موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٨ أغسطس / آب ٢٠١٢
مفاتيح كنيسة القيامة بين حاملها وحاميها

السفير :

<p dir="RTL">يرتل منشد من خارج أبواب كنيسة القيامة ترنيمة &quot;الصلاة تقرع حتى يفتح الباب&quot;. داخل الكنيسة، يتوجه الراهب اليوناني الأب نيكولاس نحو الباب، ويعبر أمام الحجر الممسوح بالزيت وهو، بحسب التقليد الكنسي، موقع تحضير يسوع المسيح قبل الدفن، ثم يفتح الكوة للتأكد من هوية قارع الباب وهو يقول &quot;فليعلن المنشد عن نفسه&quot;، فيأتيه الجواب &quot;إسماعيل سومريي&quot;... يدفع الراهب سلماً من خلال الكوة، ويضع إسماعيل السلم على الجدار الحجري ويتسلقه، ليسلمه أديب جواد جوده المفاتيح.<br /><br />ويقول جودة، حامل مفاتيح كنيسة القيامة، وهو ابن عائلة فلسطينية مسلمة معروفة، &quot;نحن نحمل مفاتيح كنيسة القيامة منذ العام 1187 وحتى اليوم&quot;.<br /><br />أما سومريي، وهو مسلم أيضاً، فيحتفظ بالمفاتيح نيابة عن الوصي عليها. وهنا تزداد التعقيدات، فيقوم سومريي بحراسة المفاتيح ليلاً، إلا أنه يعمل في كثير من الأحيان كحارس للباب. وفي وضح النهار يقوم وجيه نسيبة، وهو ينحدر من عائلة فلسطينية بارزة، وحارس الباب، بفتحه وإغلاقه رسمياً، ويوضح &quot;لقد ورثنا هذه المفاتيح من الآباء إلى الأبناء، ومن جيل إلى جيل... لا يسمح لأحد غيري بفتح الكنيسة&quot;.<br /><br />وتمكنت العائلتان المسلمتان من الاحتفاظ بالمفاتيح وحراسة الباب بسبب الخلافات داخل الكنيسة. ويقول القس صموئيل أغويان، رئيس الأرمن في كنيسة القيامة، &quot;مثل أي إخوة، نحن نتشاجر في ما بيننا في بعض الأحيان&quot;. ويضيف &quot;الكنائس لم تتفق مع بعضها البعض، لذلك تم أخذ المفاتيح بعيداً عن الكنيسة المهيمنة، وعهد بها إلى أتباع إيمان توحيدي محايد يؤمن بالمسيح كنبي أي الإسلام&quot;.<br /><br />والاعتقاد السائد هو أن الكنيسة شيدت فوق موقع صلب المسيح وفوق المغارة التي دفن فيها. ويتشارك في الكنيسة ثلاثة من القيمين المسيحيين الرئيسيين. وتحظى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية من دون منازع بحصة الأسد. ويقال إن الرهبان الفرنسيسكان هم الأغنى. أما الكنيسة الأرمنية الرسولية فهي الأقل حظاً.<br /><br />ويقول الأب أغويان، &quot;نحن نتعامل مع بعضنا البعض بأكثر طريقة أخوية ممكنة&quot;، مضيفاً &quot;يمكن في بعض الأحيان أن يكون هناك بعض سوء الفهم حول الحدود أو التقاليد، فهي ليست مكتوبة بالتفصيل&quot;. ويوضح الأب أغويان، &quot;يحكم كل شيء (في الكنيسة) وفقاً للوضع الراهن&quot;، الذي بدأ في العام 1853، عندما تقرر أن تتم السيطرة على منطقة الكنيسة المشتركة بتوافق الآراء بين المسيحيين. لكن الخلافات المستمرة حالت دون ذلك.<br /><br />والمقصود بالوضع الراهن هو الترتيبات المعقدة بين الجماعات المسيحية والأسر المسلمة، وأيضاً داخل جماعات مسيحية كثيرة، وضمن العائلتين الفلسطينيتين، جودة التي تحمل مفاتيح، ونسيبة التي لديها الحق في إغلاق الأبواب وفتحها خلال اليوم. ويشرح نسيبة &quot;لا يجوز لحارس (المفاتيح) لمس مفتاح الباب، وعليه أن ينتظرني خارج الكنيسة، لأنه لا يسمح لأحد بفتحه... فقط عائلتنا&quot;، الأمر الذي يعترف به جودة قائلاً &quot;أعطيه فعلاً المفاتيح... وهو يفتح الباب ويغلقه. ولكنه بعد ذلك يعيد المفاتيح لي&quot;.<br /><br />ويؤكد نسيبة، &quot;في البداية، كنا مجرد عائلة واحدة تحتفظ بمفاتيح الكنيسة&quot;، الأمر الذي يحتج عليه جودة قائلاً &quot;هذا ما تم النص عليه في الوضع الراهن، وتأكيده في 165 مرسوماً ملكياً أو الفرمانات المختومة من 27 سلطاناً حكموا القدس، والمعترف بها من قبل الكنائس، وأيضاً، في اعتقادي، من قبل إسرائيل، أن عائلة نسيبة هي حارس مفاتيح الكنيسة&quot;.<br /><br />ولكن نسبية يوضح أنه &quot;في العام 1612، خلال الحقبة العثمانية، تلقت أسرة أخرى فرماناً وبدأت العمل معنا&quot;، مضيفاً &quot;عائلتي تلقت مفاتيح الكنيسة من السلطان صلاح الدين الأيوبي العظيم في العام 1187 بعدما حرر القدس من الصليبيين&quot;.</p>