موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
مداخلة أممية للمطران غالاغر حول حماية الأقليات الدينية في مناطق النزاعات

نيويورك – إذاعة الفاتيكان :

ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجية) المطران بول ريتشارد غالاغر، مداخلة أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة الثانية والسبعين لمنظمة الأمم المتحدة، المنعقدة حاليًا في نيويورك، حول موضوع حماية الأقليات الدينية في مناطق الصراعات المسلحة.

وسلّط سيادته الضوء على أهمية توفير الحماية لهذه الأقليات في الدول التي تشهد حروبًا ونزاعات، مذكرًا بأن العالم كله شاهد على مدى السنوات الماضية صورًا دموية تعكس الواقع المرير الذي يعيشه عالمنا المعاصر، لافتًا إلى أن الحروب غالبًا ما تشكل فسحة لشتى أنواع الاضطهادات والتجازوات التي تعاني منها الأقليات الدينية بنوع خاص، ومن بينها الاضطهاد والعنف الجسدي والاعتقال التعسفي ومصادرة الممتلكات والاستعباد والنفي القسري والقتل والتطهير العرقي، وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية.

وذكّر المسؤول الفاتيكاني بالمسؤوليات الملقاة على عاتق الجماعة الدولية المدعوة إلى توفير الحماية لهذه الأقليات الدينية. وأشار إلى أن ظاهرة اضطهاد الأقليات الدينية ليست ظاهرة معزولة تعني منطقة واحدة من العالم، شأن الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون على يد تنظيم داعش في الشرق الأوسط على سبيل المثال، لافتًا إلى أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بشأن أوضاع الحريات الدينية حول العالم للعام 2016 أظهر أن الأقليات الدينية تتعرض للاضطهاد في سبعة وعشرين بلدًا حول العالم. كما بيّنت تقارير أخرى أن الاضطهادات باتت ممارسة شائعة في العديد من المناطق، فيما تشير الدراسات إلى أن المسيحيين هم في طليعة الأقليات الدينية التي تتعرض للاضطهاد في مناطق كثيرة، هذا فضلاً عن تنامي ظاهرة معاداة السامية في أوروبا خصوصًا، كما أن المسلمين يتعرضون هم أيضًا للاضطهاد على يد مجموعات إسلامية أصولية لا تقاسمهم التأويل نفسه للنصوص الدينية وركائز الإيمان.

وسلط المطران غالاغر الضوء على ضرورة العمل كي لا تبقى الجماعة الدولية واقفة مكتوفة اليدين إزاء ما يجري، وشدد أيضًا على أهمية أن تتمتع الأقليات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط بالحق في العودة إلى أرضها والعيش بأمن وكرامة. واعتبر أن إعادة بناء المنازل ليست كافية، مع أنه أمر أساسي، إذ لا بد أن يُعاد بناء المجتمع استنادًا إلى مبدأ التعايش السلمي بين جميع أبنائه. كما ينبغي أن تُسن قوانين تضمن الحقوق الإنسانية لجميع المواطنين بعيدًا عن التفرقة والتمييز.

كما أشار المسؤول الفاتيكاني إلى أهمية قيام تعاون مثمر بين الجماعات الدينية والدولة كي يسعى الطرفان إلى ضمان الخير العام وتحقيق الرخاء لدى جميع المواطنين. وأكد أن الديانات مدعوة للتأكيد على أنه لا يُمكن أن يمارَس القتل باسم الله، مذكرًا في هذا السياق بالخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس خلال زيارته لمصر هذا العام، دعيًا إلى ضرورة التصدي لأي شكل من أشكال العنف والانتقام والحقد باسم الدين أو باسم الله.

ولم تخلُ مداخلة وزير خارجية الفاتيكان من الإشارة إلى أهمية تعزيز الحوار ما بين الأديان كترياق للأصولية والتطرف مع التشديد على أهمية الدور الذي تلعبه التربية في هذا المجال من أجل التصدي للردكلة التي تقود إلى التطرف واضطهاد الأقليات الدينية والإرهاب، فضلاً عن العمل من أجل وقف تدفق المال والسلاح اللذين يُستخدمان في أجل اضطهاد الأقليات الدينية.