موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٦ يونيو / حزيران ٢٠١٨
البابا: المهاجرون لا يشكلون تهديدًا، ويجب حماية حقوقهم

بقلم: إياكوبو سكاراموزي ، ترجمة: منير بيوك :

"إن موضوع الهجرة ليس مجرد شيء بتعلق برقم، إنما بأشخاص، فكل واحد منهم لديه تاريخ، وثقافة، ومشاعر، وتطلعات خاصة به... إن هؤلاء الأشخاص هم إخواننا وأخواتنا. إنهم بحاجة إلى "حماية مستمرة" بغض النظر عن وضعهم كمهاجرين".

يعود البابا فرنسيس للحديث حول قضية المهاجرين في رسالة كتبها لندوة نظمها الكرسي الرسولي والمكسيك حول الهجرة على المستوى العالمي. ويؤكد فرنسيس على أنه للإقرار بوضع الهجرة الحالية والاستجابة لها، فإن الأمر يحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي بأكمله لأن "أبعادها التي تتجاوز الحدود تفوق قدرات العديد من الدول ومواردها". ويدافع الحبر الأعظم بصورة عامة عن "التغيير الذي يطرأ على العقلية: يجب أن ننطلق من اعتبار الآخرين تهديدًا لراحتنا إلى تقديرهم كأشخاص يملكون الخبرة الحياتية والقيم التي تمكنهم من المساهمه بشكل كبير في إثراء مجتمعنا".

"عندما ينخرط المجتمع الدولي بهذا الوقت في عمليتين تهدفان إلى اعتماد اتفاقين عالميين، أحدهما يتعلق باللاجئين والآخر بالهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية"، فإن البابا الأرجنتيني يكتب في رسالته التي قرأها وزير خارجية الكرسي الرسولي المونسنيور بول ريتشارد غالاغر لدى افتتاح الحوار القائم في بيت البابا بيوس الرابع في حدائق الفاتيكان: "أنني أشجعكم في عملكم وجهودكم الرامية إلى إبراز ضرورة تحمل المسؤولية لدى الإدارة العالمية المشتركة للهجرة الدولية في قيم العداله والتضامن، والتعاطف".

ويواصل خورخي ماريو برغوليو حديثه قائلاً: "لتحقيق هذه الغاية، نحن بحاجة إلى تغيير في العقلية. يجب أن ننطلق من اعتبار الآخرين تهديدًا لراحتنا إلى تقديرهم كأشخاص يملكون الخبرة الحياتية والقيم التي تمكنهم من المساهمة بشكل كبير في إثراء مجتمعنا". وليتحقق ذلك، يجب أن يكون نهجنا الأساسي "لقاء الآخرين، والترحيب بهم، ومعرفتهم، والإقرار بوجودهم". هذا ما قاله البابا نقلا عن عظته بمناسبة القداس الذي تم الإحتفال فيه باليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين في الرابع عشر من كانون الثاني.

من أجل الإقرار بوضع الهجرة الحالية والاستجابة لها، "هناك حاجة إلى مساعدة من طرف المجتمع الدولي بأكمله كون أبعادها تتجاوز الحدود وتفوق قدرات العديد من الدول ومواردها". ويؤكد البابا أن "هذا التعاون الدولي مهم في كل مرحلة من مراحل الهجرة ابتداء من مغادرة البلد الأصلي حتى الوصول إلى بلد المقصد، فضلاً عن سهيل إعادة الدخول والعبور. في كل من هذه البلدان، يكون المهاجرون في وضع هش ويشعرون بالوحدة والعزله. إن الإعتراف بهذه الحقيقه مهم للغاية إذا أردنا تقديم استجابة واضحة وتتسم بالكرامة لهذا التحدي الإنساني".

ويتابع فرنسيس: "أخيرًا، أود أن أشير إلى أن قضية الهجرة ليست مجرد قضية تقع ضمن قضايا أخرى، إنما هي لأشخاص لكل منهم تاريخه، وثقافته، ومشاعره، وتطلعاته... إن موضوع الهجرة ليس مجرد شيء بتعلق برقم، إنما بأشخاص، وكل واحد منهم لديه تاريخ، وثقافة، ومشاعر، وتطلعات خاصة به... هؤلاء الأشخاص هم إخواننا وأخواتنا. إنهم بحاجة إلى 'حماية مستمرة' بغض النظر عن وضعهم كمهاجرين". يجب حماية حقوقهم الأساسية وكرامتهم والدفاع عنها. كما يجب إبداء القلق نحو الأطفال المهاجرين وأسرهم بوجه خاص أولئك الذين يقعون ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر، إضافة إلى المشردين بسبب الصراعات والكوارث الطبيعية والاضطهاد. يأمل جميعهم أن تكون لدينا الشجاعة لهدم جدار "التواطؤ المريح والصامت" الذي يفاقم من عجزهم. إنهم ينتظرون منا أن نظهر نحوهم العطف والتفاني".

وتم عقد الندوة من طرف الأمانة العامة للعلاقات مع الدول، مع وزارة الخارجية والسفارة المكسيكية لدى الكرسي الرسولي، بالتعاون مع الأكاديمية البابوية للعلوم وقسم المهاجرين واللاجئين في الدائره الإدارية للكوريا الخاصة بالخدمة المتكاملة بالتنمية البشرية المتكاملة في الذكرى الخامسة والعشرين لإعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المكسيكية المتحدة والكرسي الرسولي. يقول البابا: "إنها بالتالي فرصة لتعزيز أواصر التعاون والتفاهم بيننا وتجديدها من أجل الاستمرار في العمل المشترك نيابة عن المحتاجين والمهمشين في مجتمعنا. أشجعكم على مواصلة جهودكم للرد على نداء إخواننا وأخواتنا الذين يطلبون منا الاعتراف بهم على هذا النحو من أجل منحهم فرصة العيش بكرامة وسلام. ومن خلال القيام بذلك، فإننا تساهم في تطوير الشعوب".