موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الثلاثاء، ٧ مارس / آذار ٢٠١٧
نساء العالم لا يزلن محاصرات بتقاليد التذكير الاجتماعي

بيروت – وكالات :

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "الحقوق القانونية للمرأة في تراجع مستمر، وهي غير مساوية لحقوق الرجل في أي قارة". جاء ذلك في رسالة له الإثنين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 آذار من كل عام.

وقال غوتيريش إن "النساء يتعرضن بشكل روتيني للتخويف والمضايقة في الفضاء الإلكتروني وفي واقع الحياة، وفي أسوأ الحالات يؤسس المتطرفون والإرهابيون إيديولوجياتهم حول إخضاع النساء والفتيات واستهدافهن بممارسة العنف الجنسي والزواج القسري والاسترقاق الفعلي". وأعلن أنه "بصدد وضع خريطة طريق ذات معالم قياسية في إطار الأمم المتحدة لتحقيق المساواة بين الجنسين".

والتزم بـ"زيادة مشاركة المرأة في الجهود الأممية لبسط السلام والأمن"، موضحاً أن "النساء المفاوضات يزدن من فرص تحقيق السلام المستدام، والنساء حفظة السلام يُقلصن فرص حدوث الاستغلال والانتهاك الجنسيين". واعتبر أن "حصول المرأة على خدمات التعليم والصحة، له منافع تعود على أسرهن ومجتمعاتهن المحلية وتمتد إلى الأجيال المقبلة، والبقاء لسنة دراسية إضافية يمكن أن يضيف ما يبلغ 25% إلى دخل الفتاة في المستقبل".

ولفت غوتيريش، إلى أنه "عندما تشارك المرأة مشاركة كاملة في القوة العاملة، فإن مشاركتها تهيء فرصا وتُحقّق نموا". وقال إن "سد الفجوة بين الجنسين في العمالة يمكن أن يضيف مبلغ 12 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي بحلول 2025".

وأكد الأمين العام للمنظمة الأممية، أن "زيادة نسبة النساء العاملات في المؤسسات العامة تجعلها أكثر تمثيلا، وينهض بالابتكار، ويُحسِّن عمليات اتخاذ القرار، ويحقق فوائد للمجتمعات بأسرها". وأفاد أنه "في جميع أنحاء العالم، يُساء استخدام التقاليد والقيم الثقافية والدين لتقييد حقوق المرأة، وترسيخ التحيز الجنسي، والدفاع عن ممارسات كره النساء".

ومضى قائلا "رغم بعض التحسينات، لا تزال المناصب القيادية في جميع القطاعات من نصيب الرجال، ويزداد اتساع الفجوة الاقتصادية بين الجنسين، بفعل المواقف البالية والغلو الذكوري المترسخ". ودعا غوتيريش، إلى "تغيير مختلف التمييز الذي تتعرض له المرأة بتمكين النساء في جميع المستويات، وبإسماع أصواتهن وتمكينهن من التحكم في حياتهن وفي مستقبل العالم".

وقال غوتيريش، إن الدراسات التي أجرتها المنظمة الأممية أظهرت أن "أكثر نساء العرب قهرا" هن المصريات والسوريات. جاء ذلك في كلمة لغوتيريش ألقتها نيابة عنه هناء الصراف، الموظفة الأممية، خلال احتفالية لمناسبة يوم المرأة العالمي، أقيمت الإثنين في مقر الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت "الاسكوا"، حملت عنوان "قبل أن تحتفلوا بها.. أعطوها حقوقها".

وتابع غوتيريش أن "أكثر نساء العرب قهرًا بحسب دراسات للمنظّمة، هن المصريات والسوريات، فالسيدة المصرية تصادفها صعوبات وعراقيل اجتماعية واقتصادية، إضافة إلى انتشار بعض الموروثات الثقافية التي ما زالت تصر على تحديد أدوار معيّنة للنساء فى المجتمع المصري".

ولفت إلى أن "نسبة الفتيات المتعلمات في مصر لم تتجاوز 45% في العام 2016"، مشيرًا إلى أن "الوضع ليس أفضل بالنسبة للمرأة السورية التي تعاني القهر الجنسي والاغتصاب والقتل، لاسيّما في أرياف سوريا حيث تتحكم قوة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى".

وأشار إلى أنه "بالرغم من التقدّم الذي أحرزته المرأة في السنوات الأخيرة، غير أنها لم تنل كافة هذه الحقوق، لاسيّما مع إنتشار داعش، التي تنكّل بالمرأة وتبيعها في سوق النخاسة، واستغلالها في أمور جنسية وحتى إرهابية".