موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١٥ مايو / أيار ٢٠١٨
’الديتوكس التكنولوجي‘ هل هو مهم في حياتنا؟

علاء علي عبد - الغد :

نعيش حاليا في عصر رقمي متسارع، أصبحت فيه التكنولوجيا تؤثر في كل شكل من أشكاله.

تقدم الأجهزة التكنولوجية المختلفة العديد من الخدمات التي ساهمت بتيسير حياة المرء بشكل عام، فمن خلالها أصبح بالإمكان التواصل بسهولة ويسر مع من نحب حتى لو كانوا يعيشون خارج حدود دولتنا.
وأصبح المرء أكثر إنتاجية في عمله بعد أن أصبح بإمكانه إنجاز الكثير من الأشياء في وقت قليل، وإلى جانب هذا فقد أصبح بمقدور المرء متابعة صحته بشكل أسهل وأدق للحصول على العناية حال احتاج لها، حسبما ذكر موقع "PTB".

لكن، ومع كل ما سبق، فإن المشكلة تبقى أن العالم أصبح مشبعا بإفراط بالتكنولوجيا، وأصبح الكثير من الناس يعيشون في إدمان على تلك الأجهزة. ولهذا نشأ مصطلح "الديتوكس التكنولوجي"، فماذا يعني هذه المصطلح وما مدى حاجتنا إليه؟

"الديتوكس" هو عبارة عن عملية طرد السموم من الجسم كتراكم الأملاح وما إلى ذلك من خلال اعتماد المرء على تناول الفواكه والخضار المسلوقة فقط لفترة معينة حسب نظام الحمية التي يتبعها. و"الديتوكس التكنولوجي" يعتمد على أسلوب مشابه "للديتوكس الصحي" وذلك من خلال صيام المرء عن استخدام التكنولوجيا لفترة من الزمن لتخليص نفسه من الاعتماد عليها حد الإدمان أو قريبا منه.
وهنا يجب على المرء أن يحدد ما إذا كان بالفعل يحتاج لهذا "الديتوكس التكنولوجي" أم لا:

- هل تشعر بأن إدمانك التكنولوجي يعيقك عن تحقيق أهدافك؟ قد يبدو مصطلح "الإدمان التكنولوجي" وكأنه اخترع من قبل الآباء لإبعاد أطفالهم عن الإفراط باستخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة. لكن الواقع أن الرغبة الملحة التي يشعر بها المستخدم لتفقد هاتفه الذكي مثلا أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على حياته. ومن الأمثلة على هذا أن قيادة المرء لسيارته لا تستطيع كبح رغبته الشديدة بتفقد هاتفه الذكي مما قد يعرضه لحادث سير مثلا نظرا لقلة انتباهه على الطريق وصب تركيزه على الهاتف الذي بيده.
لذا، لو وجدت بأنك لا تستطيع مقاومة تفقد الإشعارات المتلاحقة التي تصل هاتفك الذكي، أو لو كنت تفقد تركيزك بمن حولك وأنت تتابع شاشة جهاز اللابتوب فاعلم أنك تحتاج "للديتوكس التكنولوجي".

- هل تجد صعوبة في الاستغراق بالنوم؟ يوجد العديد من الأسباب التي يمكن من خلالها توجيه أصابع الاتهام للوسائل التكنولوجية بأنها المسؤولة عن الأرق الذي نشعر به؛ فمن جهة يصعب على المرء أن يسمع رنين هاتفه الذكي الذي يخبره بوصول رسالة معينة ويتجاهله. ومن جهة أخرى فالضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية يسهم بجعل المرء يشعر بأنه أكثر نشاطا، وذلك بسبب تأثير هذا الضوء على الساعة البيولوجية في كل منا والتي تعد المسؤولة عن تحديد وقت استرخاء وخلود المرء للنوم ووقت استيقاظه ونشاطه. إذا لم تكن مقتنعا بأن تتبع نظام "الديتوكس التكنولوجي" فيمكنك الاستفادة منه بشكل جزئي من خلال الابتعاد عن تلك الأجهزة قبل ساعتين من خلودك للنوم.

- هل تجد صعوبة في إنشاء علاقات متينة مع الآخرين؟ "الديتوكس التكنولوجي" يلعب دورا مهما بإعادة تنشيط قدراتك على إنشاء علاقات قوية مع الآخرين من خلال قيامه باجبارك على إبعاد عينيك عن أجهزتك التكنولوجية والنظر للعالم من حولك. هذا الأمر سيجعلك أكثر قربا من الناس مما يطور مهاراتك على إنشاء علاقات متينة معهم الأمر الذي ينعكس إيجابا عليك. ولتأكيد الأمر فكر بالأمر كالتالي "من يحب أن يتحدث مع شخص يرى أن "فيسبوك" أهم منه ومن الحديث معه؟".