موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ مايو / أيار ٢٠١٩
’إيمان ونور‘.. 47 سنة في العالم و27 في الأردن

عمان – أبونا :

"إيمان ونور" حركة عالمية إنسانية، أسسها الراحل جان فانييه (توفي عن عمر 90 عامًا قبل ساعات)، تهدف إلى الإهتمام بالإنسان ذي الحاجات الخاصة، وهي منتشرة في معظم دول العالم. وقد زار الأردن مؤسس هذه الحركة جان فانييه لعدّة مرّات واطلع على ما تقدّمه الكنيسة والحركات التطوعية والحكومية لذوي الحاجات الخاصة في الأردن.

وقد بدأت حركة "إيمان ونور" في الأردن قبل سبع وعشرين سنة، فتكونت مجموعة من مطرانيـة اللاتين للإهتمام بالإنسان المحتاج. وقـد اتخذت هذه المجموعـة اسم: "أبناء الملكوت"، ذلك أن الإنسان ذا الحاجة الخاصة هو أيضًا مدعو للملكوت السماوي، فإذا ما تمادى أخوه الإنسان "المعافى" وهضم الكثير من حقوقه الأسرية والإنسانية والإجتماعية والوطنية، فإن حقوقه عند خالقه لا يعبث بها أحد. شأنه في ذلك شأن كل إنسان. وهذه المجموعة الأولى التي ضمت متطوعين ومتطوعات من عمان والضواحي والفحيص كانت نواة مباركة لمجموعات أخرى في الهاشمي والمصدار وجبل الحسين والزرقاء. وبالفعل، وبفضل الله، انتشرت مجموعات "إيمان ونور" في جميع أنحاء المملكة.

تقول لينا المصري، وهي أردنية تعمل مع ’إيمان ونور‘ منذ تأسيسها في الأردن، بأن الجمعية تمنح الأصدقاء المتطوعين صداقة حقيقية مع يسوع الحاضر في الشخص المعاق. وتصف "ايمان ونور" بأنها أخذ وعطاء. أما الصداقة بالنسبة لها فهي مجانية غير مكلفة، يكفي أن تشعر الأشخاص أنهم محبوبون ومهمون وليسوا على هامش الحياة، بل لهم الحق بالحب والحياة والصداقة.

أما الأعمال التي تقوم بها مجموعة إيمان ونور في الأردن "أبناء الملكوت" فهي تتناول النواحي الإنسانية للمعوقين. فليس للشخص المعوق سوى قلب مجروح، ولكنه قلب منفتح. فعندما يشعر أنه متروك، لا شيء يعيده للحياة سوى العلاقة الناعمة المليئة بالحب والثقة. فيجب أن يشعر بأنه محبوب وأنه مهم بالنسبة لأحد ما، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تشعره بوجوده مما يحول اضطرابه إلى سلام. هذا ما يقوم به المتطوعون في مجموعة أبناء الملكوت. إنهم يتصادقون مع الإنسان المعوق، صداقة مليئة بالصبر والإحترام والتقدير وفي كثير من الأحيان غيّرت هذه الصداقة مواقف أهل الإنسان المعوق نحوه إلى الأفضل.

أرقام الإعاقات في الأردن مذهلة ومخيفة، تصل تقريبًا إلى عشرة بالمائة من مجموع السكان. وهذا يعني أن في الأردن ما لا يقل عن 400 ألف إنسان معوّق. والمعوقون هم إخوتنا، لهم حقوقهم وكرامتهم الإنسانية. علينا واجبات كثيرة، ويجب علينا أن نحترمها وأن نلتزم بها. إن الإعاقات السمعية في الأردن، على سبيل المثال، لا تقل عن 60 ألف إعاقة، والإعاقات العقلية لا تقل عن 140 ألف إعاقة، والإعاقات السمعية تتجاوز ال 50 ألف إعاقة ما عدا الإعاقات الجسدية الأخرى والشلل الدماغي.

يقول القائمون على "إيمان ونور"، نحن بحاجة إلى الألوف من المتطوعين كي يصادقوا إخوتنا المعاقين، وما أكثرهم في الأردن. فالإعاقة مشكلة تهم المجتمع كما تهم الأسرة، ولا يجوز لنا أن نتجاهلها وأن نبقى مكتوفي الأيدي. الجرح كبير ومؤلم، يجب أن نشعر به وأن نعمل على توفير العلاج له.