موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٧ يوليو / تموز ٢٠١٩
مبادرة الكاردينال ماريو زيناري لمستشفيات مجانية في سوريا

الفاتيكان نيوز :

يولد مشروع "Ospedali aperti" من مبادرة الكاردينال ماريو زيناري السفير البابوي في سوريا الذي ومع المطران جامبييترو دال توزو الذي كان في تلك الفترة الأمين العام للمجلس الحبري "Cor Unum" اعتبر أنّه من الضروري والجوهري إيجاد طريقة ملموسة من أجل مساعدة الشعب السوري الذي تستنزفه الحرب والتخفيف عنه؛ وبالتالي ولد المشروع من أجل ضمان الحصول على علاجات مجانية لجميع الأشخاص الذين يعيشون في صعوبات.

انطلق المشروع من واقع أنَّ ثلاث مستشفيات كاثوليكية لا تبغي الربح، وهي مستشفى الـ "Saint Louis" في حلب والمستشفى الفرنسي في دمشق والمستشفى الإيطالي في دمشق، هي مستشفيات لديها طاقم طبي مجّهز وكفء وبإمكانها أن تقدّم علاجات في جميع الاختصاصات ولكنّها لا تستعمل بحسب قدراتها وإمكانياتها علمًا أن الحاجة للعلاجات هي ملحّة بسبب الحظر المالي الذي فرض على الشعب السوري. لذلك أشرك الكاردينال زيناري الجمعيات الكاثوليكية التي تدير مستشفيات بالإضافة إلى الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة؛ وأعطى منظّمة "AVSI" مهمّة تأمين الدعم التكنولوجي أما منظّمة "Policlinico Gemelli" فقد ساهمت كشريك علمي-صحّي في تقديم تنشئة العاملين الصحيين والدعم المادي. ويهدف هذا المشروع لتقديم الدعم من أجل تحسين الأوضاع النفسية والجسدية للسكان الأكثر ضعفًا في حلب ودمشق من خلال تسهيل الحصول على العلاجات الصحيّة التي تقدّمها المستشفيات الخاصة المشتركة، ومدّة هذا المشروع هي ثلاث سنوات من تمّوز عام ٢٠١٧ إلى كانون الأول عام ٢٠٢٠.

وتشرح فلافيا شيفاييارد المسؤولة عن المشروع "Ospedali aperti" قائلة إنَّ الوضع في سوريا مستمر بالتعقيد. ومنذ زمن لم نسمع حديث عن سوريا ولكن الحرب لم تنتهِ بعد ولايزال هناك جبهات مفتوحة. بالرغم من أن بعض المناطق في سوريا في حالة أفضل ولكن هذا لا يلغي أن الحياة لا تزال قاسية جدًّا. بعد سنين من الحرب، عانى الاقتصاد والنسيج الاجتماعي للبلاد منها ولا يوجد حتى الآن مجال للنهوض، وبالتالي لم يعد بمقدور العائلات المضي قدماً. يوجد تضخم كبير جداً في الأسعار، فالأسعار ترتفع والناس لم تعد تحتمل هذا الأمر. وضئلت القدرة على المقاومة بعد ثماني سنوات من الحرب. والرواتب ليس كافية، بالنسبة للذين يعملون، لتغطية جميع الاحتياجات الأساسية. وأمام الحاجة لشراء شيء ما خارج الاحتياجات الأساسية يصبح الأمر بالفعل مشكلة بالنسبة للشخص. لهذه الأسباب كلّها يصبح تقديم العلاجات المجانية أمرًا أساسياً للأشخاص.

وتابعت المسؤولة عن المشروع مسلطةً الضوء على ما قاله البابا فرنسيس وقالت: إنَّ البابا فرنسيس يملك إحساسًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون. وقد قام بعدّة تصاريح حول الوضع في سوريا. من المهم أن تحاول شخصية مثل البابا فرنسيس أن تسلط الضوء على الذي يحصل في سوريا. لربما يسهل التفكير في أوروبا أن في الشرق الأوسط يوجد حروب على الدوام، ولكننا ننسى دائماً أن خلف هذه الصراعات أشخاص يموتون ويعانون يوميًّا ومن بينهم أطفال. إذًا نعم، إنها كلمات مهمة. وخلصت فلافيا شيفاييارد إلى القول أتمنّى نجاح المشروع "Ospedali aperti" حتى نهاية ال ٢٠٢٠. ونأمل في هذه الفترة من الوقت بتأمين أكبر عدد من العلاجات في المستشفيات الثلاثة التي نعمل فيها.