اجتمع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر في دورته النصف السنوية العادية يومي ١٤ – ١٥ كانون الثاني ٢٠٢٠ بدار القديس اسطفانوس بالمعادي، برئاسة بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم اسحق، ومشاركة بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وأساقفة الأبرشيات الكاثوليكية في مصر.

بدأت الاجتماعات بكلمة الأنبا اسحق هنأ فيها أعضاء المجلس بالأعياد الميلادية والعام الجديد، ثم تحدث غبطته عن أهمية عمل الروح القدس الذي ولد الكنيسة في العنصرة، ويثبتها، ويقويها، ويشجعها، كما يعزيها ويدافع عنا، ولهذا من المنطقي ألا نعطل عمل التقديس، بل يجب علينا أن نظهر هذا الروح في التعاون والشركة بيننا.

أما البطريرك العبسي، فتحدث عن حضور الروح القدس في وقت عماد يسوع المسيح في الأردن. وشدد على أن دور الكنيسة ليس نشر الحضارة المسيحية إزاء الحضارات الأخرى إنما اعلان عمل الروح القدس في حياتنا ومساعدة الآخرين لاستقبال هذا الروح، فحضورنا خاصة في الشرق الأوسط لا يعتمد على عددنا، ولا قوتنا، ولا عظمتنا وقدرتنا، انما على حضور الروح القدس في حياتنا.

وفي نفس الجلسة الافتتاحية، شارك سفير الكرسي الرسولي رئيس الأساقفة نيكولا تيفينان، حيث أعرب عن سعادته بالثقة البابوية بتعينه سفيرًا في الجمهورية المصرية، لتشجيع كل المصريين على الاستمرار في العمل من أجل السلام، والاتفاق، وبصفة خاصة لإعطاء العالم مثلاً بليغًا على هذا السلام الممكن، وبأن الوفاق ممكن أيضًا. وإن كانت العائلة المقدسة قد لجأت إلى أرض مصر، فذلك لأنها وجد فيها السلام والملاذ.

هذا تداول الآباء خلال الاجتماعات مواضيع كنسية راعوية وإعلامية، انطلاقًا من احتياجات الكنيسة والوطن وكيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة احتياجات المؤمنين. كذلك تم الاطلاع على تقارير لجان الإعلام والشباب، والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وجمعية كاريتاس مصر. كما تم تعيين مديرًا جديدًا لمعهد التربية الدينية في السكاكيني، في شخص الأخت ماري جوزيفا كرومل، خلفًا للأخت ماري فرانسواز لتتسلم مهامها بعد نهاية مدة خدمتها.

هذا أنهت الكنيسة الكاثوليكية دراسة مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، ليتم تسليمها إلى الجهات المختصة. واستمع الآباء إلى تقارير أخرى، عن خدمات الرهبانيات الرجالية والنسائية ودورهما الراعوي والتربوي ورسالتهما في خدمة الكنيسة والمجتمع.

كما أثنى البطاركة والأساقفة على الروح الأخوية والمواقف الوطنية التي اتخذها المسؤولون وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي؛ وعامة الشعب المصري، مما أضفى على الأعياد الميلادية ورأس السنة الجديدة جوًا من الإخاء والترابط بين أبناء الوطن الواحد. واختتمت الجلسات بالدعاء إلى الله كي يحفظ الكنيسة ومؤمنيها ويبارك مصر العزيزة في مواجهة الأزمات والتحديات التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط.