موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠١٩
مهرجان في بيروت تكريمًا للمطرانين المخطوفين

بيروت - وكالات :

نظم "اللقاء الأرثوذكسي" والرابطة السريانية، في جامعة الحكمة اللبنانية، مهرجانًا تكريمًا لمطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم في الذكرى السادسة لخطفهما، بحضور ممثل رئيس الجمهورية وممثل رئيس مجلس النواب نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي، وممثل رئيس الحكومة اللبنانية النائب السابق عاطف مجدلاني، ولفيف من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية ومهتمين.

مخزومي

وقال رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي: "كنت أتمنى، أن أقف اليوم بينكم، مباركا بقرب حلول أعياد مجيدة، تتخللها ذكرى القديس جاورجيوس، التي شهدت عشيتها قبل ست سنوات، عملية خطف كبيرين من رجالات الدعوة إلى الإيمان، والعمل الحثيث في خدمة الإنسان، كل إنسان. كنت أتمنى أن يكتمل لقاؤنا اليوم، بحضور المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، لا أن نفتقد بركة هذا الحضور، فأمامنا الكثير مما نستكمله معا، كل من ناحيته، ومن على ناصيته، من أجل رفاهية أهلنا، وكرامتهم وسعادة أسرهم. هما، منذ اختارا رسالة الخدمة السامية، قد جعلا هموم الناس قاطبة شغلهما الشاغل، ولم ينشغلا عنها بأمر يخصهما، بل ثابرا على التضحية والعطاء، حتى بذلا في ذلك اليوم العصيب، حضورهما العزيز بيننا، من أجل إنقاذ إخوة لهما في الإنسانية والكهنوت".

أضاف: "الأكثر إيلاما من افتقادنا المطرانين الجليلين بيننا اليوم، صمت العالم المعتبر متمدنا، عن واقع بمثل هذه الهمجية النكراء. ربما، صعب على بعضهم التصرف، أو اتخاذ مبادرة ما، نحو معرفة مصير الأسقفين المفقودين، ولكن هل يصعب، بل يستحيل علينا الذكر والتذكر على الأقل، كي لا يكون نصيب هذه الفاجعة الإنسانية، تجاهلا ونسيانا؟ عذرا، فأنا أمام هول هذا الواقع الأليم، لن أعمد إلى مواساتكم بكلام معسول، عن التعايش والتسامح وتقبل واحدنا للآخر، فهذه التعابير، تستمد جدواها مما يكون بين الناس من فرق واختلاف، فهل نحن في الحق والخير والعدل والمودة، مختلفون كي نتعايش، ونتجاوز الاختلاف؟".

وقال: "نحن، في مواجهة الظلم واحد. نحن، في طلب الحق والعدل واحد، بل نحن في عين الله واحد. ونحن في وجعنا على غياب الوجهين الكريمين الجليلين، نفس واحدة. ليس المطلوب من إنسان، أن يتسامح ويتساهل ويتعايش مع نفسه، بل أن يواجه الدنيا كلها صارخا غير متساهل أو متهاون، عل العالم بأسره يفهم: إن كان هذا الصمت المريب الخامل يفقدنا حضور المطرانين ابراهيم واليازجي بيننا اليوم، فهو يفقد العالم المتمدن صدقيته وإنسانيته وكل ادعاءاته إلى الأبد".

أضاف: "إخوتنا، مسيحيو هذا الشرق، كم نحن بكم أغنياء، وكم أنتم لنا أبناء عم أعزاء. بما جمعنا من وعي وإدراك، واجهنا الغزاة من كل أصقاع الدنيا. لا فرقنا غربي يدعي الحرص على مقدساتكم ليكدس عنده الثروات، ولا باعد بيننا مملوك يستقوي برفع ديننا ويقيننا شعارا لتحقيق أطماعه. إخوتنا في الأرض والعيش والتراث، نحن جميعا أهل ود وخير. ننشىء المؤسسات، ونكرس القيم، ونمارس الشعائر، ونمجد الله جاعلين نجدة المحتاج ولقمة الجائع وحاجة المسكين ومعونة المظلوم وعابر السبيل، في طليعة عبادتنا اليومية المتكررة، مع بزوغ كل فجر وحلول كل غروب".

وختم: "بهذا المعنى، صلاتنا واحدة لأننا، بالعمل الصالح نعبد الله ونعامل العباد. وبهذا المعنى، خسارتنا جميعا كبيرة، في غياب المطرانين الجليلين، وسوف تكون لنا سعادة كبرى نتقاسمها بالتساوي، يوم يظهر المفقودان عائدين إلينا سليمين بإذن الله، فيشرق بيننا وجهان نيران يحملان إلينا معاني البر والإحسان، وبشائر الثواب والغفران".

أفرام

وفيما يلي نص كلمة رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام خلال المهرجان:

ستُّ سنوات. لغزٌ.
لا أثر لهما. أيقونتان أرثوذكسيتان.
لا بطلان عائدان محرَّران ولا شهيدان قدّيسان يُرزَقَان في السماء!
يا سعادة السفير الروسي إِحسبهُما رفاتَ جنديٍ اسرائيليٍ كان يغزو بلادَنا!
يا أميركا التي تُحصي أنفاسنا؟ ولوْ. لا نصدّق أنَّ أجهزتَك عمياء!
يا تركيا التي مرّ عبرها كلُ سلاح ؟ وكلُ معارضة؟ أين المطرانان؟
يا عرب! أصخرةٌ أنتم؟ ماذا يٌحرككم؟ أنظمةً وأحزاباً وثورات؟ هل ترون إِبادتَنا؟
يا غرب فقدَ قيمه والمبادىء. هل فقط تكمِّلون ما بدأه الارهاب وداعش
و" تشحنوننا" الى عندكم!
لا يمكن للعالم أن يُغمض عينيه ويدّعي أنه لا يعرف ولا يسمع ولا يرى!

كلُّنا المطرانان.
نحن لم نبخَلْ بشيء. هل من أحد يدلُّنا على طريق؟ على وسيلة؟ كيف نفكِّر بطريقة مختلفة ؟ كيف نصنعُ المستحيل؟ طرقنا أبوابَ العالم، قادةً رؤساء
وزراءَ حكوماتٍ أنظمةً سفارات شخصيات. تحّركنا كتبنا تظاهرنا. دون جدوى!

لن نسكتَ. لم يخطفْهُما شبحٌ أو جِنٌّ ولا نخافُ من شياطين!
سامحانا اذا قصّرنا!
صحيح . إننا أيتام الشرق! الهجرة والتهجير ذوَّبتنا. يئس شعبُنا .
فقد آخر الرجاء. لكننا من حلاوة الروح باقون.

وها نحن نفتخر أن تكون معنا الدكتورة رباب الصدر رئيسة مؤسسات الإمام المغيّب موسى الصدر بكل ما يرمز اليه، بكل مأساة خطفه أيضا
في شبه تطابق مع المطرانين! لا زمن يمحو المآسي.

ومعنا نائب بيروت فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار الوطني صوتاً لبنانياً مدوياً منفتحاً معتدلا رمزاً للعيش المشترك بعلاقات واسعة عربية ودولية.
ونريدهما دعماً لقضيتنا.

ست سنوات! العمر لحظة. والنضال ربما خرافة!
هلْ قاومنا حتى الثمالة لنستعيد الشرق
واحة حريات وكرامة لكل انسان لكل قومية لكل اثنية؟
هلْ أوقفنا مَنْ يخطف ويدمِّر ويفجِّر ويسبي ويكفِّر؟ هل جففَّنا
منابع فكر الحقد والغزو؟
هلْ مطلوب بعد أن نَسكتَ عن ذمية سياسية أو دينية أو حتى وطنية؟
هلْ مرفوضٌ إِلا أن نقبّل اليد التي تذبحُنا؟ تقتلُنا؟ تمحو تراثَنا والذاكرة والحضارة والآثار.

أيها الأحبة
تعالوا معاَ لقضية الشرق.
لا تسلّط ولا ارهاب.
شرق متنوع متعدد. لا لقومية واحدة لا لاثنية واحدة لا لدين واحد
ولا لمذهب واحد. ولا مكان فيه لتكفيري. ولا لارهاب له علمه وفكره وماله
وسلاحه ورجاله وخططه. كلُّ من يغمض عينيه او يدعم أو يموّل أويساير
أو يسكت هو شريك.
شرقٌ المسيحيون فيه سكَّرُه وملحُه.

أيها الاصدقاء تعالوا الى وطن ودولة. فلا تكاذب ولا تبعية
مطلوب ألا نتنازل عن حبة تراب ولا نقطة مياه ولا ذرة نفط.
ألاّ نتنازل عن أي مواطن.

لبنان بعد، هو التحدي.
أنْ يَثبتَ ويتصرَّف أولاً أنه دولة. بعد وقف التهميش واعادة المسيحيين الى السلطة، مطلوب الآن نهضة وثورة تقتلع فساد نظام. مطلوب دينامية واعطاء أمل وثقة ورجاء لشعب عبر انجازات قضاء حرّ نزيه كهرباء بيئة فرص عمل تقشف وعبر ورشة تعمل لعودة النازحين السوريين دون تذاكٍ وتلاعب بألفاظ وعبر الاصرار على دولة فلسطينية دون " صفقات قرن" ورفض التوطين.

البلد يختنق.
لا تنتظروا ارادات الخارج وقراراته.
وارفضوها حين تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا.
أوقفوا الكسل والدلع والنكد.

لبنان هو التحدي.
وأن يَثبُتَ هذا اللبنان رغم جراحنا نحن السريان وأبناء ما يسموننا " الاقليات المسيحية" من نظام عنصري يُلغينا. ليس هيِّناً علينا أن يعتبرونا مواطنين درجة أخيرة نحن من أعطينا لبنان دماً مقاوماً ذوداً عن حرياته وعن المسيحية فيه.

ليس هيَّنا أن نقبلَ – خاصة في عهد الرئيس العماد عون، حتى مع ارادته انصافنا حتى مع كفاح الوزير باسيل معنا أن لا نشارك في أي حكومة منذ الاستقلال- ما هذا الغبن؟ وماذا نقول عن العلويين أليسوا لبنانيين أم أنهم أيضا حرف ناقص؟

بئس هكذا نظام. سنبقى نناضل مع أصدقائنا وحلفائنا . سنكسر هذا القيد
ولو متأخرين ولو أننا فشلنا حتى الآن. في الوزارة في انصافنا في الادارة وفي زيادة
عدد نوابنا.

أيها المسيحيون،
أدعوكم من جديد الى وقفة ضمير أمام التاريخ فيما هو أبعد من صراع على السلطة. ليس لدينا ترف الاختلاف ولا التفرقة ولا الزواريب ولا العشائرية ولا المصلحية
فلنتوحّد ونحفظ مقعداً لنا على طاولة الشرق القادم لنكون لاعبين وليس حجارة أو بيادق أو فيشاً في لعبة الأمم أو ننقرض! نتوحد ليس ضد أحد، ولا تعصباً ضد أحد، بل من أجل الوطن. ميشال عون الرئيس القوي فرصتنا. أنجز قانون انتخابات، أنجز أمناً، فلنكن واحداً لحلول الناس وللتصدي لما يحاك.
صحيح أنه عالم مجنون لكن ليس قدرا أن نموت. نحن نؤمن أن الفصح قائم فينا. إن الله يعترف بنا.

نحن قياميون لأن المسيح دحرج الحجر ووطىء الموت.
هكذا نؤمن.
أُنهي بشعر لدولة الرئيس ايلي الفرزلي في ذكرى سيفو مئة عام
"نحن السريان لسنا من سلالة الخنوع، يأتينا الموت كالثلج...
ولأننا القضية لن نخلع جلدنا والهوية".

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…