موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٦ مايو / أيار ٢٠١٨
إنما للصبر حدود

منال الفانك :

كثيرا ما تتردد على مسامعنا ،في مجالسنا و(سواليفنا) كلمة (لمتى؟ )،،،،و في كل مرة ، نُأقلمها و طبيعة النقاش و الأشخاص السامعين، لأجل إيصال الغاية وراءها،،،
فأحياناً تكون ال(لمتى) حزينة في لحظات المعاتبة،،
و قد تنطلق استنكارية هائجة ، في نوبات الغضب،،،،
و ممكن أن تخرج هادئة، في جلسات الخلوة و الفضفضة،،،
إنما كم من (الصبر) تخفي بين حروفها،،و كم من المشاعر خلفها ، ما عاد للقلب احتوائها ولا للعقل استيعابها ؟!
فلطالما ارتبط الفرج بالصبر،على أن الأخير هو مفتاحٌ للأول،،لكن أحيانا تضطرنا الظروف والأشخاص ل(تزييت) ذلك المفتاح لإطالة عمره، كيما يُقال عنك عَجول و متسرع،،،إنما كسر القفل بمفتاحه بمرحلةٍ معينة هو الحل الأمثل !!
فمثلا، كم لك أن تصبر على إنسانٍ مؤذٍ،بسبب غيرته و حقده!!
و ماهي حدود مقدرتك على كبت ألمك كيما تجرح غيرك،لأنك تحترم ذاتك !!!
و ما مدى الجَلَد على التقصير بالواجبات تجاه طرف آخر بغض النظر عن ماهيّة العلاقة،،،و إلى متى ترى وتسمع و تتجاهل كي تحافظ على تلك العلاقة!!؟
و إن جادت عليك الحياة بشخصٍ كثير التذمر والشكوى، على أبسط و أتفه سبب، فما مخزون الطاقة التي يمكن ان تبلغها بأعصابك ،و ما يتبع ذلك من أذى نفسي وبدني أيضا؟؟
أو قد تضطر لمجاملة إنسانٍ فضولي و متطفل على حياتك، و تضغط على نفسك وتصبر لأجل أناس معينيين خجلاً واحتراما،، إنما إلى متى؟؟؟؟؟؟
و هناك نخبة من ناكري الجميل،الذين مهما حاولت معهم و لأجلهم، يشعروك بأن ما تقم به هو فرضٌ عليك ،لا شهامةً منك ! فهل لك أن تجمد أعصابك و تكن لا مبالٍ؟؟
وقد تحظَ بفرصة التعرف على من يحمل أفكاراً مستحدثة مهجنة محاولاً بثها في محيطه،،مكررا ذلك ،بالرغم من عدم التجاوب معه،،و رفضها بالتلميح كان او حتى بالتصريح بأن(اختصر ولا تعد ذلك رجاء). انما لا فائدة!!!!! فإلى متى؟؟؟؟
حتى على مواقع التواصل كونها اصبحت جزءاً من يومنا،،فهي ملأى بمن اختصوا بالانتقاد، بهدف الإحراج و الإزعاج و للإنتقاص من قيمة موضوع معين،، و اكرر،، إلى متى؟؟
أليس هناك ما يسمى الحد الأقصى في التعامل الحسن والصبر،،و ضبط النفس؟؟
ما مِن أحدٍ عاجز عن الرد، أو تنقصه الجرأة على الرد،، و وضع حد للآخر،انما الفكرة هي منح فرص مجانية للتعديل فقط لا غير ،،،،،
قد تنذر مرة،و اثنتان،،لكن الأروع من الإنذار ،أن تكون (الثالثة) ثابتة، لا بل قاضية !!
فهل من (أيّوب) بيننا؟؟؟؟؟
إلى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟