موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٧ يوليو / تموز ٢٠١٥
’خبطة الموسم‘.. قديسة رابعة من عائلة تريزا الصغيرة

بقلم: ايليز هاريس ، ترجمة: سامح المدانات :

مع وجود أخت لها أعلنت قديسة ومعلمة في الكنيسة، ووالديها اللذين سوف يعلن تطويبهما في شهر تشرين الأول، قد تكون ليوني مارتين هي الفرد الرابع في عائلتها التي ستعلن قداستها وذلك بعد أن أطلقت مؤخراً الدعوى الخاصة بتطويبها.

فقد بوشر بدعوى تطويب ليوني من قبل الأسقف جان كلود بولانجيه من مدينة بوييو – ليزييو وذلك في كنيسة دير الزيارة في كين فرنسا، حيث قضت معظم حياتها وحيث وافتها المنية. وقد تم الاحتفال بالذبيحة الإلهية بعد افتتاح الدعوى.

وكان قد تم الإعلان عن نية فتح دعوى التطويب أصلاً بتاريخ 24 كانون ثاني حسبما جاء في صحيفة "لا كروا" الفرنسية اليومية. وقد تم الكشف على جثتها بتاريخ 25 نيسان، وهو إجراء روتيني في هذه الحالات يشمل فتح القبر والكشف على الجثة للتحقق من حالة رفاتها.

ومع فتح دعوى التطويب، فإن ليوني تلقت لقب "أمة الله"، وهي في طريقها إلى التطويب. وهي المرحلة التي تسبق عملية التطويب في إجراءات إعلان القداسة.

وخطوة الثاني من تموز تأتي كختام للمرحلة الاولى من تجميع الوثائق التاريخية الخاصة بحياتها.

وإن مباشرة دعوى تطويبها رسمياً يعني أن الاسقف بولانجيه قد تسلم "الموافقة الرسمية من الكنيسة الكاثوليكية" (لا يوجد ما يمنع)، وذلك من الناحية الأخلاقية والعقائدية الممنوحة من مجمع دعاوى القديسين، والتي حتى شهر شباط كانت مازال يجري انتظارها.

ليوني هي أخت القديسة تريز دي ليزييو، وهي البنت الثالثة للطوباويين لويس وزيلا مارتين، واللذين من المقرر أن يصبحا أول زوجين سيتم تطويبهما في نفس الاحتفال الذي سيقام في الفاتيكان بتاريخ 18 تشرين الاول القادم.

وسيتم الحدث بعد أقل من ثلاثة اسابيع من الاحتفال الذي يقام في الأول من تشرين الأول، لعيد ابنتهم، معلمة الكنيسة، القديسة تريزا للطفل يسوع.

وفي تصريح لقناة سي ان اى، قال الأب انتونيو سنغالي وهو من الآباء الكرمليين، أن كون الأخت "الصعبة" للقديسة تريزا سلكت طريق القداسة هو تذكير لنا بأن الجميع مدعوون إلى القداسة. واستطرد قائلاً: "رغم أنها طُردت من الدير ثلاث مرات، إلَّا أنها حققت هدفها بأن تصبح راهبة، وهذا يبين لنا أنه إذا واظبنا على المثابرة، فإنه بامكاننا تحقيق مشيئة الله".

"كانت الصعوبات التي واجهت ليونيا في الغالب بسبب القواعد الصارمة التي كانت مفروضة في الرهبنة التي انتسبت إليها، والتي كان من الصعب جداً التقيد بها في تلك الأيام. ورغم ذلك فإن هذا لم يجعلها تدفن الموهبة الوحيدة التي تلقتها والتي استخدمتها بشكل مثمر لتعيش دعوتها الرهبانية بشكل كامل".

وقد أشار الأب انتونيو سنغالي بأنه حتى قبل أن يُباشر في دعوى تطويبها، فإنه كان يتم تكريم ليوني بسبب تقواها، وأن قبرها الموجود في دير الزيارة في كين كثيراً ما كان يقصده الحجاج من سائر أنحاء العالم.

وأضاف الكاهن: "إنهم يأتون للصلاة، ويطلبون منها شفاعتها، ويجدون الراحة الروحية عندها، وإيمانهم يزداد قوة من المثل الصالح الذي يأخذونه من هذه الراهبة المتواضعة في دير الزيارة، وتشهد الرسائل الكثيرة على النعم التي حصلوا عليها بشفاعتها".

وكانت ليوني، التي اتخذت اسم الاخت فرانشيسكا - تريزا، تعاني من مشاكل صحية منذ طفولتها.

وأضاف الاب سنغالي قائلاً :"لم تكن ليونيا تتمتع بالصفات الإنسانية كبقية إخواتها، ولكنها عرفت كيف تستسلم كلياً إلى الله، الذي يدعونا دون النظر إلى صفاتنا. والجميع مدعوون إلى القداسة بدون استثناء".

وكانت ليوني على علاقة وثيقة مع القديسة تريزا، وكانت كلتاهما تتبادلان الرسائل. وبعد وفاة اختها القديسة، حاولت ليوني أن تدخل إلى الدير مرة أخرى، سائرة على "النهج الصغير" الذي رسمته القديسة تريزا، بالثقة بالله والاستسلام له.

وتابع الأب سنغالي قائلاً: "وفي النهاية تم قبولها في الدير، وهذا يبيّن أن تعليم تريز لم يُقصد به الراهبات الكرمليات فقط بل الجميع، مع النهج الصغير "الطريق الصغير" أصبحت ليوني راهبة أفضل في دير الزيارة، محافظة على البقاء في روحانيات القديس فرنسيس السالسي والقديس فرنسيس دي شانتال مؤسسي رهبنة الزيارة.

وتوفت ليوني في 17 حزيران من عام 1941 عن عمر يناهز 78 عاماً في دير الزيارة حيث كانت تعيش. وقد أصبح قبرها ملجأ للأهالي المهتمين في تربية أبنائهم، والذين يجدون فيها مثلاً أعلى ومصدر إلهام.