موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٩ يونيو / حزيران ٢٠١٨
من أجلك يا مدينة السماء أبكي

د. حنا عيسى :

تمرّ القدس اليوم في أخطر اللحظات، فالاستعلاء الصهيوني قد بلغ أوجه: قتل، وتشريد، وهدم للمنازل، وحصار اقتصادي خانق، وحفريات مستمرة، وحرمان للمقدسيين من الصلاة في الأقصى.

إن لكنيسة القيامة وللمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، ومدينة القدس بصفة عامة مكانة رفيعة سامية، فهي عالية المنزلة، عزيزة الحمى وذلك يستوجب على الأمتين العربية والإسلامية بذل الغالي والنفيس في سبيل انقاذها ورد المعتدين عنها، لذلك فإن الواجب على العرب والمسلمين أن يقوموا بدورهم المطلوب بشتى الوسائل والطرق، وواجب المسيحيين والمسلمين تجاه القدس متمثل في جوانب متعددة مبيّنة في المطالب الآتية:

أولا: اتخاذ خطوات عملية وضرورية لدعم مدينة القدس المحتلة، وخاصة القطاعات الهامة المتمثلة في الصحة والاسكان والتعليم، لما لها من اهمية في تجذر المقدسي في ارضه ومقاومته لمشاريع الاحتلال التهودية.

ثانيا: اتخاذ التدابير العملية لنصرة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس ووضع حد لانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق المسجد الاقصى المبارك.

ثالثا: مطالبة المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لوقف النقل القسري المهدد للمقدسيين وتأمين الحماية للفلسطينيين في الأرض المحتلة، ووقف انتهاج سياسة التطهير العرقي التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، وتحريك دعاوى امام محكمة العدل الدولية ولجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لوقف اسرائيل تنفيذ قرارها المخالف للعرف والقانون الدولي والمطالبة بالغاء قانون المواطنة والدخول إلى إسرائيل، لما ينطوي عليه من تمييز عنصري ضد الفلسطينيين، وضمان حرية الفلسطينيين في القدوم إلى القدس والخروج منها، والإقامة والعيش فيها.

رابعا: مطالبة الدول العربية الإيفاء بما تعهدت به من التزامات مالية لدعم الموازنة الفلسطينية وفق كافة القرارات التي تم اتخاذها في القمم العربية.

خامسا: مطالبة القائمين على الصناديق التي أنشئت من أجل القدس تفعيل عمل تلك الصناديق، دعماً لصمود أهل القدس وتثبيتهم في مدينتهم.

سادسا: تحتم الضرورة فضح السياسات الإسرائيلية في مدينة القدس من خلال نشر ملفات وثائقية في وسائل الإعلام العربية وغير العربية يبرز من خلالها بشكل دوري الإجراءات الإسرائيلية الحثيثة لتزوير حضارة القدس وتاريخها العربي الإسلامي والمسيحي على حد سواء.

سابعا: ضرورة العمل العربي والإسلامي المشترك في الحقل الدبلوماسي والسياسي، ومطالبة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بقضية القدس، وفي المقدمة منها تلك التي أكدت على ضرورة إلغاء الاستيطان الإسرائيلي في القدس وبطلانه.

ثامنا: ضرورة مطالبة دول العالم الضغط على الولايات المتحدة بإلغاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والانضمام إلى المجتمع الدولي في مطالبتها بإعادة الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الأخرى التي احتلتها في حرب يونيو حزيران 1967م.

تاسعا: التأكيد على ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية وان السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بقيامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران سنة 1967م وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

عاشرا: تحذير الاحتلال من ان العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها واستمرار محاولات إسرائيل (وهي) القوة القائمة بالاحتلال تغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.