موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
نرحب بالسيدة الكاتبة رنا حداد في أولى مقالاتها على موقع أبونا

الزرقاء - رنا حداد :

تقول الرواية التي نسبت إلى طبيب متقاعد كان جاره قد استغرب وجود علب شوكولاته كثيرة في مقعد سيارته الخلفي عندما سلم عليه.

تقول الأحداث أن الطبيب ابتسم للجار وبادره القول: "حاب تعرف السولافة، رافقني".

الجار -ولربما بدافع الفضول- قرّر أن يلحق "العيار لباب الدار" وعن علب الشوكولاته يعرف الأخبار.

بالفعل، ركب إلى جوار الطبيب، ومضى الرجلان في طريق ترافقهما رائحة الشوكولاته الأروع.

أماكن ومنازل متفرقة قصدها الطبيب.. وكان في كل مرة يتناول علبة من العلب الموجودة على مقعد سيارته الخلفي ويطرق باب منزل. بدا أن أهله يعرفونه جيدًا، فالابتسامة سيدة المشهد، وتعلّق أهل البيت بالطبيب والطلب منه المكوث لمدة أطول شواهد حب وقبول.

وهكذا انتهت جولة الطبيب وفرغ المقعد إلا من عدد قليل من علب الشوكولاته.

"جميل جدًا أن تهدي الحلوى يا جاري الطبيب الكريم وصاحب الكرم!"، لكن تنحنح الجار وزاد: "أليس من الأفضل لو أعطيت هؤلاء نقودًا مثلاً ليشتروا ما هو أفضل من الحلوى، كالخبز مثلا"!

ضحك الطبيب وتناول علبة من المقعد الخلفي وفتحها وبانت محتوياتها للجار.

العلبة مليئة بقطع الحلوى، ومبلغ نقدي بين الحبات!

أي جمال يحفل به قلب الطبيب.. قدّم المعونة مع حلوى.. بالحلوى.. مغلفة بألوان ورق السولفان.. لم يتباهَ بالعطاء.. أخفاه بعلب جميلة كجمال قلبه.

ما احوجنا في أمسيات الميلاد أن نغلف حبنا والعطاء بألوان الحب والفرح.. لا أن نظهرها علنًا مسببين الإحراج لأصحاب الحاجة والأقل حظًا من أحبابنا وأهل بيئتنا ووطننا.

لربما خانتنا طرق التعبير والتقديم في مرات سابقة.. لكن فرحة طفل المغارة ستكون تمامًا كفرح الطفل الذي استقبل الطبيب على باب منزله يحمل إليه الخير مغلفًا ومغطى بالشيكولاته.