موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ مايو / أيار ٢٠١٩
وزير خارجية هنغاريا: يجب أن نتكلم علنًا وعاليًا أمام اضطهاد المسيحيين

بيروت - وطنية :

دشنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، بالتعاون مع جامعة الروح القدس الكسليك وجمعية طاقة الإيمان اللبناني، المرحلة الأولى من مشروع ترميم الكنائس الممول من الحكومة الهنغارية، خلال حفل أقيم في باحة كنيسة مار نهرا في سمار جبيل في قضاء البترون.

وخلال الحفل، ألقى وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو كلمة قال فيها: "أنا فخور بأن أمثل بلدًا له تاريخ مسيحي عمره ألف عام. منذ أكثر من ألف عام، قدم ملكنا الأول ستيفن البلاد لمريم العذراء. لقد جمعت بلادنا المسيحية مرات عدة على مدى تاريخنا، وفي ظل ظروف صعبة للغاية. ولم نتخل عن إيماننا المسيحي أو تراثنا المسيحي أو ثقافتنا المسيحية، حتى في ظل أكثر الظروف صعوبة خلال الديكتاتورية الشيوعية مؤخرًا. إني أمثل بلدًا يتحدث المسؤولون المنتخبون عنه بصراحة ووضوح عن أهمية الحفاظ على الثقافة المسيحية والقيم المسيحية".

أضاف: "نحن نستعرض التحديات التي تواجهها المسيحية ونتحدث دائمًا بأمانة وصراحة عن مصير المجتمعات المسيحية في جميع أنحاء العالم. وهذا أحد اسباب تمكننا من بناء الصداقة والتحالف والشراكة الاستراتيجية مع لبنان. من الناحية الجغرافية، نحن بعيدون عن بعضنا البعض ولدينا عدد محدود جدًا من النقاط المشتركة في تاريخنا، لكن المسيحية هي بالتأكيد أفضل أرضية مشتركة بيننا. ونحن نعلم وندرك جيدًا أن محيطكم يمثل تحديًا كبيرًا. ولكن، صدقوني، تواجه أوروبا تحديات هائلة أيضًا. لقد تحدثتم عن تداعيات أزمة النزوح على أوروبا. كما تعلمون جيدًا، هناك محاولات في أوروبا لتغيير التركيبة السكانية في القارة، وثمة محاولات لمحو التراث المسيحي والقيم المسيحية في أوروبا، وهي القارة التي تأسست على المسيحية. نعتقد أن المسيحية تكرر نفسها. علينا الآن، نحن المسيحيين، أن نتأهب من أجل حماية المجتمعات المسيحية والقيم المسيحية والديانة المسيحية نفسها".

وتابع: "كما نعلم جميعًا، إذ نشترك في العديد من المحافل الدولية، أن السياسة العالمية والسياسة الأوروبية مليئة بالنفاق والمعايير المزدوجة. وإذا تحدث شخص ما عن حماية القيم المسيحية سيتم وصمه على الفور واقرانه بالديكتاتوريات المظلمة من القرن الماضي في أوروبا. إذا نظرت إلى تصريحات المنظمات الدولية، لن تجد إلا القليل عن الحاجة إلى حماية المجتمعات المسيحية حول العالم. نحن نعلم أن هناك منظمات سياسية وكذلك منظمات غير حكومية ترغب في تصوير نفسها على أنها آخر حماة حقوق الأقليات. ولكن هذه هي المنظمات ذاتها تشير إلى أن رهاب المسيحية Christianophobia هو آخر شكل مقبول من أشكال التمييز على مستوى العالم. وعلينا أن نرفض ذلك بشكل قاطع".

وقال: "في هذا السياق، علينا أن ننقل الحقيقة بصراحة شديدة، ونقول أن المسيحية أصبحت أكثر الديانات اضطهادًا على وجه الأرض. 80% من الرجال والنساء الذين يتعرضون للهجوم بسبب دينهم وإيمانهم هم من المسيحيين. في العام 2018، قتل 4000 مسيحي بسبب أدائهم واجبهم الديني. في كل شهر من العام الماضي، كان هناك أكثر من مائة كنيسة مسيحية تتعرض للهجوم. إذا نظرنا فقط إلى هذا العام، 2019، وجدنا أولاً أن هجومًا إرهابيًا قد استهدف قداسًا في الفيليبين. في غضون ثلاثة أسابيع فقط، قتل 120 مسيحيًا في نيجيريا. ويوم الأحد من عيد الفصح حدثت سلسلة من الهجمات ضد مسيحيين، كاثوليك تحديدًا، في سريلانكا".

وأردف: "يجب أن نتكلم عن كل ذلك علنًا وأن نرفع الصوت. علينا أن نوضح أنه من غير المقبول أن تتعرض مجتمعاتنا المسيحية لهجومات مستمرة في كل أنحاء العالم. ولهذا السبب أعتقد أنه لمن المهم أن نحتفل اليوم بترميم الكنائس وإعادة بنائها بدلاً من الحديث عن تدميرها. يجب أن تنتهي ثقافة الإفلات من العقاب. كل من يرتكب اعتداء على المسيحيين يجب أن يحاسب. ونحن الهنغاريين أنشأنا هيئة منفصلة في حكومتنا لها مسؤولية واحدة فقط وهي متابعة أوضاع المجتمعات المسيحية. وإذا وجدنا أن هناك مجتمعات مسيحية في حاجة، علينا أن نتصرف ونهب إلى مساعدتهم".

وأشار إلى أنه "بين عامي 2016 و2019 أنفقنا ما يقارب 30 مليون دولار عالميًا لمساعدة المجتمعات المسيحية على البقاء في أراضيهم في لبنان وسوريا والأردن والعراق ونيجيريا". وقال: "نحن نعيد بناء الكنائس والمدارس ومنازل العائلات المسيحية ونغطي نفقات المستشفيات المسيحية. وقد أطلقنا برنامجًا للمنح الدراسية للشباب المسيحي الذي يتعرض للتمييز".

وقال: "لقد توصلنا إلى اتفاق مع الوزير جبران باسيل على إعادة بناء 33 كنيسة هنا في لبنان، منها 14 قد تم ترميمها، وستتبعها 19 كنيسة. نحن سعداء للغاية لبدء المفاوضات حول كيفية الاستمرار في تنفيذ المشاريع التي تصب في مصلحة المجتمع المسيحي. وإني أقدر بالفعل انفتاح الحكومة اللبنانية على تنفيذ هذا المشروع معًا. نحن فخورون بأننا نسهم في تعزيز المجتمعات المسيحية هنا في لبنان. وأنا سعيد بمواصلة هذا العمل معكم".