختلفة التي ترد في رسالته المنبثقة من صميم تاريخ الأردن والأردنيين. كنت على ثقة تامة بأن البرنامج سيكون فريدًا من نوعه، معالجًا مواضيع اجتماعية متعددة، ومبينًا حقيقة مجتمعنا الأردني وقوته بمواقفه الشجاعة، في وقت حرج وصعب تمر به منطقة الشرق الأوسط من صراعات عقائدية واجتماعية هزت العالم وشوهت صورة المجتمع العربي الشرقي".

ويضيف: "كان شعوري هذا بناء على معرفتي الشخصية، ومتابعتي لمقالات الصحفية رولا سماعين، والمنشورة في الصحف المحلية العربية والإنجليزية، وهي مواضيع منبثقة من إيمانها لخدمة الوطن ورسالته، من خلال تعزيزها للمواطنة وقيم الأردنيين في مختلف مجالات الحياة". ويتابع: "كان لي اختبار خاص عندما زارتنا أسرة البرنامج في السلط خلال شهر رمضان حيث أقامت الكنيسة إفطارًا لأبناء حي الميدان والمصلين في الجامع المجاور تأكيدًا للتآلف الديني التاريخي في الأردن. وختم بالقول: "أتمنى للعزيزة رولا سماعين دوام التقدم والنجاح في كل عمل ونشاط تمثل به الأردن، والى برنامج الأردن المميز أقول إنه يمثل السيرة الذاتية لجميع الأردنيين".

أما متابعو البرنامج فكانوا متفائلين من تأثير البرنامج الإيجابي على المجتمع. يشير الدكتور علي خشمان، مؤسس وعميد كلية الحقوق السابق جامعة القدس، وزير العدل الفلسطيني السابق، إلى أنه من متابعته لهذا البرنامج، يرى أنه يسهم في دعم الدور الذي تقوم به الحكومة، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، في محاربة التعصب المرتكب باسم الدين، والسعي كذلك إلى مكافحة التفرقة والعنصرية والعنف، كما أنه يعمل على المساهمة في معالجة أسباب التعصب وخطاب الكراهية.

ويقول: "هذا البرنامج المميز يفتح باب الحوار بين قطاعات مختلفة من المجتمع تشمل الأكاديميين وبعض المتخصصين وكذلك نشطاء حقوق الإنسان وبعض السياسييين وممثلي الأجهزة المختلفة، من أجل فهم أكبر لوجهة نظر كل فريق وبما يسهم في إيجاد أرضية مشتركة ومتكافئة بغية إنجاح الحوار، بما يؤدي إلى التفهم والتعاون، والابتعاد بالتالي عن الانتقاد والإقصاء والتخوين والتكفير والتهميش".

ويضيف: "يسهم البرنامج ويساعد في وضع استراتيجية للعمل المشترك وبما يؤدي الى تأكيد مبدأ التسامح والتركيز على قضايا حقوق الانسان وبما يسهم في نبذ العنف والكراهية. كما أنه يمثل محاولة لتخفيف احتمالات التوتر بين فئات المجتمع المختلفة وبما يؤدي الى تجسيد مبدأ المواطنة بين الجميع وخاصة في صفوف الشباب".