موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١١ مارس / آذار ٢٠١٩
متى يكون العلم نورا؟

ناديا هاشم العالول :

عندما كنّا صغاراً.. حلمنا بتغيير العالم.. غير مدركين أن الأوْلى هو تغيير أنفسنا لتنمو النماذج المستنيرة المضيئة بنور معرفتها وخبرتها فيقلّدها الآخرون..

وهذا ليس بالجديد فكلنا نعلم أن العمل نور.. ولكن متى يكون «فعلا» العلم نور؟

بالمناسبة ارتفعت الأصوات معترضة على اعتماد التوجيهي «دورة واحدة «بدلا من دورتيْن، أسوة بالماضي حيث كان الطلاب يجلسون لدورة واحدة بأداء أفضل ومستوى الفهم والتحليل عند الطلبة كان أحسن بكثير من زمننا، حيث تراجعت المستويات الى حد الوقوع بأخطاء إملائية بسيطة ينْدى لها جبين العِلم والتعليم.. والإنسانية جمعاء!

ولأهمية الشباب يطالب الملك عبد الله الثاني المسؤولين دوماً الحوار مع الشباب وإطلاق إبداعاتهم ووضع خطط عملية لايجاد فرص عمل للشباب.. علاوة على الورقة النقاشية السابعة لجلالته:

«بناء قدراتنا الشبابية وتطوير العملية التعليمية»..

اختارُ منها بهذا الصدد: «نريد طلبة يعرفون كيف يتعلمون، كيف يفكرون، كيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول المبدعة لما يستجدّ من مشاكل، ويعترض من عقبات»..

منتقين ايضا: «لا يمكن أن يتحقق ذلك، إلا بمناهج دراسية تفتح أَمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد؛ تشجعهم على طرح الأسئلة، وموازنة الآراء؛ تعلمهم أَدب الاختلاف، وثقافة التنوع والحوار»..

ناهيك عن قول سقراط ابو الحكماء: «مهمتي ان اجعلكم ان تعرفوا بانكم لا تعرفون»

فعلا فعندما يدرك المرء بانه لايعرف سيبدأ بالتعلّم!

لكن مشكلة «البعض» كونهم متأكدين بانهم دوما يعرفون وهم حقيقة لا يعرفون!

ونحن هنا نضيف من جانبنا بأنه «لا نمو بدون تنمية ولا تنمية بدون تربية»..

اما لماذا التربية؟

لأنها تنمي جوانب الشخصية التي تجعل الناشئة يشبّون كأفراد سعداء قادرين على العطاء عبر تحمل مسؤولياتهم لبناء الأوطان وتنميتها ونموّها عبر «إعمال العقل».. و"إعمال العقل» يعني تشغيله بالدراسة والبحث والتقصّي فالعلم لا يُقدَّم على طبق من فضة «فمَنْ طلب العُلا سهر الليالي «ناحتا» عقله ليزيل ايَّ صدأ عالق به لعدم تشغيله حاجبا النور عن صاحبه وعن غيره، فتغرق المجتمعات بالعتْمة.. عتمة الجهل بالرغم من انتشار دور العلم وكثرة حملة الشهادات!

فـ «كومينوس الفيلسوف التشيكي» أبو التربية الحديثة المولود بـ 1592 نادى بضرورة «تسلية الطفل» إلى جانب تعليمه..

معلّقين بدورنا: إن هذا لا يعني أن تطغى «التسلية» على العلم والتعلم والدراسة فلنتعلمْ كيف نوازن ونختار، ولهذا ربط «كومينوس» في «فن التعليم العظيم» بين الأخلاق والعدالة.. منتقين من قواعده: (حماية الأطفال).. و(الانضباط ضروري للسيطرة على الأمور الشريرة).. و(تعلّم تحمّل التعب).

ونختم متسائلين: هل سيًصلِّح العِلْمُ ما أفسدتْه التربيةُ؟

نشكّ بذلكّ!

ولهذا: التربية أولا.. والتعليم ثانيا!

(الرأي الأردنية)