في بلادنا مقاصد سياحية اثرية ودينية وبيئية وتاريخية وعلاجية خلابة فاتنة تمثل مادة اعتزاز وطني وانجازا انسانيا تصبح زيارتها واجبا وطنيا علينا وتملي علينا استحقاق تعريف أبنائنا واهلينا الذين علينا واجب مقدس هو أن ندفعهم إلى حيث عناصر القوة والعمق والثراء والبهاء.

هذا التعريف العلمي الميداني لمن نحب يجب ان يتواصل ويتراكم ليكون تعريفا مباشرا متواصلا بوطنهم العظيم ومقومات قوته وعزته.

كانت المدرسة الاردنية العسكرية والحكومية هي من عرفتنا بوطننا في ستينيات القرن الماضي. عرفتنا بالبحر الميت والقدس وكنيسة القيامة وأريحا والمغطس ونابلس وطولكرم وأهل الكهف وابي عبيدة والبتراء وشهداء مؤتة وقلاع الكرك والشوبك وعجلون والقصور الصحراوية وام قيس وماعين والبربيطة وعفرا.

وفي سياق برنامجنا «اعرف وطنك تحبه اكثر» نفذنا في اليومين الماضيين برفقة عدد من أعضاء جمعية الحوار الديمقراطي الوطني واصدقائنا زيارة إلى وادي رم- وادي القمر لمراقبة غروب الشمس وشروقها الموصوفين للذين يقصدون وادي رم، الذواقين من كل أنحاء العالم لمراقبتهما.

في كل مرة يقصد المواطن وادي رم يكتشف رحابة وفتنة وبدائية المكان تزيده شغفا وتحثه على تكرار التجربة والارتماء في أحضان هذه التحفة الاردنية البيئية الشاسعة.

وواصلنا الارتحال في ربوع الوطن فزرنا البتراء التي لا نظير لها في العالم. البتراء التي هي جبل وزند وازميل تشهد على صلادة روح هذه الأمة وعزمها وذوقها وعلى خلود وعظمة هذا الوشم على جبينها.

ومعلوم ان السياحة الداخلية بالسيارات في الوطن تمكننا من معرفة ومحبة المكان الاردني المرتبط بالزمان.

ان مغطس السيد المسيح عليه السلام في سويمة ينتظركم مسيحيين ومسلمين.

وان محمية ضانا، الأولى على مستوى العالم تفرد جبالها لاستقبالكم.

منافع المياه المعدنية في ماعين وام قيس وعفرا والبربيطة، لا تحصى. تدعم الحمل وتعالج الضعف الجنسي وتنظم كهرباء القلب وهي علاج لا مثيل له لامراض الجلد والجهاز التنفسي.

مواقع لا تضاهى في فوائدها.

اما البحر الميت -بحيرة لوط- فله فرادة موصوفة. فيها أعلى نسبة اكسجين في العالم وقضاء ساعتين في منطقة البحر الميت تعادل تناول كمية كبيرة من ادوية الاسترخاء وإزالة التوتر.

أضرحة شهداء مؤتة رضوان الله عليهم، لها علينا حق السلام. وموقع أهل الكهف المذكور في القرآن الكريم، يقع على مرمى كيلومترات من العاصمة.

اما مأدبا أقدم الكنائس وأطيب الناس، فهي مقرط العصا.

المواقع الأثرية والتاريخية الأردنية لا حصر لها.

لا يعرف الأردن شبرا شبرا إلا الجنود، ولذلك هم يحبونه ويفتدونه ويرتقون إلى ذراه فيجعلون عيشنا احرارا عيشا ممكنا.

وان من يعرف وطنه أكثر، يحبه أكثر.

(نقلا عن الدستور الاردنية)