موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١٩ مارس / آذار ٢٠١٩
’لا أحد يحميني‘.. المجتمع والإعلام يغتال مساحة الأفراد

إسراء الردايدة - الغد :

يأتي الفيلم الياباني “لا أحد يحميني” لمخرجه ريوتشي كيميزوكا، ليسلط الضوء على حياة فتاة مراهقة تتحول تفاصيل أيامها لجحيم وسط مطاردة لا تتوقف. ويركز على عزلة الفرد ومقاومته لعالم متقلب وغالبا ما يكون غير متسامح.

وضمن أيام الفيلم الياباني الذي تنظمه الهيئة الملكية وسفارة اليابان في الأردن، سيتم عرض فيلمين هما “ريتشي كيميزوكا” و”موّال حبّ غير مكتمل” لتاكاشي يامازاكي، وكلاهما يتحدث عن مرحلة مختلفة في اليابان ولكنهما يمثلان المجتمع وقضاياه عموما.

وتدور أحداث “لا أحد يحميني” في إطار تحقيقات الشرطة التي تعرض حياة فتاة عمرها (15 عاما) للخطر بعد الاشتباه بشقيقها الذي يبلغ 18 عاما بالقيام بقتل فتاتين من المدرسة الابتدائية، لتوضع تحت حماية الأمن.

ولكن هذا كله يزيد من معاناتها ويجعلها هدفا عاما جراء شعور العامة بالغضب خاصة من قبل الإعلاميين والمصورين وهجوم الصحف والرأي العام عليه لتهرب من طوكيو لضاحية ريفية لكن الجميع لحق بها.
الدقائق الأولى للفيلم تظهر حالة الصدمة والتشويش وسط احتشاد أفراد أسرة الضحايا، الآباء مذهولون فيما وسائل الإعلام تحيط بالمكان، والشرطة تملأ المنزل في سعي لايجاد اجابات وسط البيروقراطية الإدارية بالطريقة المتبعة.

كما يطرح الفيلم النظرة الاجتماعية التي ترتبط بضحايا الجرائم، وتشمل عائلة مرتكب الجريمة والطرف الآخر، فحياتهم لن تعود كالسابق، وان لم يكن لهم علاقة مباشرة بالقضية، فيما عائلة القاتل سيلاحقها العار والحزن ويعيشون بذل ايضا.

وفي ظل محاولة الشرطة لفهم القضية؛ تتعامل الأسرة بريبة وكأنها متواطئة بشكل مباشر وغير مباشر في أعمال العنف، كل ذلك بسبب النقد الاجتماعي والضغوطات المفروضة على الشباب بهذا العالم.
ويتحدث الفيلم عن هوس العالم الحديث في عصر الإنترنت، والفضاء الرقمي وانتهاكه للخصوصية، وفقدان الإعلام لمصداقيته مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وافشاء معلومات خاصة وسط مطالبة المتابعين للاخبار بتحقيق العدالة الاجتماعية.

ويتخذ تصوير الفيلم شكل تقارير اخبارية، حيث تنتقل الكاميرا من مكان لآخر مع نشرات اخبارية، مع التركيز على هوس الجمهور بقصص الجريمة الحقيقية المقرونة بإلقاء اللوم على الضحية والحاجة لمحاسبة المقربين منهم.

الفيلم يصور خطورة الإعلام ومصداقيته على حياة الناس، خاصة فيما يتعلق باتباع المهنية والدقة التي قلت في عصر التكتولوجيا، وانتشار المدونات والاخبار.

بعض المشاهد صورت بكاميرا يدوية محمولة، وبأسلوب الافلام الوثائقية، والتركيز على الشخصيات الرئيسية كان على حساب الثانوية التي كانت ذات تفاصيل أكثر وعاطفة أكبر.

ويرتبط الفيلم أيضا بالنظرة الاجتماعية والثقافية في اليابان، حيث تتحول الأسرة لشريك في الجريمة التي يرتكبها أحد افراد العائلة، مع وصمة يحملونها اينما ذهبوا لتتحول حياتهم الخاصة لجحيم.