موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
مقابلتي مع البابا فرنسيس

بقلم رولى السماعين - صحفية في الجوردن تايمز :

ذهلت عندما رأيت قبة الفاتيكان لأول مرة وأنا جالسة في التاكسي حيث كنت وزوجي قادمين من المطار. سألت السائق بالانجليزية وأنا في قمة السعادة: "هل هذه قبة الفاتيكان؟"، فأجاب وكأنه يقولها للمرة الألف: "نعم!".

بعد يومين في روما الرائعة بحضارتها العريقة، كان لي موعد مع البابا فرنسيس. بكرم من الله عز وجل كنت من ضمن الأقلاء الذين كرموا بالجلوس في المقاعد الأولى من المجلس البابوي.

لن أنسى يوم الأربعاء 3/9/2014، حيث حضرت أنا وسعد زوجي صباحاً إلى مدينة الفاتيكان وقد استقبلنا الحرس البابوي وحسب الترتيب تم إرشادنا إلى أماكننا قرب الكرسي البابوي.

حضر البابا فرنسيس. حضوره بعث السعادة في قلوب يزيد عن ثلاثين ألف شخص من المتواجدين في ساحة القديس بطرس، وفي قلبي أيضاً. جلست قريبة منه لمدة ساعتين وأنا أراقبه وعيني عليه وهو ينظر إلى الجميع حوله ويحني رأسه للسلام على من تلتقي عينه بعينهم. وقد رأيت الفرح بادياً في عيون جميع الذين بعث لهم البابا فرنسيس بالسلام الصامت.

تكلم البابا فرنسيس في ذلك اليوم عن ألمه من معاناة الشعوب في الشرق الأوسط وبالذات مسيحيي العراق وسوريا، وقال بأن الكنيسة يجب أن تكون وتبقى قوية بوجود المؤمنين والمصلين، وأضاف بأن مسيحيي الشرق الأوسط ليسوا يتامى وأن الكنيسة معهم، ومن ثم حيا العراقيين المسيحيين المتواجدين في ساحة القديس بطرس في ذلك اليوم.

بعد ساعتين من جلوسه وحديثه ومشاركته الجمع المؤمن بدأت مراسيم مقابلة البابا فرنسيس للشخصيات المتواجدة في محضره. وقد بدأ البابا بالسلام على ذوي الاحتياجات الخاصة المتواجدين بالساحة، ثم حيا وبارك الحاضرين من الجموع بتواضع ومحبة.

"حان الوقت!" بدأت دقات قلبي تتسارع عندما إقترب البابا فرنسيس ليسلم علينا. كنت أعيد في عقلي ماذا سأقول له، وكان عقلي فارغاً تماماً في تلك اللحظة وأنا أراه يقترب أكثر، الأشخاص المتواجدون بقربي طلبوا بركات على حياتهم وقدموا له الهدايا والبابا فرنسيس لا يتكلم بل يسمع ويبارك. جاء دوري، وفجأة سمعت صوتي ينطلق وينطق بجمل لم تكن على بالي. وضعت يدي في يده وبدأ فمي يقول: "شكراً لأنك جئت الى وطني الأردن قبل شهرين، شكراً لأنك باركت بلدي، شكراً لأنه بوجودك حل السلام في ذلك اليوم في المنطقة". وهو يبتسم. بدأ بالسير إلى الشخص الذي بقربي عندما قلت له: " بابا فرنسيس – الرب قريب". عندها رجع خطوة ووقف مقابلي وقال لي: "صلي لأجلي". دمعت عيناي لأني رأيت شخص الرب يسوع وتواضعه فيه، ووعدته بأن أصلي له دائماً.

البابا فرنسيس، الله يباركك.