موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٣ مارس / آذار ٢٠١٥
البطريرك الراعي يترأس قداس اختتام اليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا

بيروت - إذاعة الفاتيكان :

"الراهبة القديسة رفقا ببصيرة إيمانها الكبير طلبت المشاركة في آلام المسيح الفادي فقَبلت عمى عينيها الكامل طيلة ست عشرة سنة بعد ثلاث عشرة سنة من الآلام المبرِّحة وتقبَّلت بفرح وسلام داخليين شللها الكامل. إننا نلتمس بشفاعتها البصر الداخلي بنور الإيمان لكي نُحسِن السير في حياتنا، فنرى وجه الله غير المنظور، وندرك سرّ الإنسان والوجود. إنَّنا نبتهل اليوم بلسان أعمى أريحا: "يا معلّم أن أبصر!" هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي مترئساً قداس الأحد بكنيسة الصرح البطريركي في بكركي في ختام اليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا.

وأضاف: نرفع هذه الذبيحة المقدّسة مع رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات ذبيحةَ شكر لله على النعم الغزيرة التي فاضت في سنة اليوبيل على الرهبانية والكنيسة والوطن. ونقدّمها ذبيحة تشفُّع من أجل جميع المرضى والمتألّمين حسّيًا وروحيًّا ومعنويًّا من مختلف الأنواع والأسباب، لكي يمنَّ الله عليهم بالشفاء ويقدّسَهم المسيح الفادي بآلامه الخلاصية ويساعدهم على المشاركة في آلامه من أجل الكنيسة وخلاص العالم، ويرسلَ إليهم من يمدّ لهم يد المساعدة والتشجيع والعزاء.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته: كشفت لنا آية شفاء الأعمى أن العمى الحقيقي ليس عمى العينَين بل عمى البصيرة الداخليّة: عمى العقل عن الحقيقة وعمى العقل عن التمييز بين الخير والشّر، وعمى القلب عن دوره كمركز للحبّ، إذ يخنقه الحقد والبغض، وعمى الضمير عن تمييز صوت الله من صوت المصالح الذاتية والميول المنحرفة، ومن صوت المجرِّب والأرواح الشريرة... سرّ حياة الراهبة القديسة رفقا، عِشْقُها للمسيح الإله. وبفضل هذا العِشق التمست في أحد الوردية من سنة 1885، من يسوع حبيبها الألمَ والعذاب، لكي تشاركه في آلامه، لفداء العالم وخلاص جميع الناس. فاستجاب طلبها عند المساء وبدأت مسيرة جلجلتها بوجع أليم في رأسها امتدّ إلى عينيها فأعماها، ثمّ إلى أعضاء جسدها حتى الشلل الكامل. وكانت تردّد: "بما أنّي أنا التي طلبت المرضَ لنفسي بإرادتي وحرّيتي، فلا يحقّ لي أن أتشكّى وأتذمّر"... كم نحن بحاجة إلى البصيرة الداخلية التي ينيرها إيماننا بالله وحبّنا للمسيح، وروح المسؤولية وواجب الضمير المهني. نلتمسها لكلّ واحد وواحدة منّا في حياته وموقعه، ولكلّ إنسان، وبخاصة للمسؤولين السياسيّين عندنا لكي يروا بقلبهم وضميرهم ما آلت إليه ممارستهم للعمل السياسي غير المطابقة لطبيعته وغايته كفنّ لخدمة كل مواطن والخير العام.