موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
هل سيقوم البابا فرنسيس بزيارة تركيا في تشرين الثاني المقبل؟

فاتيكان انسايدر - ترجمة: أبونا :

تتحدث الأنباء عن احتمال قيام قداسة البابا فرنسيس بزيارة إلى تركيا في تشرين الثاني المقبل. وكان بطريرك القسطنطينية المسكوني قد أعرب عن أمله في أن يسير فرنسيس على خطى القديس أندرواس ويذهب في رحلة حج إلى تركيا بمناسبة عيد البطريركية المسكونية في 30 تشرين الثاني.

وقد أبدى البابا فرنسيس موافقته على الفور، ولكن هنالك حاجة لإرسال دعوة بهذا الخصوص من قبل الحكومة التركية. ووفقاً لماركو أنسالدو، مراسل الفاتيكان والمختص بالشؤون التركية، فإن أنقرة تستعد على ما يبدو لإرسال دعوة رسمية إلى الكرسي الرسولي لزيارة البابا، بحسب صحيفة "الجمهورية" الإيطالية.

ويتعامل الجانب الفاتيكاني بهذا الموضوع بحذر للغاية. ويعود ذلك بصورة جزئيةً إلى ما حدث قبل تسع سنوات وذلك في بداية حبرية بندكتس السادس عشر. في تلك المناسبة، تسلم البابا دعوة من البطريركية المسكونية لكن هذه الدعوة لم ترافقها دعوة رسمية من قبل السلطات المدنية. لكن يبدو في هذه المرة رغبة السلطات التركية في اتمام الزيارة في تشرين الثاني المقبل.

ونقل موقع "فاتيكان انسايدر"، المختص بالشؤون الفاتيكانية، عن مصادر داخل الكوريا الرومانية قوله: "يجري حالياً دراسة إمكانية الزيارة، لكن لغاية الآن لم يتم أي تأكيد رسمي". وأضاف الموقع "بالنسبة لنا هذا سؤال معلق".

لكن هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى معالجة. فوفقاً للتقرير السنوي الصادر عن مؤسسة "عون الكنيسة المتألمة" فإن السلطات التركية أعربت في العديد من المناسبات عن عزمها تحسين أوضاع الأقليات الدينية في البلاد، بعد ضغوط من قبل المنظمات الدولية.

فالقرار الذي اعتمدته لجنة الحريات الدينية في المجلس الأوروبي في آذار 2010، هو جزء من هذا المسعى. فقد دعا القرار تركيا الى الاعتراف القانوني بالاقليات الدينية مثل الكنيسة الكاثوليكية ذات الطقس اللاتيني على سبيل المثال. كما دعا أيضاً القرار تركيا إلى الالتزام بمكافحة جميع أشكال التمييز.

وكان رجب طيب أردوغان قد وعد في عدد من المناسبات إلى إعادة الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها من الأقليات الدينية في عام 1923 عندما تأسست الجمهورية التركية الحديثة وفي منتصف ثلاثينيات وستينيات القرن الماضي. وقد تم تقديم هذا الوعد، الذي وقّع ليصير مرسوما رسميا، إلى ممثلي 161 مؤسسة دينية مهتمة في هذه القضية.

تنتمي هذه المؤسسات إلى ثلاث أقليات غير مسلمة، تعترف بها معاهدة لوزان (1923) وهي: الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية (بقيادة بطريركية القسطنطينية المسكونية)، وأعضاء في الكنيسة الرسولية الأرمنية ويهود.

وفي تشرين الثاني قررت المديرية العامة للمؤسسات (هيئة حكومية) منحهم الاعتراف القانوني. فأعطى أردوغان للأطراف المعنية عاماً لتقديم طلباتهم لإعادة ممتلكاتهم أو الحصول على تعويض، بغض النظر عما إذا كانت هذه الممتلكات في يد الدولة أو تم بيعها إلى كيانات خاصة. وتشمل هذه العقارات كنائس، وأديرة، ومقابر، ومستشفيات، ومدارس، ومباني سكنية، وينابيع أو أراضٍ. وقد تم مصادرة أكثر من ألف موقع تابع للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية (ممثلة في بطريركية القسطنطينية المسكونية)، في حين تم مصادرة حوالى ثلاثين موقعاً من الكنيسة الأرمنية الرسولية، وفي الوقت نفسه تعود كل المقابر إلى الجماعة اليهودية التي كانت بحوزتها سابقاً قبل العام 1930.

ويحتج المونسنيور فرانسوا ياكان، النائب البطريركي للكلدان في اسطنبول، لاستبعاد كنيسته من هذا المرسوم، حيث لم يشر لاسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في تركيا في أي مكان في معاهدة لوزان، وذلك لانه ليس لها أي وضع قانوني على الإطلاق.

وأعلن المونسنيور ياكان عن نيته المطالبة بإعادة الممتلكات التي سيطرت عليها الدولة من كنيسته. الشيء نفسه ينطبق على الكنيسة السريانية الكاثوليكية حيث أنها لم تذكر في معاهدة لوزيان. وتعتزم هذه الكنيسة أيضاً المطالبة ببعض ممتلكاتها منها كنيسة القلب الأقدس في اسطنبول ودير مار أفرام، وبعض الأراضي في ماردين.

ولا يشمل كل هذا الممتلكات المصادرة من الأرمن وقت الإبادة الجماعية في عام 1915. وهو من الأمور المتنازع عليها من قبل بطريرك الكنيسة الأرمنية الرسولية آرام الأول (الذي مكث في كيليكيا في جنوب تركيا لمرة واحدة من ثم انتقل بعدها إلى لبنان لأسباب أمنية)، حيث كتب رسالة مفتوحة إلى أردوغان مؤكداً عدم كفاية قراره.