موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
انطلاق فعاليات مؤتمر الأزهر لنصرة القدس بمشاركة وفود عربية وعالمية

القاهرة – أبونا :

انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر "الأزهر العالمي لنصرة القدس"، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، بحضور عدد كبير من العلماء ورجال الدين والمفكرين والكتاب من أكثر من 86 دولة عربية ودولية.

وشدد شيخ الأزهر أحمد الطيب على ضرورة إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة وبالقدس خاصة في المناهج التعليمية والتربوية، وفي وسائل الإعلام المختلفة، لافتًا إلى أن قرار الرئيس الأمريكي، والذي رفضه أكثر من 128 دولة، يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد، يتمحور حول تأكيد عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها لأصحابها، وأن يتحول هذا التأكيد إلى ثقافة محلية وعالمية تحتشد لها طاقات الإعلام.

وقال الطيب: "كل احتلال إلى زوال، وإن بدا اليوم وكأنه أمر مستحيل، إلا أن الأيام دول وعاقبة الغاصب معروفة ونهاية الظالم وإن طال انتظارها معلومة ومؤكدة". وتابع: "نحن دعاة سلام، لكنه السلام القائم على العدل والوفاء بالحقوق التي لا تقبل بيعًا ولا شراء ولا مساومة، ولا يعرف الذلة ولا الخنُوع، ولا المساس بذرة من تُراب الأوطان أو المقدسات".

من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن "القدس ستظل عاصمة فلسطين الأبدية التي ننتمي اليها وتنتمي الينا، وأنه لم يولد بعد الذي يمكن أن يساوم على القدس أو فلسطين". وأضاف إن "الإعلان الأميركي لن يعطي لإسرائيل أية شرعية فيها، وأن أميركا اختارت أن تخالف القانون الدولي وتتحدى إرادة الشعوب العربية والإسلامية والعالم بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي".

وتابع في كلمته: "لن نثق بالإدارة الأميركية التي لم تعد تصلح لدور الوسيط في عملية السلام، وسنتمسك بالسلام، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، وسنذهب إلى كل الخيارات، لكن لن نذهب إلى الإرهاب والعنف، ولن نتوقف أيضًا عن الكفاح في حماية أرضنا وشعبنا وقدسنا، وباقون فيها ولن نغادرها"، مشددًا على أن "التواصل العربي مع فلسطين والقدس هو دعم لهويتها، وليس تطبيعًا مع الاحتلال".

أما البابا تواضروس الثاني فقال في كلمته خلال المؤتمر، أن القدس لها مكانة مهمة في قلب كل إنسان، مؤكدًا أنها مؤهلة لتكون واحة سلام تلتقي فيه الصلوات ليدرك الناس أفرادًا وشعوبًا أهمية التعايش السلمي المشترك للعيش في سلام وأمان.

وأوضح بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس أنه من المؤسف أن تكون مدينة القدس مسرحًا للصراع والاقتتال، مبينًا أن السلام خيار لا بديل عنه ولا يأتي إلا باحترام الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كافة، مشددًا أن ما تم لم يراع مشاعر المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط.

وأكد البابا تواضروس الثاني أن قرار الرئيس ترامب قرار ظالم وجائر، ونحن نرفض الظلم والقهر واستغلال النصوص الدينية، مؤكدًا أننا نقف دائمًا بجانب مَن يناضلون من أجل حريتهم وكرامتهم وحقوقهم ضد المغتصبين، وعلينا أن نفكر كيف يستعيد هذا الشعب حقوقه.