موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠١٥
الأب سمير خليل: قانون دولة الإمارات الجديد "خطوة جريئة"

القاهرة - أبونا :

أشاد الأب البروفيسور سمير خليل سمير اليسوعي بتبني دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً لقانون جديد يحظر "جميع أشكال التمييز على أساس الدين أو الطائفة أو المذهب أو العرق أو اللون أو الأصل العرقي"، مؤكداً على أن ذلك يشكل "خطوة إلى الأمام، في دولة تتعارض مع ما تفعله دول أخرى في المنطقة، حيثما ما زال العديد منها تحت السيطرة الشمولية الإسلامية".

وأضاف الأب سمير، العّلامة في الشؤون الإسلامية، أنه "مع القانون الجديد، يتم معاقبة كل من يوصم الغير بالكفر، لأنه وفق الشريعة الإسلامية فإن الشخص الكافر يمكن أن يحكم عليه بالموت. وعلى الرغم من أن القانون نفسه يحظر قتل المسيحيين واليهود لأنهم أهل ذمة، أي أنهم محميون، فإن هذا لا ينطبق على الوثنيين، أو الملحدين أو اتباع الديانات الأخرى. وبموجب القانون الإسلامي، فإن الكافر لا يتمتع بأية حماية. لذا فهو مدعو إما لاعتناق الإسلام أو القتل. وقد استخدمت مجموعة الدول الإسلامية هذا المبدأ، واستعملته لقتل المسيحيين، حتى لو كان ضد القانون الإسلامي".

وأشار الكاهن اليسوعي إى أن "التشريع الجديد ينص على التعامل بجدية مع الأعمال الخارجة عن القانون التي تعزز الكراهية الدينية، وبالتالي، يتم تطبيق عقوبة شديدة على أي شخص أو أي جماعة تحرض على الكراهية. ففي حين لم تكن جرائم الكراهية ممنوعة في إطار القانون في الماضي، إلا أن تبني هذا القانون حالياً يشكل خطوة جريئة. ففي حين ينظر إلى المهاجرين في أوروبا أو السود في الولايات المتحدة، بإزدراء، فإن الكراهية تنبثق في هذه الحلة من الطبيعة العرقية. أما في الشرق الأوسط، فإن الكرهية تنطلق دائماً من الدين".

ويضيف أن "القانون يحرم أيضاً دعم الجماعات الأجنبية التي تدعو إلى العنف بخاصة عن طريق التبرعات النقدية، مما يمثل على الأرجح إشارة غير مباشرة إلى المملكة العربية السعودية وقطر المعروفتان بتمويلهما للجماعات الإسلامية المتطرفة"، مشدداً أن "القرار الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة يشكل خطوة إلى الأمام فيما يتعلق بالحرية الدينية، وهو أمر استثنائي للقاعدة المعهودة في البلاد الإسلامية"، "كما يستحق كل الدعم".

ويؤكد الأب سمير "أن هذه مجرد خطوة أولى، حيث تقتصر في الغالب على المجال الديني. فلا يزال هنالك عمل كثير ينبغي القيام به في المجال السياسي والنظام القضائي حيث حرية التعبير محدودة، كما هو الحال في جميع بلدان المنطقة، ومعاملة السجناء سيئة، والمحاكم ليست مستقلة بشكل كامل. كما ليس للعمال الأجانب حقوقاً مضمونة، وغالباً ما يعاملون كالعبيد، لاسيما النساء اللاتي يعملن خادمات في المنازل"، داعياً "الدول العربية والإسلامية إلى أن تحذو حذو دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال".