موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ١٢ أغسطس / آب ٢٠١٦
ومن حديث اللفظ ما أضحك

منال الفانك :

مع غزو التكنولوجيا، واقتحامها لأدق التفاصيل الحياتية اليومية، وكنتيجة لكل (غزوة) هناك غنيمة (لفظ)، اختصت به فئة عمرية، لها منا كل الاحترام والتقدير.

ألفاظ قد تبدو لنا ولمن بعدنا من الأجيال، عادية جدا، فهي التي اقتحمت عالم من سبقنا، وتعايشنا نحن ومن بعدنا معها. إنما طريقة صياغتها قد ترسم بسمة على وجوهنا.

خذوا مما قصدت هذه الطرف: سيدة وقور، ممتنة جدًا لما وصل إليه حال اليوم وهي في الغربة! تطلب من ابنتها "يا ميمتي هو افتحي هالآيس بوكس خلنا نتفرج عهالدنيا"، وما الآيس بوكس؟ ألا هو ذاته الذي أنا وأنتم عليه الآن الفيسبوك!.

طرفة أخرى بنكهة أقوى وأطيب. كما نعلم أن الأدراج متعبة، فما كان منه إلا ان يثني على الابو نصير، الذي لولاه لما استطاع بلوغ الطابق الرابع، وبعد التحري البسيط، اتضحت ماهية ذلك الابو نصير، فهو ببساطة الأصنصير، أي المصعد.

وهناك أسمع جد مستنكرًا تصرفات حفيده، الذي يمضي معظم وقته على (الانترنيكس)، اي الانترنت بعينه.

أما أعراسنا فلم تخل من طرف الكلمات! فهناك الجدة المنفعلة بالحديث عن عرس حفيدتها التي ركبت سيارة المايونيز، لتصل الكنيسة، وما تلك الكلمة الدسمة لوصف السيارة الفاخرة إلا بنظرها مرادفة الليموزين!

كم تشعر ببساطة أولئك الذين يصرون على استخدام ما هو سهل عليهم وبذات الوقت ما يوصل الفكرة. ما أجمل وأطرف قوافيهم أو سجعهم ومحسناتهم البديعية عندما تقتحم حديثًا. كم نحترم ناطقي تلك الكلمات، فهم جيل لوح الدراس والحصيدة، ومع ذلك واكبوا العصر، وألفاظه الهجينة إنما بما يناسبهم هم.

تطرب أذناي لتكرار سماعها، خاصة عندما تخرج منهم مع سبق الاصرار، وهم على يقين بأنها هي التي سترسم الابتسامة العفوية على وجوه من يسمع، لأنهم قد تنبهوا ورفضوا تصويبها، فهكذا أريح! كما أتمنى الآن أن تكون الابتسامة هي ذاتها على وجه من يقرأ الآن.

أحبتي، نهاركم مشرق كضحكة تنير وجوهكم الطيبة،
فهل بجعبتكم المزيد،
أم هل باتت الضحكة عملة نادرة يا صديقي الأردني؟