موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٤
المهجرون العراقيون: الأردن ملاذ آمن وصورة حقيقية لجوهر الإسلام

رانيا تادرس - الرأي الأردنية :

خرج مسيحيو الموصل شمال العراق مهجرين يحملون الحزن والحسرة على ما حل بهم، اذ انقلبت حياتهم رأسا على عقب على يد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» وتطبيق شريعتهم بالقتل والترهيب وزرع الرعب في قلوبهم.

وبات خيار الهجرة الطوعية بالاكراه هربا من الظلم والاضطهاد الذي يمارسه هذا التنظيم بحقهم فلم يجد هؤلاء ذراعا يفتح لهم ووطنا يحتضنهم سوى الاردن فامر جلالة الملك عبدالله الثاني باستقبال هؤلاء العراقيين وتسهيل اقامتهم والتخفيف من معاناتهم والعيش بأمن وامان ومشاهدة صورة الاسلام الحقيقي في الاردن القائم على الاعتدال والوسطية والاعتراف بالاخر، واحترام انسانية الانسان وحفظ كرامته وحريته وممارسة شعائره الدينية بحرية.

يقدر عدد العراقيين المتواجدين في الاردن بحسب ارقام المدير العام لجمعية كاريتاس الاردن وائل سليمان 5000 الاف عراقي مسيحي مسجل، وفتحت لهم قاعات الكنائس كمواقع اقامة مؤقتة في العاصمة الى حين عودتهم الى وطنهم او هجرتهم الى دول اجنبية.

نجم المقدسي احد المهجرين المسيحيين من نينوى وعائلته من ستة افراد يقول الى «الرأي» انه «هرب من الموت في رحلة عذاب وخوف بدأت تتلاشي ويشعر بالامن والامان وانتهاء كابوس الرعب من اعمال «داعش» بمجرد وصوله الى الاردن واستقبالهم من الكاريتاس التي توفر لهم المساكن والغذاء والرعاية الصحية.

ويروى تفاصيل رحلة العذاب قائلا انه في ليلة وضحاها وقعت الموصل بيد «داعش» حيث سيطرت على كل شيء. وبدأت بتنفيذ شريعة الغاب تجاه المسيحيين وتمثلت باجبارهم على الدخول في الاسلام، والاستيلاء على اموالهم وفرضت عليهم دفع الجزية او القتل».

واضاف لم يكن امامنا خيار سوى ترك كل شيء من املاكنا واعمالنا والهروب. واشار الى استحالة العودة الى العراق وانه قدم طلب لجوء للامم المتحدة والسفر الى اي دولة اوروبية او امريكا او كندا.

اما العراقي هيثم بدري رزوق فقد اجبر على الرحيل عن وطنه وارضه لينجو مع عائلته خوفا من القتل تاركا كل شيء. يقول «حاليا اعيش في منزل مع شقيقي وعائلته وعددهم 10 افراد في بيت مشترك نظرا للظرف الصعب ونعيش على التبرعات.

ويضيف عندما بدأت «داعش» تفرض سيطرتها على الموصل قررت التوجه الى كردستان العراق اربيل نحو الكنيسة التي عملت بالتنسيق مع كاريتاس الاردن لبحث الترتيبات للقدوم والدخول الى الاردن عبر المطار. وصلت عمان في اواخر اب من هذا العام وكنا نسمع عن الاردن واهله وقيادته لكن الكلام ليس كالواقع فعلا امن وامأن. فرغم الشعور بالخوف الذي سكن قلوبنا لكنه ذهب بفضل التعامل الطيب من قبل الدولة الاردنية والشعب والكاريتاس بتوفير اماكن الاقامة والاغذية والرعاية الصحية.

المدير العام للجمعية كاريتاس الاردن وائل سليمان يقول ان استضافة الاردن للاخوة العراقيين جاءت بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني مما دفع الكاريتاس القيام بدورها الانساني عبر تجهيز مراكز ايواء في الكنائس».

وبين ان «المسجلين لدى الكاريتاس وصل الى 5000 شخص من مختلف الاعمار وقد وصلوا الاردن بحالة نفسية سيئة نتيجة الاحداث المؤلمة التي مرت عليهم ورحلة العذاب من تنظيم «داعش». ويشير سليمان ان الشعب الاردني المسلمين قبل المسيحيين يقدمون لهم المساعدات والتبرعات والاستضافة.

والعراقيون المسيحيون المهجرون ستكون اقامتهم في الاردن غير محددة الى حين الانتهاء من استكمال اجراءات تقديم طلبات اللجوء الى الامم المتحدة خصوصا ان معظمهم هرب دون وثائق. وقال يجري العمل حاليا لتسهيل تسجيلهم لاجئين لتسفيرهم الى دول اوروبا او كندا واستراليا او بقائهم في الاردن الى حين انتهاء الحرب على «داعش» والعودة الى وطنهم.

وادرك العراقيون المسيحيون ان «داعش» بعيد كل البعد عن تعاليم الدين الاسلامي فكيف يكون القتل والاضطهاد والتكفير تعاليم دينية. وقالوا من يريد ان يعرف صورة الاسلام الحقيقية والواقعية فهي تتجسد في الاردن من تفاهم وتعايش مشترك واحترام وتجلت تلك الصورة بحسب المهجرين بزيارة رجال الدين الاسلامي للمهجرين ومساعدتهم، وكذلك قيام ابناء الشعب الاردني من المسلمين والمسيحيين بالتحضير للاحتفالات باعياد الميلاد المجيدة.