موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢ أغسطس / آب ٢٠١٩
’معًا نجذّر حضور شبابنا‘.. افتتاح منتدى بكركي الإقتصادي الإجتماعي الثاني

بكركي – أبونا :

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، في قاعة المؤتمرات في الصرح البطريركي في بكركي، اعمال منتدى بكركي الاجتماعي الإقتصادي الثاني المنعقد من 2 لغاية 4 آب الحالي، بحضور لفيف من الأساقفة من لبنان ومن دول الإنتشار، ونائب رئيس المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للإنماء الشامل الدكتور سليم صفير، وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين من لبنان ومن عدد من الدول، إضافة إلى فعاليات اجتماعية واقتصادية.

وألقى الدكتور سليم صفير كلمة جاء فيها: "للسنة الثانية على التوالي، تفتح بكركي قلبها لتستضيف مجموعات كبيرة من اللبنانيين مقيمين ومن بلدان الانتشار، لبوا دعوة المؤسسة للحضور للبنان، والمشاركة مع اخوانهم اللبنانيين، بإطار المنتدى الاقتصادي الاجتماعي العالمي الثاني تحت عنوان: ’معًا نجذر حضور شبابنا‘... لنتعاون معًا من خلال اسهامكم معنا بحفظ تراثنا وحضورنا ومستقبل اولادنا واستمرار وطننا. والمسؤولية تتطلب تضافر جهودنا كلنا، مقيمين ومنتشرين، خصوصًا أن العام 2020 يصادف ذكرى مئوية لبنان الكبير، والكل يعرف دور البطريركية المارونية من خلال البطريرك العظيم الياس الحويك في انشاء دولة لبنان الكبير".

وأضاف: "لا أخفي عنكم ان اليوم لبنان امام تحدٍ جديد سياسيًا اقتصاديًا واجتماعيًا، لكن الاهم ان بوحدتنا نستطيع ان نحول هذه التحديات لفرصة جديدة من النهوض والازدهار، فركائز الاقتصاد موجودة والطاقات البشرية تجعل من لبنان مكانا فريدا في العالم وكل مرة تمتع لبنان بالحد الادنى من الاستقرار الامني والسياسي استطاع الاقتصاد ان يحقق نموا وبسرعة كبيرة. فالمطلوب اليوم، هو أن نتوقف عن الاحتجاجات غير المجدية والمواقف السلبية والانطلاق بمسيرة تحوّل ايجابي وبناء من خلال تشجيع مبادرات لخلق فرص عمل جديدة لشبيبتنا، تجدد الأمل بنفوسهم وتشجعهم للبقاء بلبنان".

وألقى البطريرك الراعي كلمة جاء فيها: "يطيب لي أن أوجه تحية ترحيب بكم وتقدير، أيها الآتون من لبنان وبلدان الانتشار، ملبين الدعوة بفرحٍ للمشاركة في هذا المنتدى، متفاعلين مع موضوعه العام: "معا نشدد جذور شبيبتنا". لاسيما وأنتم تلحظون بكل أسف أن الجماعة السياسية المسؤولة في دولتنا لا تعير شبابنا أي انتباه، وكأنها غير معنية بمستقبلهم، بل تقفل أبواب آفاق انتظاراتهم وتطلعاتهم، وتفتح لهم واسعا باب الهجرة، إذ 40% منهم عاطلون عن العمل. ونتساءل هل يدرك المسؤولون السياسيون أن أمة من دون شباب مثقف ومبدع لا مستقبل واعدا لها؟".

تابع: "أنتم هنا اليوم وغدا لكي نفكر معا ونعمل معا ونخطط معا من أجل تثبيت أجيالنا الطالعة في وطننا الأم الذي نحن على مشارف بداية المئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة ذات سيادة محددة الحدود: دولة التعددية الثقافية والدينية والسياسية ضمن وحدة وطنية، دولة ديمقراطية تعترف بجميع الحريات المدنية العامة وتقر بشرعة حقوق الإنسان، دولة العيش المشترك يشارك فيها المسيحيون والمسلمون في الحكم والإدارة بالمناصفة والتوازن، عملا بنص وروح الدستور والميثاق الوطني لعام 1943، المثبت بوثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف سنة 1989. كل هذه الأمور تميز لبنان عن كل بلدان الشرق الأوسط، وتجعله نموذجا وصاحب رسالة".

وأضاف غبطته: "غير أن هذه الهوية اللبنانية مهددة اليوم بسبب الواقع السياسي الجديد المتأزم الذي ينتهك الدستور والميثاق، ويدخل أعرافا وممارسات تبدل شيئا فشيئا وجه لبنان السياسي والاجتماعي. وهي مهددة بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تقحم اللبنانيين ولاسيما المسيحيين منهم على الهجرة، وبخاصة خيرة شبابنا المتخرجين من الجامعات، فيما يتثبت فيه مليونا نازح ولاجئ من سوريين وفلسطينيين، بسياسة دولية هدامة".

بعدها كان عرض لدراسة نفذها خبير الإحصاء ربيع الهبر عن الواقع الديمغرافي للمسيحيين في لبنان عرض فيها لتوزيع المسيحيين في الأقضية اللبنانية كافة ولنسب الولادات واوضاع العائلات والتعليم وفرص العمل عندهم في القطاعين العام والخاص، لافتا الى "ضرورة دعم قطاع التعليم المهني وتوجيه التلامذة بهذا الإتجاه لكي يتلقفوا فرص العمل ما ان تتوفر منصات النفط في لبنان".