موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٣٠ مايو / أيار ٢٠١٦
انظار البابا تتجه إلى سوريا

د. جلال فاخوري :

السلام أنشودة العالم منذ البدء وحداء البشرية صباح مساء. والسلام المنشود ليس غاية بحد ذاته ولا لكونه تجنباً لآلام البشرية وحروبها المدمرة ولكنه جوهر الوجود والهوية والأمان لكل إنسان ولهذا تجسد سيد السلام وعاش بين الناس ليكون رب السلام وضامناً للسلام. وهذا المفهوم الذي يدفع البابوات المتعاقبين والكنيسة عموماً للدعوات المتكررة لجعل السلام غاية وهدف والبشرية.

وفي هذا السياق وجه قداسة البابا فرانسيس، والد المسحوقين والفقراء والمشردين والمهجرين والمظلومين الى العالم، نداءً سلام أول أمس تعليقاً على ما سفك في سوريا من دماء وخاصة مجزرتي طرطوس وجبلة وكذلك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الكاثوليك الملكيين في أنطاكيا وسائر المشرق، الذي تسائل من يوقف سفك الدماء في سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين ومصر وتونس ولبنان؟

إن الكنيسة الكاثوليكية الممثلة في الفاتيكان لم تألو جهداً في تاريخها الطويل عن الدعوى إلى السلام باعتباره الهوية التي بموجبها يشعر الإنسان أنه إنسان. إن السلام شهادة عدل وحق على أن العالم هو روح الله في الأرض، وأن غياب السلام هو غياب لهذه الروح غياب لشخصية الإنسان الذي يحمل روح الله فيه.

إن البابا حين يدعو إلى ضرورة هزم الارهاب واجتثاثه إنما يدعو إلى وقف سيطرة البرغماتية الدولية الداعمة للإرهاب ووقف كل أشكال الأيديولوجيات والأفكار الدينية الداعية لسفك الدماء. إن خوف البابوية المستمر وحرصها على السلام هو حصيلة قناعة راسخة أن العالم يسير الى الهاوية بسبب سياسات الدول الكبرى الساعية للسيطرة على الإنسان وتدميره ونزع حريته وسلب مقدراته وجعله مجرد مخلوق في قطيع يساق إلى المسالخ.

لم تملّ الكنيسة ورموزها في العالم من نشر الدعوات السلمية حيث أن دورها هو نشر السلام وتحرير الإنسان من الظلم والقتل. فهل تفهم الدول الداعية إلى الحروب وسفك الدماء ما قيمة الدعوات السلمية؟ فسوريا ولبنان والعراق في نظر الفاتيكان هي مسارح يجب أن تتوقف على أرضيتها مسخ القيمة البشرية.