موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ يونيو / حزيران ٢٠١٥
البطريرك ساكو في حوار مفتوح حول: الوحدة، الرابطة، الأوضاع والهجرة

أربيل - من ستيفان شاني _ مندوب ابونا :

<p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">في الآونة الأخيرة طرحتم فكرة توحيد كنيسة المشرق. ما إمكانية التحقيق؟، وكيف تقيّم أصداء هذا الطرح؟</span></p><p dir="RTL">بدايةً الكنيسة ولدت كنيسة واحدة وبرسالة واحدة. أما الانقسامات فهي نتيجة عوامل شخصية وسياسية واجتماعية وثقافية، لكن الانقسامات لا تتماشى مع رغبة يسوع. يجب أن نترك كل ما هو متعلق بالقومية لمؤمنينا، لأن الكنيسة فوق الكل، وهي منفتحة على الجميع، ووصلت إلى كل بقاع الأرض. هنالك اتصالات وتحركات، وأتمنى الخير وما هو للأفضل.&nbsp;</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">هل أبناء الكنيسة الكلدانية يتقبلون هذا الطرح؟</span></p><p dir="RTL">نعم هنالك ترحيب كبير من قبل الأساقفة والمؤمنين، لكن عملياً نحتاج إلى وقت؛ فككنيسة كلدانية من جهة نتحاور مع الكنائس الأشورية والمشرقية، ومن جهة مع روما، مع الحفاظ على خصوصيتنا وإدارتنا الذاتية، لأنه لدينا سينودس، والبطريرك هو السلطة الأعلى في الكنيسة. والبابا فرنسيس أيضاً منفتح بشكل كبير. من الممكن أن يتقبل الموضوع.&nbsp;</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">الجميع يرى أنه من الصعب أن يستقيل البطريرك. وأنت قلت سوف تستقيل. هل فعلاً سوف تستقيل؟</span></p><p dir="RTL">المنصب ليس بشيء، والسلطة هي للخدمة. بالتأكيد أنا سوف استقيل، ويجب على من تقع عليه المسؤولية أن يتنحى أيضاً. وأنا كاهن ممكن أن اخدم في أية قرية صغيرة وأعيش مسيحيتي. فلا مانع من هذا الشيء.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">ممكن أن يتم التوحيد في شهر أيلول 2015 القادم، أي قبل أنطلاق سينودس الكنيسة الأشورية؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">هنالك اتصالات جانبية، ونحن نتمنى من كل قلبنا أن يتم ذلك، وأن يكون البطريرك الجديد منتخب من قبل الجميع.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">ما هو رأيكم في طرح البابا فرنسيس لتوحيد عيد الفصح؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">للبابا فرنسيس عزم كبير في تحقيق هذا الهدف. وأنا أتوقع إن لم توافق الكنيسة الأرثوذكسية على طرحه، فربما سيقوم البابا بمبادرة جريئة ونبوية، ويقول نحن سوف نتبع التقويم الأرثوذكسي في عيد الفصح، وهم يتبعون التقويم الروماني في الميلاد. هذه ليست عقيدة. يجب أن تتوحد.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">في الأول من تموز سيكون انطلاق الرابطة الكلدانية. ما هي أهم أهدافها؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">كشعب كلداني نحتاج إلى تنظيم أكثر داخل البيت الكلداني. الكلدان عموماً توجه نحو الثقافة، هذه الرابطة هي رابطة مدنية على مثال الرابطة المارونية أو السريانية أو الأرمنية، سوف تربط العائلات الكلدانية مع بعضها البعض اجتماعياً وثقافياً، وبإمكانها أن تمارس ضغوطاً سياسية من أجل العدالة. في المؤتمر التأسيسي سوف تشكل هيئة إدارية وكل من هو كلداني يستطيع أن يكون عضواً في هذه الرابطة.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">هنالك بعض من المتابعين للرابطة يكتبون ويتحدثون عن وجود غموض في الإعلان التأسيسي وعن تشكيلة الرابطة، خاصة في موضوع الانخراط بالسياسة، ونعلم أن الكنيسة لم تتدخل في السياسة أبداً. ما هي رؤيتكم؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">لقد تم الإعلان في أكثر من مناسبة عبر الإعلام والمواقع الإلكترونية أن الرابطة هي مدنية ثقافية، ولها كلمة في السياسة، دون أن تتحول إلى حزب سياسي. الرابطة يمكنها أن تدعم الأحزاب السياسية من أجل تحقيق المساواة فقط. وأود القول بأن الكنيسة مستقلة عن الرابطة. أما إذا تحوّلت إلى حزب سياسي فإنها ستفقد مصداقيتها، لأن الرابطة هي أكبر من العمل السياسي، لأنها ستهتم بالتراث الكلداني المشرقي، إن كان من ناحية اللغة أو التاريخ...</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">هل وصلت دعوة حضور المؤتمر التأسيسي إلى كل من يهتم بالقومية الكلدانية؟ ومن سينتخب رئيس الرابطة؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">المشاركون في المؤتمر التأسيسي سوف ينتخبون رئيس للرابطة حسب النظام الداخلي. كما أننا لم نوجه دعوة لأي أحد، وإنما وجهنا دعوة مفتوحة، عبر المواقع الإلكترونية، لكل من يرغب بالمشاركة لأجل التسجيل.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">كيف ترى تحركات المسلمين تجاه المسيحيين في الشرق؟ هل الاستنكارات تكفي؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">المشكلة هي في التيارات التي تفهم الديانة بشكل مختلف، وتستعمل الدين كغطاء سياسي من أجل السلطة والمال. المستهدف ليس المسيحي فقط، بل المسلم أيضاً. لكن في العراق الوضع مختلف، فهنالك صراع قوي، والأقليات تدفع الثمن.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">بعد مرور عام على التهجير، تواجه الكنيسة انتقاداً، بالرغم من أنها عملت بكل جهدها لتخفيف المعاناة، وواصلت الليل بالنهار من أجل تقديم أفضل الخدمات. لماذا؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">نحن نتفهم صعوبة الوضع، لكن يجب علينا أن نتفهم أيضاً أنه لا يمكن للمهجّر في عنكاوا أن يعيش مثلما كانت حياته في بلدته، هذا واقع. وهنالك واقع آخر وهو تهجير ثلاثة ملايين شخص، نحن لسنا وحدنا مهجّرين، ككنيسة عملنا، ونعمل كل ما هو بوسعنا من أجل المهجّرين، لكن أيضاً امكانياتنا محدودة، ونشكر الرب أن أوضاع المسيحيين أفضل بكثير مقارنةً مع الآخرين. نحن ككنيسة نساعد كل إخوتنا المهجّرين، في الآونة الأخيرة قدمنا المساعدة لأكثر من ألفي عائلة نازحة من الأنبار.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">ما هو حجم مساعدة الحكومة المركزية للنازحين المسيحيين؟ هل هو بالمستوى المطلوب؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">الحكومة المركزية لديها أولويات: أولها استتباب الأمن، لأنه هنالك صراعات قوية، ومعظم الميزانية تذهب للعمل العسكري. الحكومة ساعدت إلى حد ما ولكن ليس بالمستوى المطلوب.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">سيادتكم متفائلين بالعودة قريباً للمهجرين الى قراهم وبلداتهم؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">اعتقد أن الموضوع معقد جداً، وبحسب نظرتي فإن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">موضوع الهجرة نزيف مستمر، وكما ذكرت أن الامور ستتعقد أكثر، إذاً هل سوف يفرغ العراق من المسيحيين؟&nbsp;</span></p><p dir="RTL">داعش عامل مشجع للهجرة، وللأسف العائلة المسيحية الآن مشتتة، نصفها تعيش في خارج البلاد والنصف الآخر موجود في الداخل، ومن هو في الخارج يعمل كل جهده ليلم شمل العائلة في الخارج. هنالك صعوبات كبيرة للبقاء في العراق. وإن طالت مدة هذه الصراعات، فبالتأكيد فبقاؤنا مهدد.</p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">كلمة أخيرة أو رسالة ترغب أن توجهها للمسيحيين؟</span></p><p dir="RTL">أود أن أقول أن الناس يجب أن يتحملون مسؤولية قراراتهم وألا يحملّون الكنيسة كل شيء. نحن ككنيسة نحترم القرارات الشخصية للجميع. في الآونة الأخيرة هنالك من يريد أن يحمّلنا مسؤولية منعهم من الهجرة. أقول أن هذا هو خيال، وليس له أي صحة. الدول لها سياساتها الخاصة، ولا تسألني عن رأيي بهذا الموضوع. هم لديهم سياستهم، وليس للكنيسة أي دور فيها. أما الناس يتحدثون عن أشياء غير موجودة. أنا لم أطالب أحد ألا يقدم الفيزا أو حق اللجوء للمسيحيين. وكل ما يتم الحديث به ليست إلا شائعات. وأتمنى من الرب وأمنا العذراء مريم أن تكون عوائلنا في خير وسلام دائماً.</p>