موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠١٧
الورقة النقاشية السابعة للملك: تطوير التعليم أساس الإصلاح الشامل

د. جورج طريف :

جاء نشر جلالة الملك عبدالله الثاني،، ورقته النقاشية السابعة، بعنوان "بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة"، في الوقت الذي تثار فيه تساؤلات كبيرة حول ملف التعليم في الاردن بعد سسلسلة من الاقتراحات والتوصيات التي طرحتها وزارة التربية والتعليم بهدف تطوير العملية التعليمية برمتها في اطار عملية الاصلاح الشامل التي تمر فيها البلاد من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحتى نصل الى تحقيق رؤية جلالة الملك في هذا الاطار لا بد ابتداء من الاعتراف بوجود مشاكل كبرى في مسيرتنا التعليمية في مختلف مراحلها ،ومن ثم تحديد هذه المشاكل والتحديات ووضع الخطط اللازمة لتجاوزها في اطار زمني محدد كلما كان ذلك ضروريا وصولا إلى نظام تعليمي حديث، يشكل مرتكزا أساسيا في بناء المستقبل المزدهر الذي نسعى إليه،خاصة وأننا نعيش في عصر تسارعت فيه خطاه بشكل غير مسبوق، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مواكبة تحديات هذا العصر إلا بأدواته المعرفية الجديدة ووسائله التقنية الحديثة.

مضامين الورقة النقاشية السابعة للملك جاءت ايضا لتؤكد اننا في الاردن نمتلك ثروة بشرية غالية وقادرة -إذا هي نالت التعليم الحديث الوافي- القادر على صنع التغيير المنشود، مشددا على ضرورة الاستثمار في هذه الثروة انطلاقا من الايمان بأن كل أردني يستحق منح الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب، بإقدام واتزان، لا يرى للمعرفة حدا، ولا للعطاء نهاية، منفتحا على كل الثقافات، الحكمة ضالته، والحقيقة مبتغاه، وصولا إلى التميز والإنجاز والابداع على أعلى المستويات.

كما ركزت الورقة السابعة لجلالته على أن قطاع التعليم قطاع استراتيجي لم يعد من المقبول، بأي حال من الأحوال السماح للتردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم، أن يهدر ما يملكه الأردن من طاقات بشرية هائلة محذرا من خطورة الزج بالعملية التعليمية ومستقبل أبنائنا وبناتنا في أي مناكفات سياسية ومصالح ضيقة، غير آبهين بأهمية وضرورة استمرار التطوير والإصلاح وأثره العميق على أمتنا وحاضر الأجيال ومستقبلهم.

ولا بد من القول أن الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك وان كانت مختلفة عن الأوراق النقاشية الست الأولى التي ركزت على عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي بكافة مراحلها من حيث المضمون، الا أنها جاءت مكملة لها لفتح أبواب النقاش للمهتمين من مختلف الفئات على مصراعيها لمناقشة المسيرة التعليمية في اردننا الغالي كونها الاساس في عملية البناء والتطوير لمختلف قطاعات المجتمع، مع التأكيد على المسؤولية المشتركة التي تقع على عاتق المعلم والطالب والبيت والمجتمع في تحقيق ذلك، ولأهمية دور التعليم في مسيرة بناء الدول وتغيير وجه العالم الى الأجمل والأكمل والأفضل في تسابق الأمم والشعوب والدول للاستثمار في هذا القطاع.

(نقلاً عن الرأي الأردنية)