موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
يا ليت رب المجيء يأتي إلى قلبي

الشدياق فرح نفاع :

هذا العيد عيد الهدايا! هذا عيد الزينة والمنافسة عليها! عيد الشجرة الحلوة! وعيد المغارة! عيد الاواعي والتسوق وشو بدك يا بابا يجيبلك بابا نويل! اذا كنت شاطر رح توخذ هدايا حلوة واذا كنت بتغلب لا سمح الله!

طول عمرنا بنتذكر كل اشي بحاجة له نحنا بهالعيد وبننسى هو عيد شو! وهو عيد عشان شو! وهو اصلاً عيد ميلاد ولا مناسبة بس نتذكر كل هذا فيها!

وشو بالنسبة لصاحب العيد! اه نعم صحيح تذكرت عيد ميلاد يسوع هذا! عيد ميلاد اللي ما حدا حبني ورح يحبني مثل ما هو بحبني "لأنه ليس من حبٍ اعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل احباءه" (يوحنا 15: 14).

هذا انا كنت ناسي يا جماعة!

لما يكون عيد ميلاد شخص عزيز علينا ولما نيجي نطفي الشمعة ولا بدنا نوخذ صورة بكون هو بالنص بكون محور الجلسة ما هو مش معقول ومش منطق اعمل عيد ميلاد بدون صاحب العيد!

بس بالنسبة ليسوع شو! لا عادي يسوع قلبه كبير انا بهتم بكل اشي وبنسى اني ما عزمت صاحب العيد!! يمكن ابنائي بستنوا عيد الميلاد او طبعًا زي ما كلهم بعرفوه (Christmas) ويا خوفي اسأل بنتي عيد مين هذا العيد تحكيلي ما بعرف!

معقول انا بحتفل بعيد يسوع وهو مش معي! وهو مش جوا بيتي! جوا فكري وقلبي!

معقول!

طيب الكنيسة ليه بتحضرني ٤ أسابيع بزمن المجيء اذا انا بدي انسى حتى صاحب العيد!

صح اتذكرت انا بتحضر عشان استقبله قبل ما احضر هدايا الاولاد والاقارب! بتحضر اقبله بقلبي قبل ما انصب شجرة ومغارة فيها مجسم يسوع وامه وانا ناسي انه الاهم هو مش الزينة! وبتحضر اهم اشي لأستقبل اللي فداني بدمه وهو الذي أعطى كل شيء عشان يعطيني الحياة...

يا جماعة المجيء اللي بنحتفل فيه كل سنة الكنيسة بتسمية الميلاد بالنعمة، يعني ليس بالجسد كما كان الميلاد الأول ليسوع، ولا هو ميلاد بالمغارة ببيت لحم، ولكن هو ليس ايضاً ذكرة تاريخية نعيد ذكراها لمجرد ان نحتفل ولكن هو فعلا، ان عشنا واستعدينا لميلاد يسوع، سيكون ميلادًا له في حياتي وإعادة وجوده في داخل عائلتي وعملي وصداقاتي. لأنه إذا كان يسوع بداخلنا ومعنا وسمحنا له بالميلاد بنا ومعنا وبيننا نصبح مغارة بيت لحم الجديدة تستقبله على الرغم من بساطتها وتواضعها لكن باستعداد ووداعة لنكون حينها كما ارادنا هو ان نكون وديعين ومتواضعي القلب لنكون جاهزين لإستقباله دائما ووقتما يشاء ليجدنا دائماً جاهزين ومصابيحنا مشتعلة مليئة بالزيت منتظرين العريس ليجدنا جاهزين ليأتي وحين يقرع الباب يجعل له عندنا مُقامًا.

أعياد مجيدة وسنة مباركة