موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الجمعة، ١ فبراير / شباط ٢٠١٩
مرجعيات وشخصيات أردنية تدعو لتعميم عام التسامح عربيًا

الخليج - ماهر عريف :

<p dir="RTL">أكدت مرجعيات دينية وشخصيات فكرية وسياسية واجتماعية أردنية أهمية الزيارة التاريخية المشتركة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى دولة الإمارات، في تحقيق أعلى قيم التآخي والتعايش والتعددية السلمية وانعكاس ذلك على الجهود المبذولة عربيًا ودوليًا ضد الإرهاب. وأجمعت في حديثها عن تداعيات هذه الزيارة الفريدة على الدور المحوري الذي تتولاه الإمارات في تعزيز المحبة والسلام بين الشعوب واحتضانها مختلف الديانات والجنسيات ونجاحها في جمع قطبين رئيسيين بما يتوافق مع &laquo;عام التسامح&raquo; مع الدعوة إلى تعميمه عربيًا.</p><p dir="RTL"><strong>الوحدة الإنسانية</strong></p><p dir="RTL">وصف الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وراعي كنيسة ناعور في عمّان، الحدث بأنه الأهم في تحقيق الوحدة والأخوة الإنسانية، داعيًا للسير على نهج دولة الإمارات في ترسيخ قيم التسامح وإطلاق مبادرات عالمية على هذا المستوى. وقال: تكتسب زيارة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات تفردًا وتميزًا خاصًا ليس لأنها فقط الأولى لمنطقة أقصى الشرق العربي بل كذلك لأن المسيحيين في الدولة هم من الوافدين الذين ينعمون بعيش كريم وإقامة آمنة وسط تشكيلة مجتمعية رائعة قائمة على الاحترام المتبادل وإتاحة حرية الشعائر الدينية هذا فضلاً عن تزامن هذه الزيارة مع استضافة فضيلة الإمام أحمد الطيب وعقد مؤتمر دولي حول الأخوة الإنسانية في صورة من أجمل التعابير التي تتفوق على عبارات تقليدية حول الحوار والعيش المشترك والجدليات العقيمة إلى الانطلاق نحو أسرة بشرية بمثابة البيت الدافئ للأخوة. وأضاف: إن هذا التلاقي الإسلامي المسيحي يمهد جهة دفعة جديدة وكبيرة إلى التكاتف الديني السلمي بما يتجاوز الخطابات المتبادلة ويتخطى المجاملات إلى العمل الحقيقي والالتفات أكثر إلى القضايا العربية والإنسانية المشتركة في مقدمتها القضية الفلسطينية وصد الإرهاب ويدعم إشاعة أجواء العدالة والسلام واحترام الحرية الدينية وإيجاد أفضل السبل لخدمة الفقراء والالتفات إلى حماية البيئة ويوحد الجهود للتعامل مع موضوع اللاجئين والمهجرين من أوطانهم.</p><p dir="RTL"><strong>مستقر السلام</strong></p><p dir="RTL">وأكد عبد السلام العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي ووزير الأوقاف الأسبق أن الإمارات تمثل فضاء الإنسانية ودار التسامح ومستقر السلام من خلال خطوات كبيرة في خدمة مساعي التآخي والتعددية وتضرب مثالاً فريداً في مبادرات ومؤتمرات فكرية ودينية جامعة تحث على الالتقاء ونبذ التفرقة. ورأى العبادي في انعقاد ملتقى حضاري بين أهم الأقطاب الإسلامية والمسيحية في الإمارات رسالة صريحة على ضرورة انفتاح دول الخليج وسائر دول المنطقة على موضوع العيش المشترك واحترام مرجعيات دينية للمقيمين الوافدين دون تمييز وهذا يتماشى مع تعاليم التسامح في الإسلام والمسيحية ويحث على إيجاد العوامل المشتركة وترك الخلافات والصراعات العرقية والضيقة. وشدد على وجوب دعم جميع المساعي الرامية إلى تقريب المسافات واحترام الآخر وإرساء العدالة والإنسانية وهذا ما تفعله الإمارات وتختصر من خلال عملها الدؤوب دعوات بين أطراف متباينة إلى تنفيذ عملي مدروس. ودعا العبادي إلى التأسيس على ذلك من خلال مؤتمرات جادة والاهتمام بمناهج التربية والتعليم في الدول العربية بحيث تطرح القيم السامية للاختلاف والتآخي وتوضح الأمور الدينية دون تجهيل.</p><p dir="RTL"><strong>نموذج إماراتي</strong></p><p dir="RTL">ووجد البرلماني محمد أرسلان الأمين العام السابق لحزب التيار الوطني توافقًا تامًا بين رسالة الإمارات في نشر فرص الحوار بين الشعوب وقيم المودة والتضامن وبين الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس بالتزامن مع شيخ الأزهر أحمد الطيب. وقال: إن هذا الحدث المهم يتحول إلى نموذج عملي لما كرسته الإمارات من تعايش على أرضها يجمع الديانات والجنسيات في انسجام تام وإثبات أن التعددية والتنوع الفكري لا يؤديان إلى خلافات عقيمة ولابد من استثمار هذه الزيارة بحضور مرجعيات عالمية في توسيع مفهوم التسامح ليس بوصفه ترفاً وإنما أساس الترابط والعمل البناء كما تفعل الإمارات وفق خطط وبرامج وطنية. وأضاف: تحقيق هذه الأسبقية خليجيًا وإقامة شعائر دينية للمقيمين على أرض الدولة وعقد مؤتمر للأخوة الإنسانية يجمع البابا فرنسيس وفضيلة الإمام أحمد الطيب بحضور مجموعة رموز فكرية ودينية يجعل من محاربة التعصب والتطرف والإرهاب فعلاً مجتمعياً وإنسانياً مشتركاً ويثري جهود تعزيز التسامح دولياً ونبذ الكراهية والعنصرية ويُعظّم من دور العلماء والمفكرين في قيادة الثقافة الجامعة بصورة عملية مؤثرة.</p><p dir="RTL"><strong>تداعيات إيجابية </strong></p><p dir="RTL">وأكد سمير عبد الهادي عضو مجلس الأعيان التشريعي أن التداعيات الإيجابية للحدث لا تقتصر على ترسيخ الإمارات فضيلة التسامح محلياً وإنما انعكاس ذلك على المنطقة ودول العالم. وقال: هذه الزيارة التاريخية تعمل على تهدئة النفوس والعمل على تلمس خيوط الوصول إلى الاستقرار وسط إضرابات محيطة ولها أبعاد سياسية تتعلق بشكل أكبر على اتخاذ مواقف أكثر حزماً ضد الإرهاب ودعم مساعي التخلص من الحروب العرقية والدينية ووضع استراتيجيات شمولية لمواجهة التطرف ودعم الحلول السلمية السياسية في مناطق عربية تعاني أزمات. وأكد الكاتب هشام العتوم عضو مجلس رابطة علوم الاجتماع أن الحدث يؤكد الدور الرائد الذي تؤديه دولة الإمارات في إعلاء قيمة التسامح وقدرتها في جميع مختلف الجنسيات والديانات على أرضها في وئام كامل.</p>