موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٣٠ أغسطس / آب ٢٠١٤
الملك.. صوت هاشمي يحمي العرب المسيحيين من التهجير

عمّان - سمر حدادين :

الصوت الهاشمي الرزين الذي تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني عن قضية العرب المسيحيين، لم يأت ليقرع ناقوس الخطر، بل جاء بلسما ليداوي الجراح ودافئا كما البيت الأردني لكل العرب.

وجاء حديث الملك في منزل أحمد اللوزي الأربعاء الماضي الذي قال فيه «إن الأردن مستمر في دوره التاريخي للعمل بأقصى الطاقات لحماية المسيحيين العرب، الذين يشكلون دوماً جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وحضارة منطقتنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»، ليظهر إدراك جلالته لأهمية التنوع في بناء الحضارات ولدور الأردن العربي الوحدوي، الذي لعبه منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة منذ عبدالله الأول المؤسس.

الدور الذي يظهر عبر تشكيل النسيج الأردني وعبر الهوية الوطنية الأردنية الجامعة التي تصهر الجميع ببوتقه واحدة، فلا فرق بين الأردنيين على اختلاف دياناتهم وأصولهم فكلهم سواسية يتفيأون بظلال الخيمة الهاشمية.

فالحضارة العربية الاسلامية منذ بدايتها حتى اليوم، شهدت مساهمات مؤثرة وفاعلة من قبل العرب المسيحيين، هؤلأء الذين يشهدون تهديدا حقيقيا لوجودهم ضمن حاضنتهم الطبيعية والتاريخية بسبب بروز حالة التطرف.

وشدد جلالته على أن الأردن يشكل حالة فريدة ومتميزة من العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين على أساس التنوع وقبول الآخر، مشيراً إلى جهود المملكة في تعزيز لغة الحوار والتسامح والاعتدال ونبذ العنف والتطرف.

ويرى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات رفعت بدر أن حديث جلالة الملك يحمل مضامين عدة منها الدفاع عن الهوية العربية وعن المسيحيين العرب الذين يتعرضون اليوم للعنف الذي يصيبه من تهجير وقتل واختطاف وخصوصا في الموصل وسوريا.

واضاف ل«الرأي» أن حديث جلالة الملك موجه للمهجرين ليؤكد استقباله للأفواج القادمة من اللاجئين «الدينيين»، الهاربون من الاضطهاد الديني، ويجدوا في الأردن الملاذ الآمن الذي يتيح للإنسان أن يمارس طقوسه الدينية دون قيود، يحترم الحرية الحرية الدينية للعبادة.

وتابع الأب بدر أنه موجه للدول العربية مقدما الأردن نموذجا ليحذو حذوه، بالممارسة الراقية وبالتنوع واحترام الآخر والعمل معه على خدمة المجتمع الواحد خدمة الإنسان، وبتكرار الدعوة بتمسك العرب المسيحيين في الشرق الأوسط حتى لو إجبروا على الخروج من بلدهم الأصلي.

ووصف حديث جلالة الملك «بالراقي» مبينا أنه ليس بالجديد أن يصدر الخطاب الراقي من جلالة الملك، مشيرا إلى أنه مثل هذا الوقت من العام الماضي كنا نتحضر للمؤتمر الذي عقد في عمان أيلول الماضي بعنوان (التحديات التي تواجه العرب المسيحيين)، حيث أكد فيه جلالته أن الدفاع عن هوية العرب المسيحيين ليس عملية ترفية، وإنما واجب، منبها خطابات التعصب وإقصاء الآخر.

ولفت الأب بدر إلى أن المخاطر التي نبه منها جلالته آنذاك حصلت بالفعل في الموصل والمدن العراقية، من أعمال التهجير والاخراج القسري للمسيحيين، فضلا عن الذي يحصل في سوريا من اختطاف لرجال الدين المسيحي.

وبين أن جلالته في مقابلات صحفية أدان الإضطهاد التي يمارس ضد المسيحيين مبينا أنها لا تمثل الإسلام، وهو ما تم توضيحه بوقت سابق برسالة عمان قبل نحو عشر سنوات.

وأشار الأب بدر أنه في العشر سنوات الأخيرة قرابة المليوني مسيحي من العراق وسوريا هاجروا منطقتنا العربية جراء الإضطهاد والقتل والاختطاف، وقبلها التهجير الذي حصل للمسيحيين في فلسطين.

وقال أن جلالته ينبه باستمرار إلى خطورة النتائج السلبية على الشرق الأوسط بحال إفراغه من المسيحيين العرب الذين كان لهم إسهامات حضارية في مجتمعاتهم.

وأشار الأب بدر إلى أن بطريرك القدس للاتين البطريرك فؤاد الطوال أشاد بالجهود الأردنية الرسمية من أجل رفع المعاناة والاضطهاد ضد المسيحيين في الموصل، خلال زيارته للمراكز التابعة للكنيسة الكاثوليكية التي تأوي المهجرّين من الموصل والمدن العراقية.

وقال البطريرك «إن جلالة الملك عبدالله الثاني قد أظهر على الدوام اهتمامه المستمر بالحفاظ على الهوية العربية المسيحية، وقد دعا العام الماضي إلى مؤتمر لمناقشة التحديات التي تواجه العرب المسيحيين وفي هذه الأيام يترجم بأفعاله السامية محبته واهتمامه بفتح أبواب المملكة لاستقبال الأخوة والأخوات الهاربين من بطش الاضطهاد وإلغاء الأخر»، وقال «أمام كل أزمة يفتح الأردن أبوابه ونحن ممتنون وشاكرون».

من جانبه عبر راعي كنيسة الفادي الأسقفية الانجيلية في عمان فايق حداد عن سعادته بحديث جلالة الملك، وقال أنني كمسيحي عربي أردني، وكمسؤول كنيسة أشعر بالسعادة بالدور الهاشمي بحماية مقدساتنا المسيحية وبحماية العرب المسيحيين، لافتا أن الخطاب المعتدل والتسامح والعيش المشترك أبعد عنا كل الظروف وزاد من انتماءنا وتشبثنا بهويتنا العربية وبأرضنا.

وقال أن الأردن فتح ذراعيه لاستقبال وحماية العرب المسيحيين الذين هجروا من دول، معلنا رفضه للقتل والتطرف والتهجير، لافتا إلى أن المسيحيين في الموصل منذ أيام القديس توما الذي أسس المسيحية هناك ونشرها.

وبين أننا نفتخر كمسيحيين أردنيين أننا محميين من التهجير ومستعدين للمساعدة، نشعر بالاستقرار والامن النابع من الامن والامان في الدولة الاردنية.

وقال القس حداد أن الأردن فتح ذراعيه للمهاجرين المسيحيين عبرالكنائس جزء من التوطين بعد الهجرة، وللمساهمة بوقف تهجير المسيحيين من منطقتنا العربية، وأعلن الأردن أنه ضد التطرف وخطاب التعصب، ويعظم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلميين.

وأشار إلى أسبوع الوئام بين الأديان،الذي حمل رسالة واضحة للعالم أننا مسيحيين ومسلمين نعيش مع بعضنا، لافتا إلى أن (الوئام) جاء بعد أن اطلق جلالة الملك عبدالله الثاني على منبر الأمم المتحدة في أيلول 2010، إلى تخصيص أسبوع سنوي للوئام بين الأديان، لتكتمل المسيرة النيرة التي اخطها الاردن، فتبنتها الدول الأعضاء في الجمعية الأممية بالإجماع وأقرتها في العشرين من تشرين ثاني 2010، وهكذا نشأ الاسبوع الأول من شباط أسبوعاً سنوياً للوئام بين الأديان.