موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٠ مايو / أيار ٢٠١٨
من هو الأسقف الذي خطف الأضواء في الزفاف الملكي؟

موناليزا فريحة - النهار :

في يوم تنافس فيه المشاهير والضيوف الملكيون مع الامير هاري وعروسه ميغان ماركل، على الاضواء، سرق الاسقف مايكل كاري الكثير من الانتباه من المراسم الملكية، بعظته الحماسية التي ألقاها في الزفاف الذي أقيم في كنيسة القديس جورج في ويندسور.

بدأ كاري عظته النابضة واختتمها باقتباسات من مارتن لوثر كينغ، مثيراً الكثير من الحماسة داخل الكنيسة وخارجها وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وما قاله: "عندما يكون الحب هو الطريق، فإننا نعامل بعضنا البعض بشكل جيد، لأننا في الواقع عائلة... عندما يكون الحب هو الطريق، نعرف أن الله هو مصدر لنا جميعًا، وأننا إخوة وأخوات، أبناء الله... إخواني وأخواتي هذه سماء جديدة، أرض جديدة، عالم جديد، عائلة إنسانية جديدة".

وقال أيضًا إن "الحب الذي جمع وسيربط الامير هاري وميغان ماركل معًا منبعه وأصله الله، وهو مفتاح الحياة والسعادة. لذا نحتفل ونصلي لهما اليوم". وعن الحب أيضًا قال لهما: "هناك قوة في الحب. الحب يمكن أن يساعد ويشفي عندما يعجز أي شيء آخر. هناك قوة في الحب...".

كانت يدا الاسقف وملامح وجهه كلها تتحدث في العظة، وبدا العروسان يتابعانه باهتمام. ولم تخف ميغان ابتسامتها مرة بعد أخرى عندما كانت تصدر عن كاري نبرة عالية أو حركة لافتة. وشوهدت الملكة ايضًا تستمع اليه باهتمام وربما استغراب، بينما تبادل بعض الضيوف نظرات الاستحسان وهز آخرون برأسهم خلال العظة. كل هذا أضفى على الاجواء الاحتفالية التقليدية نكهة خاصة.

هو

كاري (65 سنة) صار الاميركي الاول من أصل أفريقي يرأس الكنيسة الاسقفية عام 2015، وهو معروف بأسلوبه المسلي في الوعظ. فلطالما حول كلماته من وراء المنبر ميلودراما وانتقادات سياسية مفعمة بالفكاهة.

وكان الامير هاري وميغن ماركل قالا إنهما ناقشا خيارهما للعظة مع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي الذي يعرف كاري جيدًا. ولكن الاسقف المتحدر من شيكاغو لم يلتق هاري وميغان شخصيًا، الا أنه يعتقد أنهما تعرفا عليه قبل الزفاف. ووصفه بيان لقصر باكينغهام بـ"شخصية مناسبة" للتحدث في عرس ملكي.

وكان ويلبي الذي أعطى سر العماد لماركل في الكنيسة الانكليزية في آذار الماضي أبدى اعجابه بكاري في تغريدة، قال فيها: "أنا سعيد أن الأمير هاري وميغان ماركل قد طلبا من الأسقف مايكل كاري أن يعظ في حفل زفافهما... هو راعٍ رائع، واعظ مذهل، وشخص له وقادر على نقل كلمة المسيح".

وشكل اختيار كاري مفاجأة للبعض، كونه ليس صديقًا للعائلة الملكية. ففي زفافهما عام 2011، اختار دوق ودوقة كامبريدج ريتشار تشارتر، الأسقف السابق للندن والصديق السابق لأمير ويلز لالقاء العظة التي استمرت سبع دقائق اعتمد فيها خطًا يربط بين التقليد والحداثة. وبقي اقتباسه من القديسة كاترينا السيانية: "كن من يهدي الله لك أن تكون، وستشعل العالم"، إحدى أكثر الذكريات الراسخة من ذلك اليوم.

وكاري، سليل العبودية، ولد في شيكاغو عام 1953 ، قبل ان ينتقل الى بوفالو بنيويورك، إذ كان لا يزال ولدًا. وتحول مع أمه من الكنيسة المعمدانية الى الكنيسة الاسقفية. ولاحقاً، صار كاري ناشطاً حقوقياُ ساعد على انهاء التمييز العنصري في مدارس بوفالو.

سيم كاهناً عام 1978 وانتقل الى كاروينا الشمالية حيث خدم في كنيسة سان ستيفان الاسقفية، قبل أن يتنقل في رعايا في أوهايو وبالتيمور. انتخب الاسقف الحادي عشر للأبرشية الاسقفية لكارولينا الشمالية عام 2000. وبعد 15 سنة أمضاها في كاليفورنيا الشمالية انتخب رئيسًا للكنيسة الاسقفية عام 2015 بغالبية كبيرة. وعن انتخابه لذلك المنصب قال مرة: "جدتي لم تصدق وصول باراك أوباما الى البيت الابيض، وأعرف أنها لم تكن لتصدق أن حفيدها سيرأس الكنيسة الاسقفية".

بصوته العميق ونبرته الايقاعية، تستقطب خطبه الملهمة، وإن كانت طويلة، انتباه أي جمهور، بما في ذلك الالاف الذي يتابعونه على يوتيوب. ويقول متابعون أنه حيثما يعظ يستخدم النكات والشعر والرواية لجذب الجماهير.