موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
أبوابكم المغلقة أيها المسيحيون المهاجرون

دمشق - باسل قس نصر الله :

كنت أتصفح في برامج التواصل الإجتماعي، عندما قرأت جملة تقول: "وهيي زادوا البواب المسكرة باب".

منذ أوائل الأحداث والأزمة السورية، بدأ المسيحيون بالنزوح والإغتراب في دول العالم، وبدأت أبواب بيوتهم تغلق، الواحد تلو الأخر.

كنت أفكر صباحًا بالذهاب لعند أحدهم، ثم أتذكر أنه هاجر... حتى أصبحت أشعر نفسي وحيدًا.

أبوابكم المغلقة تحزنني... كم مررت في الشوارع التي كنت أمر بها، أنظر إلى الأبنية، وأتذكر. كم ارتشفت فناجين القهوة من يد أم صديقي جورج على هذه الشرفة؟ كم كنا ندرس شتاء عند أنطون في هذا المنزل؟ أتذكر التبولة التي تجهزها زوجة صديقي في أمسيات الأحد. حتى مشاويرنا الشبابية في تلك الشوارع، أتذكرها مع ابتسامات الصبايا. أرصفة وليال عشناها نتسكع ونرسم للمستقبل.

تزوجنا، وربينا أولادنا، وكبرنا. واليوم أمشي وحيدًا وحزينًا أمام أبوابكم التي لن تفتح من جديد. حتى أوراق النعوات على الجدران أصبحت تكشف كم للمتوفى من أقارب في المهجر.

عذرًا فيروز فمهما صدح صوتك الملائكي بأن "سنرجع يومًا"، فهم لن يرجعوا، سيعودون ليبيعوا منازلهم، وأرصفتهم، وأحلام طفولتهم. سيأتون لكي يشبعوا عواطفهم نحو قلعتك الحلبية، ويعودوا. سيأتون ليأكلوا ما كنا نأكله سوية في الماضي، ونتصور صورًا تذكارية، ويعودوا. أعرف أنكم مهما كذبنا بأنكم عائدون، لن تعودوا. أعرف أن كنائسنا لن تراكم من جديد، وأن ساحاتنا لن تراكم من جديد، وأن مقاعد مقاهينا وأنديتنا لن تراكم من جديد

نحن الذين بقينا، سنحمل ذكريات زمن جميل، ولكننا لن نكذب ونقول بأن كل شيء سيعود كما كان، لأنكم جزء مما كان، غادرتم، ولن تعودوا. فعلاً بأن الأبواب المغلقة بسبب هجرة المسيحيين تزداد.