موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٣٠ ابريل / نيسان ٢٠١٥
منظّمة "شهود يهوه" مجموعة يهودية صهيونية مخالفة للدين والوطن

الأب د. بيتر حنّا مدروس :

بضغوط أجنبيّة تسعى منظّمة "شهود يهوه" إلى نيل الاعتراف بها من السلطة الوطنية الفلسطينية مع العلم أنها لا تعترف بالسلطة الوطنية لا الفلسطينية ولا بأيّ وطن أخرى ولا أية سلطة مدنية أخرى (حسب تفسيرها وترجمتها لرومية 13: 1، أي الخضوع فقط لسطتهم الرئاسية في بروكلين - أمريكا). فعلاً، لا تعترف هذه المؤسسة الأمريكيّة لا "بالدين المنظّم" ولا بالوطن وبعض تعاليمها مخالف بشكل خطير للأخلاق إذ تعلّم أنّ "المسيحيين ليسوا خاضعين للوصايا العشر" ("ليكن الله صادقاً" ص 221، "النّور لطلاب الحياة" ص 223).

1. عدم الاعتراف بمؤسسة "شهود يهوه" انطلاقًا من موقف الكنائس الثلاث في فلسطين أي الكاثوليكية والأرثوذكسية واللوثرية-الأنكليكانيّة. الكنائس ذات الإلمام اللاهوتي والبيبلي (أي المستند إلى الكتاب المقدس) بالأمور الدينية المسيحية وهي لا تعترف بهذه الفئة ولا بسواها.

2. مؤسسة "شهود يهوه" تقاوم وتنتقد "الدّين المنظّم" بما فيه الإسلام: تكتب رئاسة "شهود يهوه" (من بروكلين، نيويورك) في كتاب "الحقّ يحرّركم" (ص 348): "إنّ نسل الشّيطان هو الدّين المنظّم". الامرأة (الرمزيّة في سِفر الرؤيا) هي الزّانية العظيمة التي لها علاقات دوليّة: إنّها ترمز إلى نسل الشيطان الذي هو الدّين المنظّم". وفي ص 352 من الكتاب نفسه: "وبما أنّ الدّين والوحش (أي الشيطان) يحاولان أن يتسلّطا على الأرض دون "ربّ الأرباب وملك الملوك"..." وفي ص 338: "(يحفظ مقتفو خطوات المسيح...) أيديهم طاهرة وبلا دنس من هذا العالم: عالم السّياسة والتّجارة والدّين". أيضًا "يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض"، ص 184 وتابع، وهو هجوم على "الكنائس" وعلى كلّ الأديان.

وكتب رئيسهم الثاني "رذرفورد" في مؤلّفه "الدّين" سنة 1940، ص 84 (الطبعة الإسبانيّة": "اقرأوا مجلّة "برج المراقبة" عدوّة الدّين ومؤيّدة الثيوقراطيّة". والثيوقراطيّة تعني مبدئياً "حكم الله" ولكن في الواقع –في كتاباتهم- دولة من اليهود ولليهود في فلسطين".

3. مؤسسة "شهود يهوه" لا تعترف بالوطن بل فقط بـ"حكومة الله" ("يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض" ص 127-134، طبعة 1990). أمّا "محفل" (والتعبير عبريّ هنا أيضاً ويعني اجتماعهم العام) من تاريخ 15-17 آب 2014 فكان موضوعه: "من هو مؤهّل أن يحكم الأرض؟" و"حكومة عالميّة" (أي رفض لكلّ السلطات المدنيّة والأوطان): "لمَ نحن بحاجة إليها؟ هل هي من نسيج الخيال...؟" في حالة فلسطين لا تعترف منظّمة "ِشهود يهوه" بالوطن بل بـ"أرض الميعاد" لليهود، كما سنبيّن لاحقًا، من كتاباتها القديمة والحديثة.

4. يرفض "شهود يهوه" الخدمة العسكريّة والنّشيد الوطنيّ وتحيّة العلم الوطنيّ وتحسب كلّ هذه الأمور "عبادة وثنيّة"، مشبّهة إيّاها بتمثال أو صنم كبير بناه الملك البابلي الوثنيّ نبوخدنصّر! راجع "برج المراقبة" on line على الخطّ الإلكترونيّ سنة 2013. وبالفعل، اصطدمت مؤسسة "شهود يهوه" مع العديد من الدول التي حظرتها حينًا أو حدّدت نشاطها حيناً، مثلاً سنغافورة، الصين، فييتنام، دول إسلامية كثيرة (وخصوصاً جامعة الدول العربيّة) بنين، اثيوبيا (سنة 1957)، غانا (نفس السنة)، كوبا، اريتريا (خصوصًا سنة 1994) جيورجيا (سنة 1996).

5. جامعة الدّول العربيّة تحظر جماعة "شهود يهوه": "بتاريخ 16-6-1965 ورد كتاب من الأمين العام للجامعة العربيّة الدكتور سعيد نوفل يبيّن أنّ القرار (بحظر "شهود يهوه" لم يكن مقصوراً على دولة واحدة (الأردنّ) بل شمل جميع الدول العربية بلا استثناء، بالإضافة إلى إمارات الخليج العربيّ، الأمانة العامّة، إدارة شؤون فلسطين 5867". وسورية منعت الجماعة اليهوهيّة تحت رقم 1373 بتاريخ 2-8-1951، مصر: قرار وزاري رقم 155 مشابه بتاريخ 2-6-1960، ولبنان تحت رقم 5246 في 14-8-1954.

6. مؤسسة "شهود يهوه" مخالفة للأخلاق إذ تعلّم أنّنا "لسنا خاضعين للوصايا العشر": "يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض"، ص 206.

7. مؤسسة "شهود يهوه" عدوّة الحياة بما أنها منذ سنة 1939 ترفض نقل الدم (وقبل ذلك التطعيم وزراعة الأعضاء)": مجلّتهم "استيقظ" من 22-3-1958 - ص 23 (الطبعة الإسبانية)، "الدم والطب وشريعة الله"، ص 3 و10 و11. ممكن للمرء أن يرى على الشبكة العنقودية الإنترنت لوائح أعضاء البدعة الذين توفّوا لأنهم رفضوا نقل الدم Watch Tower Memorial. من هذه اللائحة الطويلة يورد أنطونيو كاريرا أسماء كثيرة بما فيها لأطفال حتّى سنة 1978، والوضع قائم حتّى أيّامنا، مع الأسف.

8. يرفض "شهود يهوه" اي نشاط اجتماعيّ ووطنيّ وإنسانيّ: ممنوع عندهم الاشتراك في الكشّافة أو النوادي العائلية أو المؤسسات الاجتماعيّة الخيريّة ويحسبون أنفسهم "منفصلين عن نظام الأشياء الفاسد هذا" اي هذه الدنيا: "يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض" ص 212. هم عبء على المجتمع والوطن: يريدون منه "حقوقهم" ولا يقومون بواجباتهم.

9. مؤسسة "شهود يهوه" يهوديّة الانتماء عقائديًّا لا مسيحيّة: "بناء على أشعيا 43: 10 و12 اسمها "ِشهود يهوه" (منذ سنة 1931م) والواقع أن كلام الله في سِفر أشعيا موجّه إلى اليهود، وفقط إلى اليهود لا سواهم: "وليس بينكم غريب"! "شهود يهوه" ينسبون أنفسهم إلى العهد القديم واليهوديّة مع أن السيّد المسيح قال لرسله وتلاميذه أي للحواريين والتابعين: "ستكونون لي شهودًا". كلمة "يهوه" غير واردة في العهد الجديد، والمسيحيون هم "شهود للمسيح" خصوصًا لقيامته المجيدة بالجسد المصلوب نفسه- وهذا ما تنكره رئاسة "شهود يهوه". (أعمال الرسل 1: 7 وتابع).

10. يعلّم "شهود يهوه" أنّ العهد الجديد ليس إلاّ "مُلحق وإضافة" على العهد القديم أيّ أن الكتابات العبرية اليهوديّة أهمّ من الإنجيل المقدس الذي ما هو إلاّ ملحق وإضافة! ترجمتهم "العالم الجديد" ص 590: "بما أنّ الأسفار اليونانية المسيحية (يقصدون العهد الجديد ولكنهم مثل اليهود لا يدعون العهد القديم قديمًا) كانت إضافة وتكملة موحى بها للأسفار العبرانيّة، فهذا الاختفاء (لاسم "يهوه"...) من النص اليوناني...".

11. كلّ أجهزة مؤسسة "شهود يهوه" عبريّة يهوديّة من العهد القديم: اسمهم "شهود يهوه" يهودي عبري من اشعيا 43، مجلتهم الرسمية "برج صهيون للمراقبة" واليوم "برج المراقبة"، ولا وجود لأي "برج مراقبة في العهد الجديد أي الإنجيل بل في العهد القديم حول المدينة المقدسة، رئاستهم في بروكلين نيو يورك "بيت إيل" "عن تكوين 28 : 17-19(مثل القيادة العامة للجيش الأسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة)، راجع كرّاس "من يفعلون مشيئة يهوه اليوم" ص 21 ، مدارس "التبشير والوعظ": "جلعاد"، الأعضاء غير المتعلّمين "جبعونيون" من "جبعون".

12. لا يحتفل "شهود يهوه" بأي عيد مسيحي بل ب"العشاء الأخير" حسب 14 نيسان قمري أي عبري.

13. "شهود يهوه" مؤسسة صهيونيّة تدعم الصهيونيّة باسم "الكتاب المقدّس":

دعمها للصهيونيّة مفضوح حتّى سنة 1932 باعتراف مجلتهم "برج المراقبة" أي "برج صهيون للمراقبة": في كتبهم "الخلاص" ص 287 و311-312، "الحكومة" ص 92 وص 188 و196، "رواية الخلق المصوّرة" ص 53، "نظام الدهور الإلهيّ" ص 272 و331، "قيثارة الله" ص 303، "ملايين من الذين هم أحياء اليوم لن يموتوا إلى الأبد" ص 6 و30 (في مديح مؤسس الصهونية تيودور هيرتسل). وفي 2 نيسان 2005 يروي موقع لبرج المراقبة إلكتروني أن سنة 1891 اقترح رئيس "تلاميذ التوراة" ومؤسسهم تسالرز راسل (لاحقاً سيدعون أنفسهم "شهود يهوه" سنة 1931) اقترح على البارون روتشيلد والبارون هيرش خطة لكي يستولي اليهود على الأراضي غير الفردية للعرب في فلسطين لصالح اليهود طبعًا!.

تعترف مجلة برج صهيون للمراقبة (عدد 15 تموّز يوليو 1985 ص 8 العمود الثاني رقم 2: "حتى السنة 1929 ظنّ أعضاء "جميعة تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الأمم" (اي "شهود يهوه" لاحقًا) ظنّوا أن اليهود الطبيعيين كانوا لا يزالون شعب الله المختار وأنهم سيجمعون ثانية في فلسطين...وأنهم سيصبحون الأمّة الرئيسية على الأرض لمباركة كل الجنس البشريّ. ولكن سنة 1932 اتّضح ان هذا كان سوء فهم لنبوّات الكتاب المقدّس!".

ورغم هذا "التراجع" الظاهر يرى المرء تأييدا للصهيونية مبطّنًا غير مباشر يدركه اللبيب: "برج المراقبة" عدد 15 آذار مارس 1984 ص 10 العمود الأوّل: "عندما انتهت فترة الانتداب البرطاني... تولى المسلمون السيطرة على كثير من الجزء الشرقي للمقاطعة (ولا يقول العرب ولا الفلسطيينيون) بما فيه مدينة اورشليم (!) المسوّرة وحرمها لعبادة "الله" واستولى اليهود على الجزء الغربي من فلسطين وأوجدوا أمّة اسرائيل العصريّة ولكن ليس قبل حرب الستة ايان حدث ان تم انتزاع انتزاع انتزاع (أعدناها ثلاث مرات) مدينة اورشليم المسوّرة من العرب بما فيها حائط المبكى حيث كان ينتصب عالياً هيكل الله للعبادة قبل أمد طويل. وقد واصل اليهود انتصارهم على الضفة الغربية لنهر الأردن وسكّانها المسلمين. وهكذا استمرّ دوس اورشليم الأرضية من الأمم حتى سنة 1967".

يلحظ القارىء الذكيّ ما يلي:

- حكم "الوثنيين" ودوسهم للمدينة المقدسة كان وثنياً صنمياً حتى استولت عليها سنة 1967 إسرائيل التي تمثّل حُكم الله!

- تم "انتزاع" القدس من العرب!

- في نفس الصفحة : نقرأ الموقف الصهيوني اليهودي الإسرائيلي: "رغم تحرير اورشليم سنة 1967"، لماذا نجد شيئأ ناقصا؟" – تحرير، كما يقول الإسرائيليون وسائر الصهاينة!

- وضعت مجلة "برج المراقبة" الأرض المقدسة بين اليهود والمسلمين متجاهلة المسيحيين والمقدسات المسيحية والمسيحيين صكّان الضفة الغربيّة بما فيهم "شهود يهوه" من بيت ساحور!

- الأخطر قوميًّا وتاريخيًّا: "هيكل اليهود كان قائما منذ أمد طويل: بين يهود ومسلمين اليهود كانوا أولا، يعني الأرض والقدس لليهود!

وخير الكلام ما قلّ ودلّ: لا يوجد ولا أي "شاهد يهوه" في أي من السجون الإسرائيلية. يرفضون مقاومة الاحتلال حتّى بالطرق السلميّة.