موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ٥ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
500 يوماً على خطف المطرانين يازجي وإبرهيم.. و"اللامبالاة" هي العنوان

بيروت - أبونا :

500 يوماً مرّت على خطف المطرانين غريغوريوس يوحنا ابرهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، وبولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، من دون علم أو تحرك جدي من أجل الافراج عنهما، لنتذكر في هذه اللحظات الأليمة ما قاله البابا فرنسيس في شأن القضية السورية بأنها ضحية "عولمة اللامبالاة".

وكان المطرانان قد اختطفا في 23 نيسان 2013 خلال محاولتهما الإفراج عن كاهنين مخطوفين من قبل جماعة مسلحة على الطريق الممتد ما بين مدينة حلب والحدود التركية السورية.

وقال بيار عطالله، الكاتب في جريدة النهار اللبنانية، في مقال له حول الموضوع: "كان واضحاً خلال الأيام التي تلت خطف المطرانين أن خاطفيهما من الاحتراف والتقنية في جريمتهما بمستوى منع تسرب معلومة واحدة عن مصيرهما وأحوالهما ومكان احتجازهما، وحتى الجهة الخاطفة التي لم تفصح يوماً عن اسمها ومطالبها والهدف من وراء اختطاف المطرانين لا مالياً ولا سياسياً ولا حتى في إطار مبادلتهما بمعتقلين لدى النظام السوري أو غيره، مما ترك هالة من الغموض ومساحة واسعة للتكهنات عمن يقف وراء الخطف".

وأضاف: "ان بعض مؤيدي المعارضات السورية ذهبوا إلى اتهام استخبارات النظام السوري بالعملية من أجل حشد تأييد المسيحيين والأقليات له، لكن حتى تلك النظرية بقيت مجرد حبر على ورق، ذلك أن هذه النظرية كانت تفترض لا سمح الله قتل المطرانين من أجل تحقيق الإفادة القصوى من العملية، لكن ذلك لم يتحقق. ثم قيل أن الجهة الخاطفة هي أحد الفصائل المسلحة المحلية وهدفها هو الافراج عن معتقلين لدى النظام لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. وقيل أيضاً أن الخاطفين من التكفيريين الآتين من الشيشان وداغستان وأنهم يريدون مقايضة الرجلين بمعتقلين لدى سلطات موسكو، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث واستمرت المسألة في دائرة الصمت التام".

ولفت الكاتب اللبناني بالقول: "الأكيد ان خطف المطرانين أدى الى أمر واحد، يتمثل في زيادة منسوب التوتر لدى مسيحيي سوريا ولبنان ومن تبقى منهم في دول الشرق الاوسط والتأكيد لهم ان ثمة من لا يريدهم في هذه البلاد بعد عيش مشترك وتجذر تاريخي يعود إلى ما قبل الإسلام بمئات السنين. بهذا المعنى تتحمل نخب المسلمين وقياداتهم الروحية المسؤولية الكاملة عن السكوت على خطف المطرانين وعدم التحرك الجدي من أجل إنقاذهما، والحراك الوحيد الذي سجله الأزهر بإصدار وثيقته التاريخية عن التعايش المشترك بين الإسلام والمسيحية سرعان ما طواه النسيان وأصبح حبراً على ورق وعنواناً آخر في أرشيف التاريخ المأسوي لشعوب هذه المنطقة".