موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٦ أغسطس / آب ٢٠١٩
ازدهار ’الإجازات الروحية‘: 6 ملايين سائح يقيمون في الأماكن الدينية بإيطاليا

روما - أبونا :

هل ترغب بالحجز في المنتجعات السياحية؟ أو أن تختار الإقامة قرب شواطىء البلدات الساحلية وسط الموسيقى الصاخبة؟.. "ما هو أفضل، هو الصمت والمشي والصلاة". هذا ما يقوله فابيو روكي، رئيس مؤسسة ’الضيافة الدينية الإيطالية‘ غير الربحية.

تعمل هذه المؤسسة على توفير أماكن إقامة في الأماكن الدينية، كالأديرة والمزارات وبيوت الرعايا والنُزُل التابعة للجمعيات الرهبانية، على امتداد الأرض الإيطالية. بحيث تحتضن هذه الأماكن الدينية، في كل عام، حوالي 5.6 مليون سائح (منهم 3.3 مليون أجنبي)، والذين يأتون بهدف "قضاء عطلة تتميز بتجربة روحية فريدة".

يتواجد حوالي 3500 سكنًا منتشرًا في جميع أنحاء البلاد، بحيث يتاح للضيوف حرية اختيار الإقامة المثالية وفقًا لاحتياجاتهم ورغباتهم. وتضم جميع هذه الأماكن ما مجموعه 232 ألف سرير في مواقع متنوعة: من سلاسل الجبال العالية في جبال الألب إلى أكثر المناطق مرغوبة، ومن المدن المليئة بالفن إلى المناطق الطبيعية الخلابة.

إنه نوع جديد من "Grand Church Hotel" بحيث لا يقدّم إقامة فاخرة، إنما إمكانية "لتجديد روح المرء". وتدار جميع هذه المواقع من قبل رعايا وأبرشيات وجمعيات الرهبانية، أو حتى من قبل بعض الشخصيات الدينية في المجتمع. وتعهد هذه الأماكن إلى علمانيين، بحيث تجعل الضيافة "اختيارًا للحياة"، ولا تشير مطلقًا إلى الضيوف على أنهم "عملاء". فالهدف الرئيسي هو "نشر رسالة المجتمع إلى الناس".

وبحسب آخر الإحصائيات، فإن هذا القطاع يستحوذ على ما نسبته 1.5 بالمئة من أماكن الإقامة السياحية الإيطالية. ويقول روكي في هذا الشأن: "هذه ليست نسبة ضئيلة، لأنه من وجهة نظر اقتصادية، فإن الهدف هو رعاية المجتمع، ودعم الأنشطة الخيرية للرعايا والأبرشيات والجمعيات الرهبانية وكاريتاس، بما في ذلك الإرساليات الخارجية في البلدان النامية".

ويتيح موقع المؤسسة (ospitalitareligiosa.it)، المدار من قبل متطوعين، للضيوف، إمكانية اختيار الإقامة المثالية وفقًا لاحتياجات الفرد. بالتالي، ونظرًا لعدم وجود وسطاء، تتمكن الجمعيات الرهبانية والرعايا من استعمال جزء من العائدات في أنشطة خيرية، مثل تقديم الحساء للفقراء، ودعم بيوت الشباب والمشردين. في المتوسط، فإن قضاء شخص إقامة كاملة، لمدة أسبوعين، في أحد هذه الأماكن، كفيل بتقديم 50 وجبة ساخنة في مطابخ الحساء.

وتؤكد هذه ’الفنادق الروحية‘ على حسن الضيافة العائلية، وعلى أنها أماكن يمكن للمرء فيها أن ينعزل في ’صحراء روحية‘، وبالتالي سيكتشف بأنها تمتلك أجواء لا تقتصر على ’تسليم المفاتيح‘. وعادة ما تكون هذه الأماكن مصدر جذب للمجموعات، والعائلات التي تملك أطفالا، وأيضًا للشباب، وحتى لكبار السن، وجميعهم ممن يبحثون عن أماكن في الطبيعة، بحيث يمكنهم السير على الأقدام، ويجسدون قيمًا مهمة كالإيمان والصداقة والمشاركة.

أما بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الإقامة، تقدّم المؤسسة الإيطالية إقامة مجانية ضمن مبادرة تدعى "الضيافة الرحيمة". فالعشرات من هذه المنازل تفتح أبوابها أمام أولئك الذين يحتاجون حقًا إلى الابتعاد لبضعة أيام عن الواقع الصعب الذي يعيشون فيه، لكن ليس لديهم الإمكانيات الاقتصادية لذلك.

وتم تنفيذ هذه المبادرة بإشراف مكتب العناية الراعوية للسياحة، حيث قدّم بالفعل 35 ألف ليلة إقامة للفقراء. وهذا العام سيتركز الاهتمام على الأطفال حتى عمر 12 عامًا، والذين سيكونون قادرين على الإقامة مجانًا مع عائلاتهم في أحد المنازل هذا الصيف. وقد ولدت هذه الفكرة قبل ثلاث سنوات، بمناسبة سنة ’يوبيل الرحمة‘ الاستثنائي، وكان موضع تقدير كبير من قبل البابا فرنسيس.