موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
4 مواقع تملكها فرنسا في الأراضي المقدسة

إسماعيل سليم - القبس :

بلغة إنجليزية لم تخلُ من الحدة والانفعال طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشادة مع رجال أمن إسرائيليين، بمغادرة كنيسة «القديسة حنّة» في القدس التي كان يزورها قبل انعقاد مؤتمر في ذكرى المحرقة.

المشادة بين ماكرون ورجال الشرطة الاسرئيليين، أعادت إلى الأذهان موقف مشابه حدث من قبل مع الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 1996، أثناء زيارة لنفس الكنيسة، فقد رفض شيراك دخول كنيسة «القديسة حنة» قبل مغادرة الأمن الإسرائيلي الموقع، مهددًا بالعودة على طائرته.

تعتبر فرنسا دخول الشرطة الإسرائيلية مجمع الكنيسة، الكائن بمنطقة من القدس احتلتها إسرائيل وضمتها في حرب عام 1967، استفزازًا، لا سيما إنها تملك الكنيسة ملكية خاصة، منذ أن وهبها العثمانيون للإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث عام 1856، نتيجة دعم فرنسا للعثمانيين خلال حرب القرم، بالإضافة إلى ثلاث مواقع أخرى يرفرف عليهم العلم الفرنسي بألوانه الثلاثة في المنطقة المقدسة.

ما الذي تملكه فرنسا في الأراضي المقدسة؟

بحسب موقع إذاعة «مونت كارلو الدولية» الناطقة باللغة العربية، فإن فرنسا تمتلك 4 مناطق في حوزتها في الأراضي المقدسة من خلال معاهدات دولية.

موقع «الإيليونة»

يقع في الجزء العلوي من جبل الزيتون ويضم كهفاً تحت الأرض يسمى «الأب» كان ملجأ للمسيح فوقه دير غير مكتمل يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر. مُنع المسيحيون من الوصول إلى الموقع في عهد صلاح الدين الأيوبي، قبل أن يتم شراءه في نهاية القرن التاسع عشر من قبل أميرة مدينة «تور دو أوفيرني» التي بنت الدير ثم تبرعت بالموقع لفرنسا. تتمتع المنطقة بمناظر طبيعية رائعة لمدينة القدس القديمة وهي منطقة سياحية للغاية.

«أبو غوش»

عقار ديني قديم، مع كنيسة وقبو بني في القرن الثاني عشر من قبل فرسان القديس يوحنا، قبل أن يترك للمسلمين في عام 1187، بعد سبعة قرون، منحته الإمبراطورية العثمانية لفرنسا كتعويض عن خسارتها كنيسة مار جرجس التي استولت عليها الكنائس الأرثوذكسية اليونانية عام 1871. وتم ترميم الموقع تدريجياً من قبل فرنسا وتقيم فيه مجموعة من رهبان الزيتون البينديكتين استقروا هناك منذ عام 1976، وداخل الكنيسة الرومانية توجد جداريات بيزنطية رائعة فريدة من نوعها في الشرق الأدنى تم ترميمها مؤخراً.

«قبور الملوك»

يشير الموقع إلى ملوك يهودا الأوائل، وكان يعتقد لوقت طويل أن هذا الموقع يضمن أضرحتهم، وهو ما يفسر الاسم الخاطئ «قبور الملوك»، بينما كان قد منح في الواقع للأميرة هيلينا الحديابية «كردستان العراق» التي يوجد تابوتها في متحف اللوفر، بعد اعتناقها اليهودية ذهبت هذه الأميرة إلى القدس حيث بنت قصراً وضريحاً عائليا شديد الضخامة شمال المدينة، وشرع علماء الآثار الفرنسيين بالتنقيب في الموقع عام 1863، ويتكون الموقع اليوم من نصب تذكاري يضم درجا ضخماً وساحة فناء كبيرة ودهليزا وغرفا تحتوي على إحدى وثلاثين مقبرة.

«كنيسة القديسة حنّة»

يتألف الموقع من كنيسة رومانية رائعة بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر، والمناطق المحيطة بها بجوار أطلال مباني سابقة ذات ثراء أثري كبير. يقع هذا الموقع داخل أسوار القدس، عند باب القديس إسطفانوس، ويعتثد أنه منزل والدي العذراء وبركة بيثيسدا المذكورة في الإنجيل باعتبارها المكان الذي شفى فيه المسيح مصابا بالشلل. بعد رحيل الصليبيين من القدس، تم الحفاظ على كنيسة القديسة حنة من التدمير، وتحولت إلى مدرسة قرآنية، في عام 1856، قدّمها السلطان عبد المجيد الأول لنابليون الثالث وذلك بفضل دعم فرنسا للعثمانيين خلال حرب القرم.