موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٤ ابريل / نيسان ٢٠١٧
منظمة مغربية مسلمة تسعى للتوسط من أجل السلام
الرباط – وكالات :

في شهر آب الماضي وصل إلى المغرب وفد حقوقي أمريكي لتصوير فيلم وثائقي عن أنشطة منظمة "شباب من أجل السلام"، قادمين من لوس انجلس برفقة فريق محترف.

ويرى الوفد الأمريكي بأن ما تقوم به منظمة "شباب من أجل السلام" جدير بالاهتمام، لهذا وقع الاختيار عليها من أجل إنجاز فيلم وثائقي عن رئيسها بالمغرب زكرياء الهامل ليكون مصدر إلهام للشباب العالمي وقدوة في مجال نشر السلام وحقوق الإنسان. وقد عرض الفيلم في أكثر من خمسين دولة وشاهده الملايين من أعضاء المنظمة الأمريكية، إضافة إلى العديد من المشاهير أبرزهم الممثل الأمريكي توم كروز.

وتعد منظمة شباب من أجل السلام، منظمة مسلمة دولية، يعود تاريخها إلى 2005، حيث أطلقها شاب مغربي، بخطى ثابتة انخرط في فضاء نشر ثقافة السلام، وبين هذا وذاك، قيم إنسانية اشتغل عليها رفقة شباب شغوف بثقافة التسامح وحوار الاديان، هدفهم الإسهام في بناء عالم يسوده التفاهم والتعاون، ويرون بأن للأديان قيم مشتركة تهدف لبسط السلام لفائدة الإنسانية جمعاء.

وتقوم المنظمة بالإضافة لنشاطاتها الإنسانية من مساعدات وبرامج لتعليم الشباب وتأهيلهم بدور أساسي ولافت في تربية الشباب على المبادئ العالمية لحقوق الإنسان وجعل هؤلاء الشباب دعاة للسلام والتسامح في العالم، كما ورد في موقعها على الانترنت.

وتسعى المنظمة للقيام بدور فاعل وحقيقي في التوسط بالنزاعات الدولية حيث نشطت في جهود السلام وأثبتت نجاحات في عدد من اللقاءات الدولية، وقام "اندري ازولاي" الأمين العام السابق لمؤسسة آناليند ومستشار الملك محمد السادس، بامتداح عملها وبعث برسالة إلى رئيس منظمة شباب من أجل السلام يهنئه بمناسبة تعيينه سفيرًا للسلام، وقال: "إنه التمييز الذي يكرم عليكم ويعطيكم البعد الحقيقي للتعبئة ويدعوكم للالتزام برئاسة منظمة".

وبارك الحاخام ديفيد روزن، المدير الدولي لشؤون العلاقات عبر الأديان للجنة الأمريكية اليهودية، ومستشار في مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالنمسا، بالمبادرة الشبابية التي أطلقها الهامل مند عشر سنوات ووصفها بالمبادرة الممتازة، معربًا عن تقديره لجهوده التي بذلها في هذا المجال .

وتقول المنظمة عن طريقتها بالتوسط في النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، تسميها "طريقة يوث فور بيس"، أن تطوير العلاقات الشخصية وفهم ثقافة الأطراف المتحاربة هي بعض معالمها الأبرز، النهج الحذر، الصبر، والتعامل الشخصي صفات تتبناها "يوث فور بيس" في وساطة السلام، وتسهم هذه الصفات في خلق جو فيه تعاون وثيق بين الفصائل.

كما تعتمد "يوث فور بيس" على شبكتها الواسعة من الاتصالات والعلاقات بين الأديان والمكتسبة خلال أكثر من عشرين عامًا من التعامل في الحوار بين الأديان العالمية العظيمة، بالإضافة للاجتماع الدولي السنوي بين الأديان للصلاة من أجل السلام، والذي يعقد عادة كل عام في سبتمبر والذي يحضره أكثر من 400 من قادة الدينيين، إضافة إلى تنظيمها لأسبوع الوئام العالمي بين الاديان الدي يوفر منصة يتم من خلالها الإثبات للعالم بأسره على قوة نشاط كل من مجموعات حوار الأديان والنوايا الحسنة.

وعن دورها في حوار الأديان والثقافات وكيف يخدم توجهها في حل النزاعات، تقول المنظمة إن خدمة السلام ترافق وتنبع أحيانًا من شبكة منسوجة بإحكام من أواصر العلاقات والصداقات التي ولدت من الحوار بين الأديان التي تقوم به المنظمة منذ 2002، فتحقيق السلام في الصراعات المعاصرة يتطلب جهودا كبيرة لفترات طويلة من جهات متعددة حكومية وغير حكومية بالإضافة الى تضافر الموارد والنوايا. فالحوار بين الطوائف والأديان لا يعني فقدان الهوية، كما لا يعني الاستسلام للتوفيق بين المعتقدات.

على العكس من ذلك، من دون التباس وأيضًا من دون فصل، هو حوار يستجيب لأعمق أسباب المحبة والتعايش. صداقة المؤمنين يجب أن تقف في وجه الصعوبات والاختلافات الواضحة، في ظل وعي على أنه لا يوجد بديل عن الحوار وبذلك يصبح قطبًا لجذب جميع الذين يبحثون عن عالم أكثر عدالة وإنسانية.