موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٣ أغسطس / آب ٢٠١٧
الإرهاب عدو الحضارة والإنسانية

د. اسمهان ماجد الطاهر :

صور القتلى والجرحى في الإعتداء الإرهابي في برشلونه اصابت وجدان كل عربي ومسلم بل هزت العالم أجمع. أفعى قبيحة تسمى الإرهاب تطل برأسها بين الحين والآخر لقتل الطمأنينة والجمال وجلب الخوف والدمار. الإرهاب العدو الاول للإنسانية والحضارة البشرية.

لم يقنعنا أي تعريف للإرهاب ولم نستطع حتى الآن أن نعرف ماهية الفكر الإرهابي المريض. أي نوع من السادية والعته هذا الذي يدفع الى قتل الأبرياء. أن رؤية الخوف في عيون المارة ورؤية القتل والجرحى يدق ناقوس الخطر لطرق غير متوقعة وإجرام ممنهج للتدمير وإثارة الخراب والقتل والإبادة الجماعية بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان.

الإرهاب كلمة تحمل في ثناياها كل القبح والبعد عن الفطرة السليمة وكراهية الحياة وعدوانية للحضارة ورغبة مدمرة في القضاء على كل المعاني السامية الجميلة. الإرهاب همجية وإفناء للقيم والأخلاق وانتهاك بشع ينتحل في بعض حالاته الدين الاسلامي الذي هو براء منه بل وكل الديانات السماوية بريئة من الأفعال السادية التي يقوم بها إرهابي معتوه تم حشو رأسه بأفكار ومعتقدات تجعله يعتقد أن ما قام به هو عمل هادف يناضل من أجل تحقيقة مستخدماً أساليب القتل والدمار دون أي تقدير لعدد الضحايا وغالباً ما يكون الإرهابي هو أول ضحايا عمله الإرهابي ورغم موته وتدميرة ألا أن ذلك لا يشفي الحزن والقهر الذي يخلفه ما قام به من دمار وإرهاب وعمل قبيح منبوذ ومرفوض بكل الأديان وبكل لغات الكون.

الإرهاب يحمل مواقف سياسية وأجندات تخص فئات بعينها تعمل على تعبئة مأجورين حمقى لتحقيق غايات معينه لا علاقة لها بالدين ولا بأي قيم ومعتقدات سليمة فهو عمل خارج الطبيعة والإنسانية والفطرة السليمة.

عندما أسمع أسم من قام بالعمل الإرهابي ومكان ولادته أقول بنفسي لو أن هذا الشخص تربي في بيئة صحية تحمل قيماً ومبادئ وفكراً إنسانياً سليماً هل كان سيتحول نحو الإرهاب والسادية؟. أن الإرهاب فكر مريض لبس ثوبه المتشرذمون واللصوص والخارجون عن الدين والقيم والمعتقدات.

وفي حقيقة الامر علينا طرح التساؤل التالي؛ هل تجدي القوة العسكرية وحدها في محاربة الإرهاب؟! والاجابة بالتأكيد لا فالإرهاب فكر خطير يجب محاربته بفكر مناهض ورافض له.

ويقع عبء ذلك على الانظمة التعليمية والمراكز الثقافية والمؤسسات الدينية والأحزاب السياسية من خلال العمل على نشر تعليم سليم قوي يحمل الكثير من القيم والمعتقدات السليمة ومحقق لفرص عمل للمتعلمين بما يضمن لهم حياة كريمة.

أما المراكز الثقافية والاجتماعية والأحزاب السياسية فعليها نشر الثقافة العامة والوعي واحتواء الشباب وتنمية النضج الفكري والعلمي والثقافي والاجتماعي والسياسي الذي يحمي المجتمع عامة وفئة الشباب خاصة من أن يصبحوا فريسة سهلة الاصطياد وهدفاً سهل الاقناع لتعبئة وغسل الدماغ والتوجيه نحو مهمة مرسومة الأهداف معادية للإنسانية وللفكر السليم. أن ترك الشباب للعوز العقائدي والقيمي والمادي هو ما يخلق الانحراف عن الشكل الصحيح.

الإرهاب داء يجب تقويضه والقضاء عليه من خلال إستخدام كل الأساليب والطرق والوسائل المضادة له والتي تعمل على إضعافة وبتره وتقزيمه والقضاء عليه قبل تمدده.

نحن بحاجة الى ثورة بيضاء ضد العنف والإرهاب لقمع كل ما يؤدي الى نشر الترويع وإثارة الدمار والخراب والخوف ضد الآمنين الأبرياء. ونبقى كعرب ومسلمين نحمل رسالة في لبها نشر حب السلام والخير والمحبة والتعايش والتسامح والقيم الإنسانية السامية التي تدعو لنبذ العنف والتطرف والإرهاب.