موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٥
الأب يوسف مونس يكتب عبر أبونا‎.. "أحمد الصراف: شكراً، لن نرحل!"

الأب البروفيسور يوسف مونس :

<p dir="RTL">كتب السيد الصراف مقالاً في القبس قبل عام، لم أطلع عليه إلا مؤخراً، بعنوان <a href="http://alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=980391&amp;date=09032010&…;أخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا&quot;</a>. وبصفتي الكهنوتية والأدبية والعلمية، رأيت أن من واجبي التعقيب عليه بهذا الكلمات التي أتمنى أن تجد طريقها لقلوب عقول القراء.</p><p dir="RTL">أعرف يا سيدي محبتك للبنان ولأهله، وأنك تزوره دوماً، واسمح لي أن أشكرك على مواقفك الإيجابية، ولما تكنه من احترام لمسيحي الشرق، مزامير الحب والاحترام، في عالمنا العربي المضروب بوباء التعصب والكراهية والرجعية والتكفير والإرهاب والأصوليات والتوحش الأخلاقي.</p><p dir="RTL">إن عالمنا، يا سيدي منهار وهارب من أمام هواء الحرية والعقل والنقد الفكري والتاريخي. عالم مسرطن. فغالبية فتاويه لا تسعى إلا إلى عالم الشبق، وليس إلى تنوير الفكر الديني والإنساني واللاهوتي والجمال وعصرنة النص المقدس، ومواكبة الوضع البشري في حركتيه التاريخية والجغرافية وارتباطه ببيئته، وليس الوقوف فقط عند فكر يثرثر، وهو ليس بفقهي ولا بلاهوتي، بل يمركز فقط إلى ما تحت الخصر، وليس إلى عين الإنسان وقلبه وعقله وعلاقة المحبة بالآخر.</p><p dir="RTL">هنا، يا عزيزي أحمد، وفي هذا المشرق الجميل سنبقى. سنبقى في باب توما وكنيسة الشام. وسنبقى في دمشق مع يوحنا الدمشقي وسيدة الصوفانية وأفرام السرياني والأخطل الكبير. هنا في معلولا ويبرود وصيدنايا وحلب سنبقى مع جرمانوس فرحات. هنا في القامشلي والجزيرة وقرقوش مع يعقوب السروجي ويعقوب النصيبيني واسحق السرياني، ولن نخرج من أور وكلده وبابل ونينوى. وكيف نخرج من الموصل ونينوى وأربيل وبابل ونحن من كنائس المشرق الكلدانية والأشورية والنسطورية والاربوسية والسريانية؟</p><p dir="RTL">كتبنا المقدسة مليئة بذكرى أور وكلده وبابل ونينوى. كيف نترك الكوفة ونجران وأوائل المدائن المسيحية ونساكها؟ لن نترك أوغاريت ويبرود وافاميا ومار سمعان وحلب. كيف نترك أوغاريت وقصائد الخلق والبدايات وعظمة المدائن في افاميا؟ لن ننسى معرة النعمان. ولن ننسى أن &quot;مار مارون&quot; كان ينسك في العراء وحوله تلاميذه في منطقة براد وافاميا. هنا كان سمعان العاموي وديره الكبير وروعة طقوس العماد فيه.</p><p dir="RTL">كيف نترك الشام وكنيستها التي صارت اليوم الجامع العمري او كنائس العذراء على الشاطىء السوري؟ هل ننسى باب توما ومار بولس وحننيا؟ العجائب الكثيرة في دير العذراء في صيدنايا فلمن نتركها؟ وكيف نترك معلولا والجبل المنشّق، ونترك &quot;تقلا&quot;، اولى القديسات الى عالم الخلاص؟</p><p dir="RTL">لن نخرج من النيل والصعيد والقاهرة والاسكندرية، فهنا كان كيرللس وانطونيوس وغبوميرس ومكاريوس وبشاره وسليم تقلا وجريدة الأهرام وجرجي زيدان، وكل الكنائس الممتدة على كل الشاطىء الإفريقي، فهناك كان اغوسطينوس وترتليانوس وسيبريانوس وسواهم من الآباء مجد المسيحية الاولى. وكيف ننسى الحبشة التي التجأ عند ملكها المسيحي المضطهدين من أوائل المسلمين؟</p><p dir="RTL">كيف نخرج من الموصل ونينوى وبغداد ونحن نور المشرق وكنيسته الكلدانية وأجدادنا هم هنا، وإبراهيم أبونا كان هنا وكتبنا المقدسة مليئة بذكر اوروسلده الأرض التي تعبق برائحة التراب المقدسة؟ هنا كان اداي وماري هنا كتبنا مزامير التسبيح وأناشيد التمجيد لله؟</p><p dir="RTL">كيف سنترك أرض مريم المباركة المصطفاة، وقد كرس لها القرآن سورتين عظيمتين؟</p><p dir="RTL">كيف نترك لبنان وبعلبك وزحلة؟ ففي سهلها أعطى الإله باخوس من خمر دوالينا، ودلالة جوبتر أقام له هيكل الشمس عندنا وإلهة الجمال فينوس مات لأجلها ادونيس وقامت على تلالنا عذراء الجمال في رميش ومغدوشة وحريصا والبقاع والحصن والشنبوق والنهر الكبير، ومارك اوريل وزينون، والبيان من بيروت ومدرستها، والغزاوى والجامعة اليسوعية والجامعة الأميركية والكسليك والبلمند والجامعة اللبنانية والجامعة العربية.</p><p dir="RTL">سنبقى هنا نتقاسم معكم لقمة العيش وسحر الكلمة التي هي الله، ومشوار الحضارة والأخوة والعيش المشترك، ووليمة الحب ونور الانفتاح، وجمال التراحم ونبل التسامح، وكرم الأخلاق والعفو. نحن الأصل هنا في مصر والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان وليبيا والمغرب والأردن وتونس والجزيرة واليمن. لن نندم على حبنا لكم، ولن نحقد على كرهكم وذبحكم لنا وحرق كتبنا، وسنعيد بناء كنائسنا وأديرتنا ومعابدنا، وهي مفتوحة لكم مع قلوبنا، فربنا واحد.</p>