موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢١ أغسطس / آب ٢٠١٨
مكافحة الإرهاب.. بالوطنية أم بالمواطنة

ناديا هاشم العالول :

اطلعنا على مقالات عدة وتحليلات متنوعة وشاهدنا ندوات واستمعنا الى حوارات تخرج بمحصلة نهائية تنادي إما بوضع استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب او اضافة المزيد على ما سبقها..

و تأتي مقالتي كحلقة إضافية في سلسلة التنظيرات والمناظرات والحوارات والتوافقات..الخ منوهين بهذا المساق بأنه لا وقت لدينا لاختراع المزيد، فاختيار الأهداف الأكثر أهمية وتطبيقها معا كحزمة واحدة هو المطلوب اولا وأخيرا لتنطلق بخطوط متوازية على المستويات كافة من ثقافية وقانونية وعلمية وعملية، مدركين اهمية الثقافة الجمعية النابعة من تراكم العادات والسلوكيات الفردية بقفزتها النوعية من إيجابية او سلبية وفق نوعية العادات ومستوى السلوكيات على مقياس"الزلزال الثقافي"الذي سيحدد اذ ما كنا نسير على الطريق القويم المستقيم السليم ام العكس تماما..

لا اود ان اطيل الحديث او استغرق اكثر بالتحليل بخاصة ان المساحة المتاحة لكتابة المقالة تنحصر ب"أربعمائة"كلمة فقط مثمّنين بهذه العجالة قيمة كل حرف وكل كلمة !

على اية حال..ننبه هنا لضرورة التمييز بين"الوطنية والمواطنة" قبل وضع برامج مناسبة ثقافية وقانونية وتوجيهية لمكافحة الإرهاب..لأن اي إصلاح وما يتضمنه من مكافحة الإرهاب لن يتما عبر تهليل وتطبيل وتزمير المواطنين للوطن ولشهدائه ولترابه وسمائه..فمشاعر الحب والارتباط Patriotism هي بمثابة إشارة واضحة لحب الوطن وما ينبثق عنها من استجابات عاطفية تعبيرية لوحدها غير كافية، فالأهم هو المواطنة Citizenship التي تحدد حقوقه وواجباته الوطنية..

حيث يعرف الفرد حقوقه ويؤدي واجباته عن طريق التربية الوطنية، وتتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين عن طريق العمل المؤسساتي والفردي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو لها الجميع لتوحيد الجهود ورسم الخطط ووضع الموازنات على الصعد كافة حتى بالتربية والتعليم والمناهج واسلوب التعليم.. الخ

علاوة على تجيير اي سلوك من اجل توعية المواطن لاهمية دوره بالمحافظة على الأمن المجتمعي مستخدمين كل الأدوات مهما تبدو بسيطة: فمثلا البعض عنده هواية مراقبة الناس مثل"وين رايح وين جاي وشو اشترى"..الخ من باب حب الفضول المستشري عند البعض.

ومن هذا المنطلق نتقدم بمقترح بسيط: فلنستفد من عنصر المراقبة مجيرين هذه الهواية لحماية الوطن والأمن المجتمعي..

فهذه الظاهرة او الهواية بقدر ما هي متقدَة ومضرة عملا بالمثل: "من راقب الناس مات هما".. لكثرة مقارنة نفسه دوما بالآخرين مما يولد بداخله شعورا بعدم القناعة

إلا انها مفيدة بحالة توجيهها لتقصّي اية شبهات من شأنها ان تشكّل خطرا على الامن والأمان وتبليغ الجهات المعنية عند أدنى شك لاخذ الاحتياطات اللازمة..

وبذلك بدلا من ان تكون المراقبة على" الفاضي".. تصبح على "المليان".

(الرأي الأردنية)