موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
وضع عيادة البابا المتنقلة تحت تصرف اللاجئين

بقلم: اندريا تورنيلي، ترجمة: سامح مدانات :

تم إيواء أول عائلة، من العائلتين، من اللاجئين اللتين يستضيفهما الفاتيكان في شقة داخل مدينة دولة الفاتيكان، وذلك بعد أقل من أسبوعين من إطلاق البابا ندائه بعد صلاة التبشير يوم الأحد الماضي، إلى سائر الجماعات المسيحية، والرهبانيات، والمزارات، والرعايا في أوروبا، داعياً كلاً منهم لاستضافة عائلة واحدة من اللاجئين. وقد أعلن ذلك الخبر مكتب المؤسسات الخيرية البابوية. كما صدر بيان بأن العيادة المتنقلة، والتي كانت حتى الآن تُستخدم للمناسبات التي يحضرها البابا، تقوم الآن بمساعدة اللاجئين والأفراد ذوي الأوضاع الشرعية وغير الشرعية في روما.

وقد جاء في البيان: "قبل بضعة أيام قامت رعية القديسة حنة في مدينة الفاتيكان، باستضافة عائلة لاجئة مكونة من أب وأم وطفلين. وقد هربت العائلة، وهي من المواطنين السوريين في مدينة دمشق، حيث كانوا يعيشون، بسبب الحرب. وصلوا إلى إيطاليا يوم الأحد، في نفس اليوم الذي قام فيه قداسة البابا بإطلاق ندائه بعد صلاة التبشير يوم الأحد الماضي، إلى سائر الجماعات المسيحية، والرهبانيات، والمزارات، والرعايا في أوروبا داعياً كلاً منهم لاستضافة عائلة واحدة من اللاجئين. الأسرة تنتمي إلى الملكيين الكاثوليك اليونانية من بطريركية أنطاكية".

تقيم الأسرة المكونة من أربعة أفراد في شقة قرب ساحة القديس بطرس، في الفاتيكان، وبالتالي فهي تقيم خارج الأسوار. ويمضي البيان إلى القول: "وقد بدأت على الفور عملية حماية وضع اللاجئين الدوليين، فوفقاً لقانون طالبي اللجوء، لا يمكن أن يقوم اللاجئون بالعمل لفترة الستة أشهر الأولى بعد أن يتم تقديم طلبهم باللجوء. خلال هذا الوقت، ستُقدم لهم المساعدة وسيتم ترشيدهم من قِبل جماعة رعية كنيسة القديسة حنة".

ويوضح وكيل الصدقات البابوي لدى الكرسي الرسولي، المطران كونراد كراجويسكي: "الى أن يتم البت من قبل الدولة الإيطالية بشأن منح صفة اللجوء لهذه الأسرة من عدمه، فإنه لا يمكن الإفصاح عن أي معلومات بشأن هذه العائلة. لذلك، ومن أجل حمايتهم أثناء هذا الإجراء للحصول على صفة الاعتراف بهم كلاجئين، فمن الأفضل أن تقوم وسائل الإعلام أيضاً باحترام رغباتهم وعدم الاتصال بهم أو إجراء مقابلات معهم". وفيما يتعلق بالعائلة الثانية التي من المقرر أن تستضيفها رعية أخرى من الفاتيكان، وهي رعية كنيسة القديس بطرس، فقد قال المطران كراجويسكي "نحن لسنا في وضع يسمح لنا بإعطاء أي معلومات حتى الإنتهاء من جميع الإجراءات الضرورية".

وفي هذا السياق يتابع البيان بالقول: من باب "المحبة المسيحية تجاه الفارين من الحرب والجوع"، فإنه من الجدير بالذكر الإشارة إلى أنه من خلال المكتب البابوي للأعمال الخيرية، قام البابوات في الماضي، ولسنين طويلة، بالمساعدة في دفع الرسوم الخاصة بإصدار تصاريح إقامات أولية للاجئين من خلال مركز (Astalli)، وهو المركز اليسوعي لخدمة اللاجئين وقد تم تصرف (حوالي 50 ألف يورو في هذا السياق عام 2014). بالاضافة إلى ذلك، فقد قام المكتب البابوي للأعمال الخيرية بمساعد العديد من اللاجئين وأسرهم كل يوم باسم قداسة البابا. ويقوم المكتب بتأمين الاحتياجات الاساسية، بما في ذلك احتياجات الرعاية الصحية والعديد من مراكز الترحيب واستقبال اللاجئين في روما".

وفي الختام أفاد المونسنيور كراجويسكي: "أنه منذ عدة أيام، يجري الآن استخدام عيادة متنقلة حديثة ومتطورة، والتي سبق وتم التبرع بها منذ سنوات لقداسة البابا، وقد كانت حتى الان تُستخدم حصرياً في المناسبات والفعاليات التي يترأسها قداسة البابا. ويتم حالياً استعمالها عدة مرات في الأسبوع لمساعدة اللاجئين في مراكز استقبال اللاجئين في المناطق التي تقع على مشارف روما، وتشمل المساعدة مَنْ هم بدون وضع قانوني". ويتابع: "المتطوعون الذين يقومون على خدمتهم (اللاجئين) هم من الأطباء والممرضات والحرس السويسري. كما يقوم موظفو الفاتيكان وكذلك موظفون من جامعة تور فيرغاتا في روما، وأعضاء معهد (Medicina Solidale Onlus)، للطب أيضاً على خدمتهم، وهو منظمة إيطالية غير ربحية لتقديم الخدمات الطبية.