موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٣
مسيحيو القطاع: لن نترك إخواننا المسلمون وعلاقتنا أكبر من أن تفرقنا إسرائيل

غزة - دنيا الوطن :

"المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، لم تشفع تلك الترانيم لأصحابها على الرغم مما تحمله من معاني الحب والسلام، من محتل غاصب يرى في غصن الزيتون مدفعًا وفي الهلال والجرس خطرًا يهدد أمن كيانه.

لم يستثن المحتل في عدوانه أحد من أبناء الشعب في حرب الأيام الثمانية، فاستهدف عشرات المساجد وقصف قبابها وأهلتها، وقصف أيضًا الكنيسة والمدرسة التي تلهج بالعذراء وطفلها الذي عاود المحتل لصلبه من جديد.

الشهيد المسيحي نسيم سابا، واحد من مئات الشهداء الذين ارتقوا نتاج العدوان الإسرائيلي في الحرب على غزة 2008م، وهو واحد من عشرات الشهداء الذين فقدوا من الاخوة المسيحين في رسالة التحمت فيها أبناء الشعب بمسلميه ومسيحيه كروح واحدة وجسد عصي على الهزيمة والانقسام.

رثا حي الشيخ رضوان بكل أبناءه الشهيد نسيم، وخرجت الجماهير مودعة لريحانة المنطقة بوصف محبيه وكان على مقربة من كل أصدقائه الذين عشقوه وأكثرهم كانوا مسلمين، لشدة تقديره واحترامه.

لم ينتهي الغدر الإسرائيلي ضد المسيحيين الفلسطينين بعد، فسرعان ما عاد ليصلب فيهم الأمل بعدما صلب نبيهم من قبل، فقصف اراض ومدرسة تتبع للكنيسة في عدوان الأيام الثمانية، وكان في كل قصف وعدوان يتوارى بزعم حبه للسلام وأن حربه فقط مع من يصفهم بـ"الارهابيين" ورجال الدين المسلمين "حماس والجهاد الإسلامي".

الشاب المسيحي موسى عياد يفند لـ"دنيا الوطن" مزاعم إسرائيل أن حربها على رجال الدين المسلمين فقط، مؤكدًا أن المحتل استهدف كل شيء في غزة وقتل الفلسطينيين جميعًا، دون أن يسلم طفل أو شيخ أو أمرأة، فضلًا عن حصار لم يستثن أحدًا خلال ثمانية أعوام مضت.

وقال "اسرائيل تحاول أن تتوارى خلف جرائمها بأكاذيب راجفة، ليس لها أي رصيد على أرض الواقع، والحقيقة أنها استهدفت الشعب بكل مقدساته وأديانه، وحاربت القدس بكل مقدساتها الدينية، وقصف في غزة خلال عدوانها الهلال والصليب معاً".

يشدد موسى على عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحين في القطاع، موجهًا رسالته للمحتل" لم ولن تستطيع أن تفت من هذه العلاقة وكلما اشتد العدوان تشتد المحبة بيننا",

ولفت إلى ما يعانيه مسيحيو القطاع في ظل حصار خانق يتعرض له كل أبناء الشعب وما تسبب به من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية ، إضافة لحرمان المحتل الشبان المسيحين من التوجه إلى الحج للمقدسات الدينية في بيت لحم.

وبيّن موسى عمق العلاقة بينه وبين اصدقائه المسلمين، مضيفًا لمراسل دنيا الوطن" لا اتذكر أني مسيحي في حضرة أصدقائي المسلمين، فالدين لم يشكل فارقًا يومًا بيننا، نشارك بعضنا في احلامنا وافراحنا واتراحنا، وعلاقتنا أكبر من أن تفرقها إسرائيل أو أي جهة في الدنيا".

وتساءل موسى عن دور المجتمع الدولى والدول التي تزعم رعايتها للأقليات الدينية ومسحيين الشرق في سعيها لحماية لمقدساتهم الدينية التي تتعرض لعدوان مستمر من إسرائيل، وما تواجهه من تهديد حقيقي بالانهيار نتيجة لعدوانها الجائر عليها.

علاقة أبدية

المطران اليكسوس راعي الكنيسة الشرقية بغزة، بدوره أكد عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحين بغزة، مشددًا على أن الاحتلال يمارس عدوانه ضد المنطقة وغزة مستغلاً الدين لمصالحه على حساب قتل واستهداف الناس.

وحذر اليكسوس من خطورة الاشاعات التي يسوقها المحتل بغرض تفتيت العلاقة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وقال إن ما يتعرض له المسلمون بغزة هو تمامًا ما يتعرض له المسيحيون أيضًا.

من جانبه، أكد المطران مانويل مسلم، أن المسيحيين في الأراضي الفلسطينية تعرضوا لعدوان شديد من إٍسرائيل، منوهًا إلى خطورة المزاعم الدينية التي تسوقها قوى الاحتلال بالمنطقة من أجل استهدافها وسرقة مقدراتها بدعوى الحفاظ على الاقليات الدينية وحماية الدين.

وحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسئولية ما يعانيه المسيحيون في غزة والأراضي الفلسطينية عمومًا، نافيًا بشدة تعرض الحركات الإسلامية للمسيحيين بغزة بأي تهديد، وقال " المسلمون حمونا ودافعوا عنا وحميناهم ودافعنا عنهم، وأنصح بعدم اللعب على وتر تقسيمنا لأنه لن يجدي".

وناشد مسلم المجتمع الدولى بضرورة التحرك ضد إسرائيل من أجل التصدي لاعتداءاتها ضد الفلسطينين ومقدساتهم الدينية، ومحاكمتها إزاء حصارها وقتلها لأبناء الشعب الفلسطيني.

وحاصرت إسرائيل كنيسة المهد أثناء الاجتياح البربري للضفة المحتلة عام 2002م، في ملحمة بطوليه تجسدت فيها معاني الوحدة بين المسلمين والمسيحين في تصديهم للاحتلال أثناء الاجتياح للضفة المحتلة.

لم يسدل الستار بعد عن حقيقة ما يتعرض له الفلسطينيون بكل طوائفهم من عدوان همجي مستمر، ولم يغب عن ذاكرتهم بعد وجود مئات الأسرى بين مسلم ومسيحي، وشمل في عدوانه أيضًا الفلسطينين من أبناء الطائفة اليهودية في السامرة بنابلس.

ويثبت المحتل عبر جرائمه في كل يوم أن حربه تستهدف اقتلاع الشعب كل الشعب بشتى طوائفه الدينية، وأن ثمة عصابات لقيطة هي من صنعت بإسرائيل بقناع الحاخام حتى وان استل السيف على رقبة الشيخ والقسيس!.