موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر السبت، ١٩ أغسطس / آب ٢٠١٧
يستطيع أوسكار روميرو مساعدة الكنيسة في أميركا في سعيها نحو إصلاح الهجرة

بقلم: كريستوفر لامب ، ترجمة: منير بيوك :

قال رئيس أساقفة لوس انجلوس أنه يستطيع الأسقف السلفادوري أوسكار روميرو أن يحث الكاثوليك في الولايات المتحدة على أن يطالبوا بإصلاح الهجرة وببناء عالم أفضل. وأوضح رئيس الأساقفة خوسيه جوميز إنه على الكنيسة أن تسير على مثال روميرو لنشر "الحقيقة والعدل" بما في ذلك العمل على "إبقاء عائلاتنا معًا، وإعطاء حقوق لعمالنا، وفتح المجال أمام مواطنين جدد في أرضنا العظيمة".

وكان المطران المكسيكي المولود، من بين الناقدين العلنيين لحملة الرئيس دونالد ترامب المعارضة للهجرة، كما دعا إلى سياسات أكثر سخاءً للترحيب بالوافدين الجدد إلى الولايات المتحدة. وجاءت تصريحاته خلال القداس الذي جرى الإحتفال به يوم الأحد الماضي بمناسبة مرور مائة عام على ولادة روميرو، وهو رئيس أساقفة سان سلفادور السابق، والداعي للعدالة الاجتماعية، والمعروف عالميًا.

وقال رئيس الأساقفة خلال عظته في كاتدرائية لوس أنجلوس: "باسم أوسكار المطوب، دعونا نواصل العمل على بناء لوس انجلوس أفضل مما عليها الآن وعالم أفضل. دعونا نحمل رسالة المحبة، والرحمة، والحقيقة والعدالة الموجودة في الكتاب المقدس لكل ركن من أركان عالمنا".

وكان روميرو، بصفته رئيس أساقفة، ناقدًا للنظام الحاكم في السلفادور في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. وقد اغتالته قوات موالية للحكومة حينما كان يحتفل بالقداس الإلهي في عام 1980. كما تحدث علنًا ضد الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للنظام العسكري اليميني الذي تولى السلطة في عام 1980.

وعلى الرغم من استشهاده أمام الهيكل، فإن قضية إعلان قداسة روميرو قد جمدتها شخصيات محافظة داخل الفاتيكان لعقود. البابا فرنسيس –وهو أول حبر أعظم من أمريكا اللاتينية يتبع رسالة روميرو الكهنوتية- قد طوب رئيس الأساقفة الشهيد في العام 2015.

ووصف رئيس الأساقفة جوميز، في عظته يوم الأحد، عن روميرو بأنه "ابن الشعب السلفادوري الجدير بالفخر وقديس الأمريكيتين" الذي قدم حياته في "محبة الفقراء". كما تحدث عن ثلاثة آثار تركها الطوباوي التي جرى عرضها، وهي الميكروفون الذي استخدمه عند الاحتفال بالقداس في كاتدرائية سان سلفادور، وقطعة من القماش تحمل بقعًا من دمه يوم استشهاده، وصورة فوتوغرافية قدمها لسيدة مؤمنة قدمت له المساعدة. كان العديد من السلفادوريين من بين الحضور في القداس.

وأوضح رئيس الأساقفه أن الأمر يعود الآن إليهم للاستمرار "بثورة الحب" التي أطلقها روميرو من أجل "العيش بإيمان جديد، وأمل جديد، وحب جديد" وسط مشاكل العالم. وقال: "الله يعطي لكل واحد منا رسالة ما. إنها ليست مخصصة فقط للأساقفة، مثلما الحال في المونسينيور روميرو. كل واحد منا، مدعو لبناء ملكوت الله بطريقته الخاصة". وتابع "اعتاد أوسكار أن يقول بأنه على كل شخص أن يكون ’رسولاً ونبيًا‘ لله، ولمملكة المحبة، وللرحمة التي جاء يسوع المسيح ليعلنها".

وبالإضافة إلى موضوع الهجرة، هاجم رئيس الأساقفه جوميز -العضو في أوبوس دي (Opus Dei)- مشكلة الذين بلا مأوى لهم والمتفاقمة في لوس انجلوس، علمًا أن له شخصية وطنية متنامية كزعيم للأبرشية المترامية الأطراف المؤلفة من خمسة ملايين شخص، وهي الأكبر عددًا في الولايات المتحدة. كما أنه أيضًا نائب رئيس مجلس الأساقفة الأمريكيين.

وطوال فترة حياته، تأثر رئيس الأساقفة روميرو بقوة بروحانية "أوبوس دي"، وهي مؤسسة كاثوليكية تشجع الناس على تحقيق القداسة في الحياة اليومية، على الرغم من أن الصلة بين روميرو وهذه المجموعة قد تم التقليل من شأنها خلال السنوات التي تلت وفاته. إلا أنه في الآونة الأخيرة، فإن مسؤولي "أوبوس دي" كانوا أكثر صراحة حول قرب روميرو من مجموعتهم.

ومن غير الواضح متى سيتم إعلان قداسة رئيس الأساقفة المطوب أوسكار روميرو، على الرغم من أن رئيس الأساقفة فينتشنزو باليا، المسؤول عن قضية روميرو، قال الأسبوع الماضي إنه قد يتم ذلك في العام المقبل.